أعلنت الحكومة الليبية أنها تدرس إمكانية طلب تدخل قوات دولية لمساعدتها في بسط الأمن والنظام في البلاد بعد ارتفاع حدة المواجهات بين الميليشيات المتناحرة في المطار الدولي في العاصمة طرابلس التي تشهد اشتباكات عنيفة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الليبية أحمد أمين في بيان رسمي مساء أمس الأول ان مجلس الوزراء عقد اجتماعا طارئا تدارس خلاله خصوصا «استراتيجية طلب محتمل لقوات دولية لترسيخ قدرات الدولة وحماية المواطنين ومقدرات الدولة».
وأضاف البيان أن الهدف من تدخل القوات الدولية هو أيضا «منع الفوضى والاضطراب وإعطاء الفرصة لها (الدولة) لبناء مؤسساتها وعلى رأسها الجيش والشرطة».
وأتى الاجتماع الطارئ للحكومة في أعقاب المواجهات العنيفة التي دارت في العاصمة وتحديدا في محيط مطار طرابلس الدولي وألحقت أضرارا جسيمة بمنشآته كما بالطائرات التي كانت جاثمة في مدرجاته.
وبحسب البيان فان «90% من الطائرات أصيبت وإصلاحها يحتاج إلى أشهر ومئات الملايين»، كما «أصيب برج المراقبة» و«تم تدمير خزانات وشاحنات الوقود» و«مبنى الجمارك تم تدميره بالكامل» و«المباني التابعة للصيانة تم تدميرها» و«عدد من الطائرات المدنية وأخرى تابعة للأمن الوطني تم تدميرها بالكامل».
وتعرض مطار طرابلس مجددا مساء امس الأول لإطلاق صواريخ وذلك بعدما علقت السلطات الليبية جميع الرحلات الجوية من مطار مصراتة الدولي غرب البلاد «لأسباب تقنية» غداة إغلاق مطار العاصمة اثر مواجهات دامية.
وكانت اشتباكات عنيفة فد تواصلت في وقت متأخر امس الأول بين ميليشيات ليبية متناحرة للسيطرة على المطار الرئيسي في العاصمة طرابلس، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية «لانا».
وقالت الوكالة دون الخوض في تفاصيل الأضرار التي وقعت: «سقطت عشرات الصواريخ على المطار الدولي وعلى بعض مرافقه وكذلك أصيبت طائرة تجارية إصابة مباشرة».
وأضافت الوكالة أن القصف على المطار أصاب أيضا عدة منازل تقع في منطقة قريبة من المطار، لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وذكرت بعض وسائل الإعلام العربية أن برج المراقبة في المطار الرئيسي أصيب إصابة مباشرة بصواريخ وتضرر بشكل كبير.
وجاء الهجوم في الوقت الذي سحبت فيه الأمم المتحدة موظفيها من ليبيا بسبب الأوضاع المتدهورة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا وفي طرابلس.
وبدأ الهجوم على المطار يوم الأحد الماضي وأدى إلى توقف العمل في مطار طرابلس الدولي، وذلك بعد أن تعرض ثوار الزنتان الذين يسيطرون على المطار إلى هجوم من ميليشيات إسلامية حاولت طرد ثوار الزنتان من مواقع رئيسية يسيطرون عليها جنوب العاصمة بما فيها المطار.
ورغم أنه تم صد الهجوم إلا أن اشتباكات وقعت كذلك في مواقع أخرى يسيطر عليها ثوار الزنتان واستمرت عدة ساعات خاصة على الطريق المؤدي إلى المطار.