أعلنت لجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات امس أن تحليل رفاته أثبت أنه لم يمت بشكل طبيعي واتهمت إسرائيل باغتياله.
ووجه اللواء توفيق الطيراوي رئيس اللجنة في مؤتمر صحافي في رام الله، اتهاما مباشرا إلى إسرائيل للمرة الأولى باغتيال عرفات بوصفها «المتهم الأول والأساسي والوحيد».
وهدد الطيراوي بالتحرك قضائيا بعد استكمال التحقيقات اللازمة قائلا «لا يمكن أن نترك من قام بهذه الجريمة إلا أن يقدم للقضاء سواء دوليا أو محليا ولكن عندما ننتهي من كشف الحقيقة كاملة».
كانت ثلاث فرق من سويسرا وروسيا وفرنسا أخذت عينات من رفات عرفات في نوفمبر العام الماضي للتحقيق فيما إذا كان عرفات تعرض للتسميم.
وخلص الخبراء السويسريون والروس إلى أن نتائج فحص العينات «تدعم وتنسجم مع فرضية تسميمه بالبولونيوم»، لكن دون أن يؤكدوا بشكل قاطع أن هذه المادة سببت الوفاة.
وقال الطيراوي إن «التقريرين الروسي والسويسري والتحقيق المستمر منذ ثلاثة أعوام أثبتا أن أبو عمار لم يمت بسبب تقدم السن أو المرض وأنه لم يمت طبيعيا».
غير أنه أردف أن هذه النتائج «تقربنا من الوصول إلى الحقيقة لكنها ليست نهاية المطاف»، مشيرا إلى أنه سيتم الآن التركيز على أداة الاغتيال.
من جانبه، قال الطبيب عبدالله البشير رئيس اللجنة الطبية في لجنة التحقيق خلال المؤتمر، إن تقريري الخبراء السويسريين والروس عززا فرضية تعرض عرفات إلى التسمم بالبولونيوم.
وأضاف البشير ان الخبراء أكدوا وفاة عرفات نتيجة المادة السمية وهو ما يعزز ما توصل إليه خبراء اللجنة الطبية بأن تطور حالة الرئيس الراحل ليس طبيعيا وناتج عن مادة سمية. ووصف البشير ما تعرض له عرفات بـ«الاغتيال السياسي».
وأعلن عن وفاة عرفات في 11 نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي العسكري قرب باريس بعد أن نقل إليه في نهاية أكتوبر بعد عامين من حصار إسرائيل له.
وذكر البشير أن الفريق السويسري لخص أبحاثه بأن النتائج تدعم بشكل معتدل أن الوفاة نتيجة التسمم بمادة البولونيوم 210، فيما كانت خلاصة الفريق الروسي أن مجمل نتائج البحث الشامل على محتويات البولونيوم وتطور الحالة السريرية لا يعطي دلائل كافية أن ذلك أدى إلى الوفاة. وكررت إسرائيل بعد نشر نتائج فحص رفات عرفات نفيها أي علاقة لها بقضية وفاته.
وأعلن واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن القيادة الفلسطينية تبحث مع أطراف عربية تشكيل لجنة دولية للتحقيق في ظروف وفاة عرفات.
وقال أبو يوسف «بدأ التفكير فلسطينيا وعربيا في فكرة الدعوة لتشكيل لجنة دولية للتحقيق في ظروف وفاة أبو عمار على غرار اللجنة التي تشكلت في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري».
وأضاف أن ذلك جاء بعد تقرير معهد لوزان السويسري الذي فحص عينات من رفات الرئيس عرفات والذي أثبت تسممه بمادة البولونيوم المشع.