قالت جماعة الشباب الإسلامي الصومالية أمس إنها بدأت تطبيق الشريعة الإسلامية في بيدوا بعد يوم واحد من استيلائها على المدينة التي كانت معقلا قويا للحكومة ومقرا للبرلمان.
واستولى مقاتلو الجماعة المدرجة على قائمة واشنطن للمنظمات الإرهابية على بيدوا أمس الاول بعد انسحاب القوات الاثيوبية التي كانت تدعم الحكومة.
وسيطروا بسرعة على المطار ومبنى البرلمان ومقر اقامة الرئيس ودعوا السكان المحليين لاجتماع في ستاد كرة القدم أمس لشرح اسلوبهم في الحكم.
وقال الشيخ مختار أبومنصور المتحدث باسم الجماعة لمئات المحتشدين في الستاد انهم لن يقبلوا بحكومة لا تطبق الشريعة وسيدخلوا تغييرات في المدينة وسيحكمون وفقا لمبادئ الشريعة.
ويشكل الاستيلاء على المدينة كذلك مشكلة عملية كبيرة للبرلمان الصومالي المقرر أن يجتمع هذا الأسبوع في جيبوتي المجاورة لكن لم يعد بامكانه العودة إلى بيدوا.
في حين أن الحكومة محاصرة في مقديشو حيث تواجه هجمات شبه يومية من المقاتلين.
ولم يتضح ما إذا كان أعضاء البرلمان سيوافقون على تغيير مقره. وفي جيبوتي صوت المشرعون بالموافقة على توسعة البرلمان ليضم إسلاميين معتدلين في محاولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ومن المقرر كذلك ان ينتخبوا رئيسا جديدا بموجب خطة توسطت فيها الأمم المتحدة لاقرار السلام في الصومال لأول مرة منذ 18 عاما.
لكن جماعة الشباب رفضت محادثات جيبوتي.
من جهة أخرى، قال المرشح الاسلامي المعتدل للرئاسة الصومالية شيخ شريف شيخ أحمد انه يريد اقرار السلام مع اثيوبيا واشراك ميليشيا للشباب في قوات الامن الوطني واعادة بناء الخدمات الاجتماعية في بلاده.
وصرح أيضا بأنه مستعد لمناقشة أي قضايا سياسية ودينية مع المتمردين الذين مازالوا يقاتلون في الصومال.
وقال احمد لرويترز في وقت متأخر الليلة قبل الماضية من الضروري جدا تحسين علاقاتنا مع دول الجوار وننهي النزاع القديم بين الصومال وأثيوبيا.
هذا سيساعد على تنمية المنطقة لان الفقر في المنطقة هو الذي يذكي الصراع ويشجعه على الاستمرار وعلينا ان نعمل على القضاء عليه.
وبالعودة الى اقتراع البرلمان فإن موافقته على توسيع عدد اعضائه، يعني انه سيقبل 200 عضو جديد من تحالف إعادة تحرير الصومال الآن ويترك 75 مقعدا اخرى ليشغلها اعضاء في المعارضة الأخرى والمجتمع المدني في وقت لاحق.
ويضغط وسطاء دوليون وعلى رأسهم الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة من اجل تشكيل حكومة وحدة بوصفها الخيار الوحيد لإعادة السلام الى ربوع البلاد التي يسكنها حوالي 10 ملايين نسمة.
والتحدي الذي ينتظر اي رئيس جديد هو اعادة الاستقرار الى الدولة الواقعة في القرن الافريقي واقناع المسلحين الاسلاميين بانهاء القتال بعد انسحاب القوات الاثيوبية من البلاد.
وقال أحمد انه حان الوقت لان ينعم كل الصوماليين بالسلام بغض النظر عن معتقداتهم السياسية والدينية وصرح بأنه يحاول اقناع المتشددين بالعمل من اجل مصلحة البلاد.
وقال أحمد «في هذه الحقبة الجديدة علينا ان نحسن الامن. سنحاول اشراك كل القوى الموجودة سواء كانوا متمردين او قوات الامن الحالية او قوات سابقة من الجيش».
وأضاف «ما يؤمن به هؤلاء الشبان المسلحون لا يتفق مع ما كان موجودا لدى مولدهم. سنحاول اقناعهم بجدوى ان يكونوا ضباط أمن يعملون لصالح أمتهم».