تزايدت فرص وقف إطلاق النار في غزة مع دخول العدوان الاسرائيلي عليها أسبوعه الثالث امس.
فالحركة الديبلوماسية التي توزعت امس بين القاهرة وواشنطن بالاضافة الى تراجع القوات الإسرائيلية عن مواقع احتلتها في غزة كلها تشير الى احتمال انتهاء المأساة في غزة قريبا.
مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قال معلقا على زيارة مبعوثي بلاده الى القاهرة وواشنطن: نأمل ان يكون الهجوم الاسرائيلي على غزة دخل فصله النهائي.
واشار الى ان قرار انهاء الحرب بيد مجلس الوزراء الامني المصغر بعد ان يطلع على نتائج زيارتي الموفد الاسرائيلي عاموس جلعاد الى القاهرة ووزيرة الخارجية تسيبي ليڤني الى واشنطن. وتوقع ريجيف ان يجتمع المجلس الامني المصغر اليوم على ابعد تقدير.
وكانت حركة حماس ابلغت القاهرة عن استعدادها لقبول هدنة لمدة سنة قابلة للتجديد شرط انسحاب الجيش الاسرائيلي من القطاع ورفع الحصار عنه وفتح المعابر.
تفاؤل مصري
وأعربت مصر التي استقبلت جلعاد امس عن تفاؤلها للتوصل قريبا الى وقف لاطلاق النار في غزة.
وأعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي لدى وصوله الى الكويت لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن غزة عن اعتقاد بلاده في وجود فرصة حقيقية لوقف قريب جدا لاطلاق النار ووقف الاعتداءات الاسرائيلية على غزة.
وقال زكي في تصريح صحافي ان مصر ستعرض على وزراء الخارجية العرب الموقف المصري والمباحثات التي أجريت ما بين حماس واسرائيل بكل تفاصيلها «لتسترشد بآراء الوزراء لتقييم الوضع».
ووفقا لمسؤولين مصريين تركزت محادثات جلعاد مع رئيس جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان على استيضاح الخطوات التي ستتخذها القاهرة لمكافحة تهريب الاسلحة الى غزة. وصرح مسؤول حكومي لوكالة فرانس برس بان «اسرائيل سترفض اي شيء آخر غير نشر قوات من السلطة الفلسطينية عند معبر رفح».
بدورها تهدف ليڤني من محادثاتها في واشنطن الى التوصل لاتفاق اميركي ـ اسرائيلي يستهدف التعامل مع تهريب الاسلحة الى غزة بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء ايهود اولمرت.
والتقت وزيرة الخارجية الاسرائيلية بنظيرتها الاميركية كوندوليزا رايس التي اكدت انها تعمل على اتفاق مع اسرائيل وشركاء اقليميين من اجل تسهيل عملية التوصل الى وقف لاطلاق النار.
الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قال عقب لقائه برئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في رام الله امس «حان الوقت الآن للتفكير في وقف لإطلاق النار من جانب واحد تنفذه الحكومة الإسرائيلية».
كما التقى مون برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي طالب بوقف فوري لاطلاق النار.
وكرر الامين العام اعتقاده بان الاتفاق على وقف لإطلاق النار يمكن التوصل إليه في الأيام القليلة المقبلة.
ميدانيا شهد القتال في غزة امس هدوءا نسبيا بعد يوم عنيف اسفر عن اغتيال القيادي في حماس سعيد صيام وزير الداخلية في الحكومة المقالة.
وافاد شهود عيان بأن الجيش الاسرائيلي انسحب صباحا من حي تل الهوى والرمال الجنوبي غرب مدينة غزة.
وقال الشهود ان «الدبابات الاسرائيلية انسحبت من داخل حي تل الهوى والرمال الجنوبي غرب غزة وتمركزت خارج الحي في المناطق غير المأهولة بالسكان وتطلق بين الفينة والاخرى قذائف المدفعية ونيران الرشاشات باتجاه الحي».
واعلن د.معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ ان الطواقم الطبية الفلسطينية عثرت على جثث 23 شهيدا سقطوا امس الاول في حي تل الهوى بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي منه.
واشار الى ان عدد ضحايا الحرب على غزة منذ 3 اسابيع ارتفع الى 1133 شهيدا و5150 جريحا. وقال المركز الفلسطيني لحقوق الانسان ان الاحصاءات الواردة من غزة تضع محصلة القتلى المدنيين عند 698 شخصا او نحو 65% من اجمالي عدد القتلى.
واكدت مصادر طبية استشهاد الفتى عيسى ارميلات (14 عاما) واصابة آخر جراء قصف الاحتلال مجموعة من الاطفال بالقرب من سوق النجمة في مخيم الشابورة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية شنت الليلة قبل الماضية 40 غارة على قطاع غزة.
وقال متحدث عسكري إن «طائرات من سلاح الجو أغارت على حوالي 40 هدفا بما فيها أنفاق ومخازن للوسائل القتالية».
واعلن الجيش الاسرائيلي وقف عملياته العسكرية 4 ساعات امس لأسباب انسانية.
وقال الناطق باسم الادارة العسكرية بيتر ليرنر ان اسرائيل «اعطت الضوء الأخضر لمرور 130 شاحنة تنقل مؤنا وادوية ووقودا».
وقبل الهدنة المؤقتة قصفت اسرائيل مركزا للشرطة في خان يونس ما أدى الى تدميره بالكامل كما قصفت منازل ومساجد في انحاء مختلفة من القطاع.
الى ذلك اعلن الجيش الاسرائيلي اغلاق الضفة الغربية يومين بدءا من اول من امس في وقت دعا فيه الفلسطينيون الى تحويل يوم امس الى «يوم غضب» ضد الهجوم الاسرائيلي في غزة.
من جهتها، اعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن قصف مدينة بئر السبع جنوبي اسرائيل بصاروخين امس.