القاهرة – خديجة حمودة
اكدت مصر ان جهودها مستمرة لانهاء حالة الانقسام بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة لدى رعايتها امس انطلاق اعمال مؤتمر الحوار الفلسطيني الذي تستضيفه.
ويسعى ممثلو الفصائل الفلسطينية الذين توزعوا على 5 لجان للحوار الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، ودعا مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان خلال افتتاحه اعمال المؤتمر الى تشكيل حكومة توافق وطني «غير فصائلية» وقابلة لأن يتعامل معها المجتمع الدولي.
وطالب سليمان بأن يكون اعضاء الحكومة الفلسطينية المقبلة «من ذوي الكفاءة العالية»، وكانت الفصائل الفلسطينية شددت في اختتام مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني بالقاهرة في 26 فبراير الماضي على ضرورة التوصل الى اتفاق حول تشكيل حكومة «توافق وطني» قبل نهاية مارس الجاري، ويتوقع ان تنهي اللجان الخمس حوارها لبحث إشكاليات المصالحة الوطنية الفلسطينية خلال 10 أيام.
وكل واحدة من اللجان الخمس مخصصة لبحث احد المواضيع التالية: تشكيل الحكومة، المصالحة، اصلاح الاجهزة الامنية، الانتخابات، ومنظمة التحرير.
أبو الغيط لإنجاز التوافق بسرعة
كما أكد وزير الخارجية المصرية أحمد أبوالغيط في افتتاح جلسات مؤتمر الحوار دعم مصر الكامل للقضية الفلسطينية واستمرار الجهود المصرية من أجل إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني ورفع الحصار وفتح المعابر وإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة والعمل على استئناف المسيرة السلمية من أجل العمل على الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس قرارات مجلس الامن والشرعية الدولية.
وطالب أبوالغيط الفصائل والتنظيمات الفلسطينية بالعمل بأسرع ما يمكن من أجل إنجاز توافق حول هذه القضايا في السقف الزمني الذي أتفق عليه حتى يمكن البناء على هذا الاتفاق والتقدم في القضايا الاخرى خاصة عملية الاعمار واستئناف العملية السلمية.
موسى: محاولة أخيرة للمصالحة
ومن جانبه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في كلمته على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني.
ووجه حديثه لقادة الفصائل والتنظيمات الفلسطينية قائلا: يجب ان تتوصلوا إلى توافق لأن حالة الانقسام تضر بالقضية الفلسطينية، فلا يمكن أن تكون مسألة الضرر غائبة عنكم.
وحذر موسى من انهيار فلسطيني قادم إذا استمر الوضع الفلسطيني على ما هو عليه من انقسام جغرافى وسياسى بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الجولة من الحوار هي المحاولة الأخيرة والموقف العربي لن يظل ساكتا ولا متسامحا مع الانقسام الفلسطيني.
وأكد دعم الجامعة العربية للجهود المصرية من أجل إنجاح الحوار وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني والعمل على إعادة وضع القضية الفلسطينية على سلم أولويات المجتمع الدولي.
حماس: لن نغادر إلا متصالحين
من جهته أكد قيادي في حركة حماس أن الحوار الوطني الفلسطيني الذي انطلق في القاهرة امس سيضع أجندة عامة وتفصيلية لطبيعة المرحلة المقبلة فضلا عن إيجاد حلول لجميع القضايا والجزئيات التي قد يختلف حولها في المستقبل.
وقال مشير المصري لصحيفة عكاظ السعودية «لن تغادر الفصائل مصر إلا بعد الوصول إلى المصالحة الوطنية»، ووصلت إلى القاهرة أمس الاول وفود الفصائل الفلسطينية المقيمة بسورية قادمة من دمشق للمشاركة في الحوار الوطني الفلسطيني عبر لجان خمس برعاية مصرية.
وأضاف ان «التعامل مع مبدأ المصالحة الوطنية سينتهج وفق عقلية منفتحة من شأنها أن تفضي بنا إلى استشراف عهد جديد من العلاقات الفلسطينية ـ الفلسطينية».
وتابع قائلا «يتلخص عمل اللجان التي ستبحث في القاهرة في موضوعات تشكيل حكومة الوحدة، الانتخابات، منظمة التحرير الفلسطينية، الأمن والمصالحات الداخلية وستنتهي خلال عشرة أيام من بدء أعمالها».
«فتح» متفائلة
كما اعربت فتح عن تفاؤلها حيث قال عضو المجلس التشريعي عن الحركة النائب اشرف جمعة، إن اللقاءات المتكررة بين قيادتي حركتي فتح وحماس قبيل جلسات الحوار ساهمت في سد الهوة وتقريب وجهات النظر، وإنهاء بعض المسائل التي كانت تتخذ كذريعة للتهرب من استحقاق الحوار كالمعتقلين، بالإضافة إلى وضع حد للتصعيد الإعلامي.
وأعرب جمعة عن أمله في أن تكون القوى والفصائل على قدر عال من المسؤولية، وتنهي حالة الفرقة استجابة للأصوات العقلانية في الشارع الفلسطيني، ووفاء لدماء الشهداء والجرحى.