توجهت الأنظار في مؤتمر ميونيخ للأمن الى ما قاله نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن سياسية بلاده الخارجية الجديدة، وجاءت اهمية المؤتمر في مدينة ميونيخ الألمانية الذي ينتهي اليوم، بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات الذين سيبحثون أبرز القضايا السياسية والأمنية التي تشغل المجتمع الدولي، كونه يقام بمشاركة الإدارة الأميركية الجديدة ممثلة في نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي رسم ملامح السياسة الخارجية الأميركية لواشنطن.
وصرح بايدن ان الإدارة الأميركية الجديدة تضع «في تروٍ مبادئ سياستها الخارجية والأمنية».
وقال بايدن أثناء لقاء عقده مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش المؤتمر «نمنح أنفسنا من الوقت ما نحتاج إليه»، مؤكد ا على أنه لم يأت إلى ميونيخ ليتحدث فقط وإنما ليسمع.
المثل العليا
وفي خطابه امام المؤتمر أكد بايدن أن الحكومة الأميركية الجديدة ستتبع سياسة خارجية تقوم على اساس المثل العليا التي اعلنتها والخاصة بالتعاون والديموقراطية. واوضح في أول خطاب له بشأن السياسة الخارجية للإدارة الجديدة، انها ستطالب في المقابل بالمزيد من العمل من جانب حلفائها الرئيسيين وخاصة في اوروبا.
وضرب بايدن مثالا على سياسة بلاده في ظل الادارة الجديدة حيث، تعهد بمكافحة الارهاب والتطرف عبر الوسائل القانونية.
ومضى قائلا «لن تمارس أميركا تعذيبا ستؤيد أميركا حقوق الذين يقدمون للعدالة وسنغلق المنشأة الموجودة في غوانتانامو» وطالب شركاء بلاده بتقديم الدعم بما في ذلك استضافة بعض المعتقلين الحاليين المحتجزين في غوانتانامو.
وبخصوص العلاقات مع روسيا قال جو بايدن ان اميركا وروسيا في حاجة إلى «العودة إلى نقطة البداية» لمنع تدهور خطير في العلاقات بين موسكو وحلف شمال الأطلسي والبحث عن مجالات يمكن أن يعملا فيها معا.
ولكنه قال إن الولايات المتحدة لن تقبل أن يصبح إقليمان انفصاليان في جورجيا جزءا من «مجال النفوذ» لروسيا.
وقال إنه يتعين على روسيا والحلف أن يتعاونا للتغلب على تنظيم القاعدة وحركة طالبان في أفغانستان وأن يعملا معا لتمهيد الطريق أمام خفض المزيد من ترسانتيهما النوويتين.
وفيما يتعلق بالسلام في الشرق الاوسط، أكد بايدن أن الوقت قد حان لبذل الجهد من أجل التوصل إلى حل عادل وآمن للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس قيام دولتين متجاورتين.
وحول الخلاف حول الدرع الصاروخية التي تعتزم بلاده نشرها في أوروبا، أكد بايدن اهتمام بلاده بالتشاور مع حلفائها وروسيا في الخلاف الدائر في هذا الشأن.
وأضاف «نسعى إلى مواصلة تطوير نظام الدفاع الصاروخي في حال توافر الجدوى الفنية والتكاليف المالية وقال «سنعمل في هذا الشأن بالتنسيق مع حلفائنا في الناتو وروسيا».
مؤكدا ان الولايات المتحدة ستستمر في تطوير درع الدفاع الصاروخية لمواجهة أي تهديد من إيران مادام فعالا وذا جدوى اقتصادية.
لا تهديد روسياً
بدوره، أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن روسيا لا تمثل تهديدا عسكريا لأوروبا أو لحلف شمال الأطلسي (الناتو) على الرغم من الحرب التي خاضتها في جورجيا.
وحول أزمة إمدادات الغاز الأخيرة قال ساركوزي: «فقدت روسيا بعضا من مصداقيتها» وأضاف أن الشعور بعدم الثقة تجاه موسكو ارتفع في أوروبا بعد خلافها مع أوكرانيا حول إمدادات الغاز.
وطالب ساركوزي الدول الأعضاء في الناتو والاتحاد الأوروبي بالوفاء بالتزاماتها ورحب في الوقت نفسه بالتحول في السياسة الأميركية مؤكدا على ربط أمن فرنسا بحلف الناتو والاتحاد الأوروبي.
وحول الملف النووي الإيراني طالب ساركوزي بتشديد العقوبات ضد طهران وأشار إلى أن إطلاق إيران لقمر اصطناعي إلى الفضاء «من الأخبار السيئة للغاية» وطالب بإدخال موسكو في جهود منع حصول إيران على السلاح النووي.
كما أيد ساركوزي إجراء مشاورات مع موسكو حول اقتراح الرئيس ديمتري مدڤيديڤ بتأسيس هياكل أمنية دولية جديدة.
ورشح ساركوزي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لخوض هذا الحوار.
المستشارة الألمانية بدورها دعت إلى تبني استراتيجية جديدة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بمناسبة مرور 60 عاما على تأسيسه.
وقالت ميركل في كلمتها أمام المؤتمر أمس إن الإجابة الصحيحة على هدف الاستراتيجية الجديدة يتمثل في بناء «شبكة أمن مشترك».
وأضافت ميركل أن الطبيعة العسكرية لحلف الناتو يجب أن تشمل مستقبلا عناصر الشرطة ونواحي السياسة الحضارية.
وأشارت المستشارة الالمانية إلى أن العام الحالي سيكون بمنزلة التجربة الحقيقية لما أطلقت عليه «نظام العولمة السلمي» في ظل تقييم تقدم خطوات التعاون الدولي.
وفي الملف الايراني الذي كان احد المحاور الرئيسية للمؤتمر، دعت المستشارة الالمانية الى فرض عقوبات اقسى ضد ايران اذا لم تفلح جهود الرئيس الاميركي باراك اوباما الديبلوماسية الجديدة في اقناع طهران بتعليق عمليات تخصيب اليورانيوم.
من جهته، قال خافيير سولانا المنسق الاعلى للسياسة الامنية والخارجية بالاتحاد الاوروبي انه يتعين على الغرب ان يأخذ على محمل الجد المقترحات الروسية بشأن اقامة نظام أمني جديد في أوروبا.
واوضح سولانا أمام نحو 350 من كبار السياسيين المشاركين في المؤتمر ان دعوة الرئيس الروسي دميتري مدڤيديڤ الى التوصل الى معاهدة امنية جديدة في اوروبا «تستحق التعامل معها بجدية» وانه «يتعين على الولايات المتحدة واوروبا ان تشاركا في المناقشات».
وذلك في اشارة الى دعوة الرئيس الروسي مدڤيديڤ في يونيو الماضي الى التوصل الى معاهدة دولية تهدف الى حظر استخدام القوة «من فانكوفر الى فلاديفوستوك».