Note: English translation is not 100% accurate
الرد الإيراني على العرض الأوروبي «غموض بناء ورفض مرن»
الخميس
2006/8/24
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1177
الرد الايراني الذي طال انتظاره على العرض الاوروبي «السخي» المشروط بوقف «العمليات النووية» (تخصيب اليورانيوم) لم يكن «قاطعا وحاسما»، انما تميز بـ «غموض بناء ورفض مرن».
فقد ردت ايران بعرض مضاد «بدء مفاوضات جدية» حول ملفها النووي، وردت بذلك الكرة الى الملعب الاوروبي. ورفضت ايران شرط «وقف التخصيب»، لكن الرفض جاء مغلفا بغلاف «تفاوضي» ولم يرفق باشارات موجهة واستفزاز، ملخص الرد الايراني: لا وقف لتخصيب اليورانيوم قبل انتهاء المفاوضات.
ولا مفاوضات بشروط مسبقة واولها شرط وقف التخصيب. وفيما ارادت ايران ان يفتح «ردها» الطريق مجددا الى المفاوضات وحول كل المسائل الواردة في العرض الاوروبي، فإن الولايات المتحدة تنطلق من الرد غير المرضي لفتح طريق العقوبات في مجلس الامن وسط استمرار المعارضة الروسية والصينية لفرض عقوبات على طهران.
الاميركيون يضعون ايران امام خيارين: اما قبول العرض الاوروبي المشروط بوقف التخصيب، واما مواجهة عقوبات دولية اقتصادية وديبلوماسية، اما الايرانيون فإنهم يضعون المجتمع الدولي (الاوروبي والاميركي) امام خيارين: اما قبول العرض الايراني بالتفاوض من دون شروط مسبقة، واما الانتقال الى مرحلة المواجهة المفتوحة، واولى جولاتها ستكون ديبلوماسية في مجلس الامن.
العرض الاوروبي كان تضمن الاقتراحات الرئيسية الآتية: ـ التأكيد على حق ايران القاطع في امتلاك الطاقة النووية المستخدمة لاغراض سلمية وتتعهد تقديم دعم فعال للانشطة المرتبطة بالبرنامج النووي المدني الايراني، وهو ما لم يسبق ان فعلته هذه الدول من قبل.
ـ تقديم الدعم لبناء مفاعلات نووية جديدة تعمل بالماء الخفيف في ايران من خلال مشاريع مشتركة وباستخدام التكنولوجيا المتطورة على ان يتم ذلك ضمن اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ـ اجراء مفاوضات بين ايران والاتحاد الاوروبي تهدف الى توقيع اتفاق تعاون نووي بين الطرفين.
ـ تطوير علاقات التعاون التجاري والاقتصادي بين ايران والاتحاد الاوروبي بما يشمل زيادة الاستثمار في ايران ودعم انضمام هذا البلد الى عضوية منظمة التجارة العالمية.
وتتعهد الدول الكبرى في هذا العرض ايضا العمل على تعزيز الحوار والتعاون في شأن القضايا الامنية في الخليج واقامة ترتيبات امنية اقليمية بين دول المنطقة تشمل ايران، كما تؤكد دعمها «اقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل ووسائل نشرها في الشرق الاوسط».
والثمن الذي تطلبه الدول الكبرى من ايران في مقابل اقامة هذه الشراكة النووية والتجارية والاقتصادية والاستراتيجية الواسعة معها هو ان تتخلى القيادة الايرانية فعليا عن «استقلالها النووي»، فتوافق على الشرط الذي وضعته الدول الكبرى للتفاهم معها، وهو «تعليق كل النشاطات ذات الصلة بتخصيب اليورانيوم واعادة معالجته». خلال الشهرين الماضيين، جرت مناقشات داخل القيادة في ايران اظهرت وجود محورين واتجاهين حول طريقة التعامل مع العرض الدولي، وان هناك بالتحديد موقفين رئيسيين:
ـ موقف الاصلاحيين (خاتمي ـ نوري) والمحافظين الواقعيين (رفسنجاني ـ روحاني) الذين يعارضون اعطاء الاولوية لامتلاك السلاح النووي ويدعون الى قبول العرض الدولي والعمل على تعزيز العلاقات مع اميركا والدول الاوروبية في مجالات عدة، الاولوية لتطوير الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الصعبة في ايران وتحسينها، ويؤيد هؤلاء التعامل بشكل ايجابي مع العرض الدولي والسعي مع الدول الكبرى الى تحسين مضمونه، ويرون انه ليس ممكنا اصلاح الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتطويرها من دون تحسين العلاقات وتطويرها مع اميركا والدول الاوروبية.
ـ موقف المتشددين الممثلين خصوصا بالرئيس محمود احمدي نجاد والحرس الثوري، ويعارض هؤلاء المتشددون اقامةعلاقات وثيقة بين ايران والدول الغربية ضمن الشروط التي تضعها الدول الكبرى، ويبدون مصممين على امتلاك السلاح النووي، ايا تكن النتائج على صعيد العلاقات مع اميركا والدول الاوروبية ومع المجتمع الدولي عموما. والمتشددون على اقتناع بأن الشعب الايراني مستعد لتقديم «المزيد من التضحيات» من اجل تحقيق «استقلاله النووي»، وهم على هذا الاساس ليسوا مهتمين فعليا بالعرض الدولي المقدم الى بلدهم.
اقرأ أيضاً