احيا نحو عشرة ملايين من الشيعة على مدى سبعة ايام ذكرى اربعينية الامام الحسين التي اختتمت امس في كربلاء، ليسجلوا بذلك حضورا اكبر من العام الماضي نظرا للتحسن الامني الذي شهدته العراق.
ووصل غالبية هؤلاء الزوار سيرا من جميع ارجاء العراق في رحلة استغرقت عدة ايام وصولا الى المدينة التي عمتها اجواء الحزن، ليمكثوا فيها يومين ثم يغادروها مفسحين المجال امام افواج اخرى للزيارة.
وقال عقيل الخزعلي محافظ كربلاء ان «عدد الزوار الذين وصلوا المدينة لاحياء اربعينية الامام الحسين بلغ ذروته امس بوصول حوالي عشرة ملايين زائر خلال الايام السبعة» الماضية.
واضاف ان «العدد اكبر من العام الماضي وذلك يعود لاستقرار الاوضاع الامنية في عموم البلاد».
وبلغ عدد زوار اربعينية العام الماضي حوالي تسعة ملايين، وفقا للخزعلي.
وغصت شوارع مدينة كربلاء حيث مرقد الامام الحسين، ثالث الأئمة المعصومين وشقيقه العباس، بالزوار.
وتعد ذكرى اربعينية الامام الحسين اكثر المناسبات حزنا، حيث تذكر بعودة رأس الامام الحسين واصحابه الى مدينة كربلاء، من مقر الخلافة في بلاد الشام عام 680 ميلادية، وعودة السبايا، عائلة الامام، ودفن ضحايا واقعة الطف.
وقال الخزعلي ان «هنالك 150 الف زائر من دول عربية وايران ودول اوروبية اخرى، وصلوا كربلاء لإحياء الاربعينية».
وانتشرت على طول الطرق المؤدية الى كربلاء الخيم التي تقدم الطعام والشراب واماكن للراحة ايضا، للزوار القادمين سيرا من مختلف المدن العراقية، حاملين معهم حقائب واكياس صغيرة تحوي اطعمة ومياها للشرب، وصولا الى مداخل المدينة، حيث تواجدت مفارز طبية وسيارات اسعاف لتقديم الخدمة.
وداخل المدينة، التي غطيت معظم مبانيها بأقمشة سوداء فيما تواصل مكبرات الصوت بث الاناشيد الحزينة، انتشرت قوات امنية ومفارز طبية واخرى لتقديم الخدمات، بشكل متواصل خلال الايام الماضية.
واكد اللواء الركن علي جاسم مدير شرطة محافظة كربلاء، ان «قواتنا من الشرطة والجيش تواصل انتشارها في مداخل المدينة وشوارعها».
واكد انتشار 40 الف عنصر من قوات الامن في مختلف مناطق المحافظة، تولت فرض اطواق كما قامت بتقسيم مدينة كربلاء الى ثماني مناطق للسيطرة على الاوضاع. واشار الى ان حوالي 75% من مجمل الزوار كانوا قد غادروا المدينة بحلول بعد ظهر الامس، عائدين الى منازلهم.
وتقوم سيارات الشرطة واخرى للجيش بالمساعدة في اخلاء الزوار وتأمين وصولهم الى حدود محافظة كربلاء، وفقا لقائد الشرطة.
وبدا ان وسائل النقل التي امنتها وزارة النقل، وبلغت 125 حافلة، لم تكن كافية لتأمين عودة الزوار الى محافظاتهم مع انتهاء مراسم الزيارة.
وقال حسين علي في الثلاثينات، من اهالي محافظة ميسان جنوب البلاد، «رغم الخدمات الكبيرة التي وجدناها، لكننا نحتاج لتوفير وسائل نقل للعودة الى مدننا». واشار الى «ارتفاع اسعار اجور النقل الخاص الى مستويات خيالية».
من جانبه، قال هادي احمد (38 عاما) الذي كان يرتدي ملابس سوداء، من اهالي محافظة الناصرية جنوب البلاد، «سرنا مئات الكيلومترات على اقدامنا، والان لا نجد حافلات تساعدنا للعودة». وتابع «ليس هناك، سوى سيارات الشرطة والجيش».