بيروت ـ عمر حبنجر
يوم آخر وأخير لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية بالوكالة جيفري فيلتمان ولمدير الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دانيال شابيرو في بيروت، حيث استكملا امس جولتيهما على الفعاليات الرسمية والسياسية والدينية، التي بدأت يوم الجمعة، وشملت الجولة الاستكمالية على التوالي: نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان، ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، والبطريرك نصرالله صفير وسمير جعجع والمطران الياس عودة والنائب بطرس حرب.
وكان الوفد الأميركي أمضى يوم السبت في دمشق حيث أجرى مباحثات مستفيضة مع وزير الخارجية وليد المعلم وخرج بنتائج بناءة على حد قوله.
ولا يبدو انه سيكون بوسع الوفد الاميركي رؤية رئيس مجلس النواب نبيه بري الموجود في مسقط مشاركا في اعمال الاتحاد البرلماني العربي الذي افتتح امس وعلى رأس جدول أعماله الحرب الاسرائيلية على غزة وقرار المحكمة الدولية المتعلق بالرئيس السوداني عمر البشير، بري اكد حاجة الأمة الى الوحدة في هذه الظروف الدقيقة.
وكان فيلتمان وهو سفير سابق لبلاده في لبنان مستمعا ومجيبا عن أسئلة طرحت عليه، وقد انجز لقاءاته مع رجال الدين، وترك السياسيين الى ما بعد الظهر والمساء.
المفتي قباني: أميركا صديقة
وحرص مفتي لبنان خلال اللقاء على التأكيد على أننا نعمل جميعا في لبنان على استمرار الاستقرار وعدم الانجرار الى الفتن التي تضر بالجميع وبالوطن.
وقال: نحن في لبنان والعالم العربي لنا صداقة مع الولايات المتحدة الأميركية، ونعمل لأن تكون هذه الصداقة قائمة على أسس ثابتة وواضحة وقوية ومتينة، واللبنانيون حريصون على اقامة علاقات طيبة مع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ودول العالم، واضاف نريد لبنان آمنا، سالما، مستقرا، يبني نفسه ويعمل من أجل خير شعبه ومستقبل ابنائه، ومن أجل خير العرب ومستقبلهم، كما اننا حريصون على حرية لبنان وسيادته واستقلاله وعدم الانجرار الى الصراعات الاقليمية التي تضر بالجميع.
قبلان مرتاح للانفتاح
من جهته، اعرب الشيخ عبدالأمير قبلان عن سروره بانفتاح الادارة الاميركية الجديدة على سورية، معتبرا انه يشكل بادرة ايجابية وبشارة خير ينبغي تطويرها في اتجاه الانفتاح على كل العرب والمسلمين، وخصوصا الجمهورية الاسلامية الايرانية، بغية فتح صفحة بيضاء جديدة للتصحيح ولازالة الرواسب القديمة، لاسيما ان العرب والمسلمين رواد سلام ومحبة وتعاون، وليسوا هواة قتل وتدمير.
وشدد على وجوب عقد لقاءات حوارية متواصلة مع ايران وسورية من أجل احلال السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق الى اصحابها، فتنعم المنطقة بالأمن والاستقرار.
ودعا الادارة الاميركية الجديدة الى التعصب للحق فتكون على مسافة واحدة من جميع الاطراف، وتعمل على احلال السلام في منطقة الشرق الأوسط من خلال الضغط على اسرائيل للانسحاب من الجولان ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا، مؤكدا ان حل القضية الفلسطينية يكمن في اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف وتضم كل اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون ظروفا صعبة في مخيمات الشتات.
ودعا الادارة الأميركية الى مد جسور الحوار مع حزب الله وحركة حماس، والتعاطي مع اللبنانيين بروح الانصاف.
السجال القضائي
في هذا الوقت، استمر السجال وان بوتيرة اقل حول التشكيلات القضائية، وكان الجديد قول الرئيس ميشال سليمان، كلمته في موضوع التشكيلات التي صدرت باجماع اعضاء مجلس القضاء الأعلى، معتبرا انها خطوة مهمة على طريق تعزيز استقلال السلطة القضائية.
سليمان اشار الى القلق من استمرار الخطابات المتشنجة، داعيا الى الاقبال على الانتخابات النيابية بروح عالية، لأن الانتخابات محطة في مسار سياسي وليس نهاية.
كما اشار الى ورشة اصلاحية ستبدأ بعد الانتخابات النيابية وان اللامركزية الادارية لها الأولوية في هذا الاتجاه نظرا للدور المساعد في انماء القرى والبلدات وتحقيق التنمية المستدامة عبر المجالس البلدية.
وكانت «القوات اللبنانية» دعمت التشكيلات القضائية التي حددت منذ يومين والتي اعتبرها التيار الوطني الحر من خلال وزيره في الحكومة ماريو عون استفزازية، اما رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، فقد رأى ان هذه التشكيلات حددت في سياق الانقسام الوطني، وليس وفق مقتضيات الوفاق الوطني، ومع ذلك علينا ان ننظر الى البعيد، واذا وصلنا الى مواقع الاكثرية فسنمد اليد للشركاء.
النائب رعد الذي كان يتحدث في قرية «زلايا» في البقاع الغربي قال عن الانتخابات ان حزب الله لا يخوض الانتخابات النيابية على اساس مقعد في وجه مقعد، وانما نخوض معركة هوية سياسية في وجه هوية سياسية.
غير ان نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالامير قبلان استغرب تشكيل 500 قاض وفي الوقت عينه نحول قضايانا الى خارج البلاد، في إشارة ضمنية الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. واضاف قبلان يقول: اذا لم يكن قضاتنا من اهل الثقة فلماذا يتم تشكيلهم؟
الحريري: نقبل بحكم المحكمة
رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، وفي حديث لقناة ابوظبي رأى ان المجتمع الدولي صادق مع فريق 14 آذار حتى اليوم، لاسيما لجهة المحكمة الدولية.
وقال: لقد اتهمنا النظام السوري صراحة بقتل رفيق الحريري، والآن سيخرج الحكم من المحكمة الدولية، واي حكم يخرج من المحكمة سنقبله، لافتا الى انه ليس لديه مشكلة مع سورية ومع الشعب السوري.
واوضح الحريري، في موضوع ورقة التفاهم بين الحكومة والمحكمة الدولية، ان هناك اتصالات مع المحكمة وسنتوصل الى اتفاق قريبا.
واشار الى انه في حال تمت تبرئة الضباط الاربعة من قبل المحكمة فسنقبل بذلك، وقال ان الدول التي لا تتعاون مع المحكمة هي التي ستعاقب.
الرئيس السابق لحزب الكتائب كريم بقرادوني قال في تصريح للمؤسسة اللبنانية للإرسال ان للبنان مصلحة في اعادة العلاقات مع سورية ودعا الى اعادة احياء المصالح المشتركة، وحول الانفتاح الغربي على سورية قال ان على 14 آذار التوقف عن الرهان على حصار سورية وطالب بإخراج المحكمة الدولية من اللعبة السياسية خصوصا بعد خروجها من القرار السياسي، متوقعا ان تقر مذكرة التفاهم بين الدولة والمحكمة الدولية معتبرا ان لا شيء نافرا في هذه المذكرة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )