الدوحة ـ هدى العبود
في وقت أكدت الدوحة ان ما يزيد على 16 زعيما عربيا وثمانية من اميركا اللاتينية سيشاركون في القمة العربية - الاميركية والقمة العربية العادية الـ 21 يومي 30 و31 الجاري، أعلن السفير حسام زكى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية ان القاهرة لم تحسم بعد مستوى تمثيلها في القمتين وأن ذلك سيتم في الوقت المناسب.
تصريحات زكي جاءت قبل مغادرته القاهرة قبل ظهر أمس متوجها إلى قطر للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي يعقد اليوم بالدوحة.
وقال حسام زكى إن وفد مصر الى القمة مهتم بكل القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة سواء الأمور السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وله دور ومساهمات قيمة فى كل الموضوعات خاصة السياسية حيث يتركز اهتمامه على موضوعات الصراع العربي - الإسرائيلي وفلسطين والسودان.
من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية القطري لشؤون المتابعة رئيس اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات محمد الرميحي في تصريح صحافي ان الدوحة أكملت استعداداتها لاحتضان اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الـ 21 والقمة الثانية للدول العربية ودول أميركا الجنوبية اللتين ستعقدان يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين.
واشار الرميحي الى ان القادة العرب سيبدأون في التوافد الى الدوحة اعتبارا من الغد فيما يصل قادة دول أميركا الجنوبية الى البلاد يوم الاثنين.
وتوقع ان تكون القمة العربية بالدوحة هي الأكثر حضورا حيث من المنتظر ان يشارك فيها ما يزيد على 16 رئيس دولة في حين ينتظر ان تشارك في القمة الثانية 12 دولة من أميركا الجنوبية منها ثماني دول تحضر القمة على مستوى الرؤساء حيث سيصدر في ختام أعمال هذه القمة اعتماد اعلان الدوحة.
وأوضح ان القمة العربية وأميركا الجنوبية سيصاحبها عقد منتدى لرجال الاعمال بين الجانبين غدا.
وأكد ان الهدف من عقد القمة العربية اللاتينية يتمثل في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية لدى الجانبين لاسيما ان كلا منهما يشكل قطبا مهما جغرافيا واقتصاديا فضلا عن فتح آفاق للتعاون المستقبلي في جميع المجالات ومساندة بعضهما البعض في المحافل الدولية.
الى ذلك، أكد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية يوسف الأحمد ان الاجتماع التحضيري للقمة العربية الحادية والعشرين على مستوى المندوبين أنجز جدول الاعمال بالكامل وبلا استثناء.
وأوضح الأحمد، في تصريح على هامش اجتماعات المجلس الوزاري الاقتصادي الاجتماعي في الدوحة، أن بندا واحدا فقط يتعلق بمشروع قرار تقدم به السودان لعقد قمة تضامنية مع السودان في الخرطوم بعد قمة الدوحة مباشرة رفع إلى الاجتماعات على مستوى أعلى.
وأوضح الأحمد أن أبرز مشاريع القرارات التي رفعها المندوبون الدائمون تتعلق بالجولان السوري المحتل والعقوبات أحادية الجانب والحصار الجائر على الطيران وتطورات القضية الفلسطينية ومسائل الأمن القومي العربي إضافة إلى التضامن مع لبنان والصومال والعراق وجزر القمر ودفع مسيرة التنمية والسلام في السودان وموضوع المحكمة الجنائية الدولية بخصوص الرئيس عمر البشير.
وحول المبادرة العربية للسلام، قال السفير الأحمد إن اجتماع المندوبين أقر ربط هذه المبادرة واستمرارها على الطاولة بتنفيذ إسرائيل التزاماتها، وأوضح الأحمد أن وزراء الخارجية العرب سيناقشون خلال اجتماعهم اليوم مجموعة من الاقتراحات تقدم بها الامين العام للجامعة الدول العربية، وقال إن موضوع المصالحة العربية متروك للقادة العرب، وكانت قمة دمشق طرحت لأول مرة العلاقات العربية ـ العربية وتقرر أن تكون بدءا من قمة دمشق بندا على جداول أعمال القمم العربية اللاحقة.
من جهته قال أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ان «جميع النزاعات والخلافات العربية القائمة ستكون رهن التسوية في قمة الدوحة، مشيرا الى أنها تنعقد في وقت حساس ودقيق ولحظات مهمة تتطلب تضافر الجهود لتحقيق المصالح العربية العليا».
وأعرب موسى في مؤتمر صحافي عقده ليل امس الاول في العاصمة القطرية الدوحة عن أمله بأن يكون الحوار والنقاش عميقا بما يقضي على أسباب الخلاف وليس مظاهره فقط».
وقال موسى «لا يجب ان نجمل ما ليس جميلا وعلينا ان نعيد طرح هذه العلاقات بما يجعلها مقبولة ولا يمكننا تحمل إضاعة الوقت مع استمرار الخلافات»
وكشف موسى أن القادة العرب سيعقدون اجتماعا خاصا خلال القمة لبحث الخلافات العربية، مشيرا الى انه تقدم بعد قمة الكويت الاقتصادية بورقة الى الرؤساء تتضمن تصوره لكيفية حل هذه الخلافات بعيدا عن مجرد المصالحات الوقتية والمجاملات، وقال انه تلقى ردودا بهذا الصدد «الكل رافض ان تكون العلاقات العربية متردية، والجميع راغب في حل الخلافات خاصة ونحن امام تحديات ضخمة تشمل مسائل الأمن الاقليمي والسلام وقضايا التنمية».
وأضاف: إن المطلوب هو الاتفاق على الموضوعات الرئيسية بما يخفف من حجم الخلافات والعقبات التي تواجه أي مصالحة عربية.
وبخصوص المبادرة العربية للسلام قال إنها قائمة ومطروحة ولكن لن تبقى طويلا في حال لم تجد تجاوبا من الاطراف الاخرى ذات الصلة. ولفت موسى إلى أن الادارة الأميركية الجديدة عبرت عن مقاربة جديدة بخصوص عملية السلام في الشرق الاوسط لم تتضح ابعادها بعد، لكنه اعتبر ان هناك اشارات ايجابية مثل تعيين السيناتور جورج ميتشل مبعوثا للسلام في الشرق الاوسط في غضون فترة وجيزة من تولي الرئيس باراك اوباما.
وفيما يتعلق بمشاركة الرئيس السوداني عمر حسن البشير في قمة الدوحة أكد أمين عام جامعة الدول العربية «إن الرئيس عمر البشير له الحق الكامل في حضور القمة لكن ذلك قرار يعود اليه سواء بحضوره شخصيا او بتكليف من ينوب عنه».