أكد الرئيس الأميركي باراك اوباما امس وجود صدع حقيقي في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، معربا عن امله في ان تستطيع صفقة خفض السلاح النووي الجديدة بين البلدين فتح الطريق امام حوار جديد بينهما بعد فترة من التوتر.
وقال أوباما قبيل اجتماع في لندن جمعه مع نظيره الروسي ديمتري مدڤيديڤ على هامش قمة العشرين «هناك اختلافات حقيقية بين أميركا وروسيا وليس لدي مصلحة في اخفائها».
واعترف الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون انه كانت هناك «سنوات من الانحراف» في العلاقات بين واشنطن وموسكو.
ومضى اوباما ليقول: هناك الكثير من الارضية المشتركة بين القوتين العظميين خلال الحرب الباردة، من بينها محاربة الارهاب وتعزيز النمو الاقتصادي ولكنه اضاف ان خفض السلاح النووي يعد «مكانا جيدا للبدء» في توثيق العلاقات.
وبالنسبة لقضية الحقوق المدنية في روسيا، اظهر اوباما قدرا من العملية عن سابقه، وابدى استعدادا للنظر لما هو ابعد من قضايا حقوق الانسان والتفاوض حول قضايا تتضمن الارهاب ومنع الانتشار النووي.
وبعيد التقاء اوباما ورئيس الوزراء البريطاني، اجتمع اوباما مع الرئيس الروسي ديمتري مدڤيديڤ في اول لقاء يجمعه مع مسؤول روسي وعقب انتهاء الاجتماع صدر بيان مشترك نص على اتفاق الولايات المتحدة الأميركية وروسيا على بدء مفاوضات جديدة للوصول الى اتفاقية تسلح جديدة تخفض عدد الرؤوس النووية المملوكة لكلا البلدين وجعلها اقل من المعدل المتفق عليه في عام 2002.
وذكر بيان اصدره كل من الرئيس الأميركي ونظيره الروسي انهما امرا المفاوضين بتقديم تقرير حول النتائج الاولية لهذه المفاوضات بداية شهر يوليو المقبل.
وقال البيان المشترك ان اوباما وميدڤيدڤ اتفقا على التعاون لتحسين الاوضاع في افغانستان.
كما دعا اوباما ونظيره الروسي في بيانهما المشترك ايران الى العمل للفوز بثقة المجتمع الدولي من اجل التأكد ان برنامجها النووي هو للاغراض السلمية.
واقر كل من اوباما وميدڤيدف بوجود اختلافات بين بلديهما لاسيماازمة الدرع الصاروخي الذي تريد واشنطن وضعه في اوروبا الشرقية الا ان روسيا تعتبره خطرا على امنها».
كما قبل أوباما دعوة نظيره الروسي ديمتري مدڤيديڤ واتفق الزعيمان خلال محادثاتهما على الدخول في مفاوضات جديدة حول نزع السلاح النووي.
وأكد بيان صادر عن الزعيمين أن هدف هذه المفاوضات هو «التقليل والحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية».
على صعيد اخر تعهد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون والرئيس الأميركي باراك أوباما بتأمين سلام دائم بين الفلسطينيين وإسرائيل وبين الأخيرة والعالم العربي والعمل معا لإنهاء الحرب في العراق والالتزام بالخيار الديبلوماسي مع إيران الذي قالا إنه يقدم فرصة لمستقبل أفضل لها في حال تخلت عن طموحاتها النووية.
وقال براون في المؤتمر الصحافي «ناقشنا طرق اعادة بناء أفغانستان من خلال دمج الجهود العسكرية بالديبلوماسية والتنمية وضخ مصادر جديدة في جهود اعادة الإعمار وآمالنا في أن تتخذ إيران الخيار الصحيح وتستفيد من استعداد المجتمع الدولي للتفاوض معها وطرق تجديد جهودنا لإحلال الأمن والسلام للفلسطينيين وإسرائيل».
واضاف «نجدد اليوم علاقتنا الخاصة لأوقات جديدة لأن تحالفنا ليس تحالف ملاءمة بل شراكة هدف ثابتة ومرنة في وجه التحديات» مشددا على أن العالم يواجه الآن أزمة مالية غير مسبوقة».
ومن جانبه قال أوباما إنه «ناقش مع رئيس الوزراء البريطاني المراجعة التي اجرتها ادارته على استراتجيتها في أفغانستان وباكستان للتعامل مع تنظيم القاعدة الذي هاجم لندن والولايات المتحدة من قبل وما يزال يحبك المؤامرات في باكستان ونحن ملتزمون بدحره والتقدم الذي تم انجازه في المؤتمر الدولي حول أفغانستان في لاهاي والذي تم خلاله مناقشة مسؤولياتنا المشتركة مع شركائنا حيال الشعب الأفغاني كي نتمكن من منع القاعدة من الحصول على ملاذ آمن».