مدد الرئيس الأميركي باراك اوباما العقوبات الأميركية المفروضة على إيران لمدة عام قائلا إنها مازالت تشكل «تهديدا استثنائيا» للامن القومي للولايات المتحدة وسياستها الخارجية واقتصادها.
وقال اوباما امس الاول في رسالة الى الكونغرس ان «تحركات وسياسات ايران مناقضة لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة وتشكل تهديدا غير عادي مستمرا واستثنائيا».
ويشكل الحظر النفطي جزءا من سلسلة واسعة من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والامم المتحدة على ايران.
وقد مدد اوباما فترة سنة مرسوما اصدره في 15 مارس 1995 الرئيس بيل كلينتون ويحظر اي مشاركة اميركية في تطوير الثروة النفطية الايرانية.
وصدر المرسوم آنذاك لمعاقبة ايران على الدعم الذي تقدمه الى الارهاب الدولي كما تقول الولايات المتحدة وسعيها الى حيازة اسلحة دمار شامل ومدده الرؤساء الاميركيون سنة تلو أخرى منذ ذلك الحين.
وفي تغيير في السياسة عن إدارة سلفه جورج بوش قال اوباما انه مستعد لحوار مع ايران في عدد من القضايا بدءا من طموحاتها النووية الى الكيفية التي يمكن بها ان تساعد في افغانستان حيث تقاتل قوات يقودها حلف شمال الاطلسي تمردا متزايدا.
في المقابل أعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان اساءة تصرف القوى الكبرى وتحديها للشعب الايراني هو السبب في صعود ايران الى الفضاء وتحولها الى دولة نووية.
ونقلت شبكة «خبر» للأنباء عن أحمدي نجاد قوله في خطاب له في حقل غاز «ساوث بارس» جنوب الخليج «من خلال هذا النوع من التوجه السلبي (العقوبات) فإنكم فقط بشكل مقصود أو غير مقصود شجعتمونا وفتحتم الباب أمام تقدم إيران وعلو مكانتها».
ووصف نجاد العقوبات الأميركية بأنها «مكررة وقبيحة وساذجة» وقال ان هذه الإجراءات لن توقف مساعي إيران نحو التقدم.
وأضاف الرئيس الإيراني «انهم (الولايات المتحدة) ليسوا في وضع يمكنهم من الوقوف ضد الإرادة الإيرانية والطريق الإيراني، إنني أنصحهم بأن يفعلوا ما يريدون ونحن سنفعل ما نريد».
على صعيد آخر اعلن نائب الرئيس الايراني اسفنديار رحيم مشائي ان ايران تؤيد اجراء مناقشات متعددة الاطراف حول افغانستان، لكنها لم تتسلم دعوة رسمية الى المؤتمر الدولي المقرر عقده في 31 مارس الجاري.
وقال مشائي في اوتاوا التي وصلها للقاء الجالية الايرانية «تلقينا معلومات عن انفتاح (وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري) كلينتون، لكننا لم نتلق دعوة رسمية الى اي قمة».
واضاف مشائي «ارغب في ان اضيف ان اي مناقشات تتعلق بأفغانستان مهمة ونحن ندعمها وسواء كانت المناقشات ثنائية او متعددة الاطراف حول افغانستان، فهي مهمة».
وسيعقد مؤتمر رفيع المستوى حول مستقبل افغانستان في 31 مارس الجاري في لاهاي تحت اشراف الامم المتحدة، كما ذكرت هولندا الخميس.
واقترحت كلينتون الاسبوع الماضي عقد هذا المؤتمر وتحدثت عن امكانية توجيه دعوة الى ايران، واوضح مشائي ان ايران ترغب في معرفة مزيد من التفاصيل عن جدول اعمال المؤتمر قبل ان تتخذ قرارا بالمشاركة.
ورأى نائب الرئيس الايراني ان محاولات القوة الدولية للمساعدة على احلال الامن في افغانستان (ايساف) التابعة لحلف شمال الاطلسي «لم تكن ناجحة»، مؤكدا ان امن هذا البلد امر يعني جاراته وخصوصا ايران.
ورحب مشائي بمغادرة القوات الكندية افغانستان في 2011. وقال ان طهران ترغب في التعاون مع كندا «للتخفيف من الازمة الامنية في افغانستان والتخطيط لمرحلة ما بعد انسحاب القوات الكندية».
وقال وزير الخارجية الكندي لورنس كانون ان «الشعب الايراني سيستفيد كثيرا اذا ما كانت افغانستان مستقرة وآمنة، ونشجع حكومة جمهورية ايران الاسلامية على الاضطلاع بدور بناء في شؤون البلدان المجاورة».
واضاف ان «كندا دعت الحكومة الايرانية الى اتخاذ التدابير الملائمة للحؤول دون تقديم اي دعم الى المجموعات المتمردة في افغانستان».