تضاربت المعلومات أمس حول الاتفاق على هدنة دائمة في قطاع غزة، فيما صمدت «الهدنة الانسانية» المؤقتة التي أعلنت كل من اسرائيل وحركة حماس موافقتهما عليها أمس واستغرقت 5 ساعات بناء على طلب من الامم المتحدة.
فقد نقلت وكالتا رويترز و«أ.ف.پ» نقلا عن مسؤولين اسرائيليين أمس ان اسرائيل وحركة حماس اتفقتا على وقف «دائم» لاطلاق النار ابتداء من الساعة السادسة من صباح اليوم الجمعة.
لكن لم يصدر اي تأكيد من حركة حماس أو أي من الجماعات الفلسطينية الاخرى للاتفاق على وقف عشرة ايام من الهجمات المتبادلة عبر الحدود.
وصرح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته «هناك اتفاق على وقف لاطلاق النار يبدأ غدا (اليوم).
اعتقد في الساعة السادسة صباحا».
وقال إن زعماء اسرائيل وافقوا على الهدنة بعد ان أجرى وفد اسرائيلي رفيع المستوى محادثات في مصر.
بيد أن مسؤولا آخر عاد وقال ان القيادة الاسرائيلية مازالت تدرس اقتراح الهدنة في غزة، فيما امتنع المتحدث باسم رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، عن نفي أو تأكيد انباء التوصل للهدنة.
وقال المسؤول الاسرائيلي إن كبار المندوبين الاسرائيليين الذين يجرون محادثات في القاهرة وافقوا على اقتراح مصر بوقف شامل لاطلاق النار في غزة يبدأ اليوم الجمعة لكن القيادة الاسرائيلية يجب ان توافق على الاقتراح.
لكن راديو «صوت إسرائيل» نقل عن مصادر إسرائيلية نفيها ما تردد عن التوصل لـ «اتفاق وقف إطلاق نار» جديد في غزة.
وقالت المصادر، حسبما أفادت الاذاعة، «إن مطالب حماس ما زالت مبالغ فيها وان التقرير عن التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار يبدو متفائلا إلى حد كبير في هذه المرحلة».
وأشارت المصادر الى أن المباحثات لاتزال جارية في القاهرة بين مسؤولين مصريين وممثلين عن الاطراف المعنية المختلفة.
في المقابل، نفى المتحدث باسم حركة حماس في غزة سامي ابو زهري صحة الانباء التي تحدثت عن التوصل الى اتفاق بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ابتداء من صباح اليوم، وقال ابو زهري لوكالة «فرانس برس»: «الانباء التي تحدثت عن وجود اتفاق تهدئة غير صحيحة».
وقبل ذلك، توقفت الحرب الاسرائيلية على غزة والرد الصاروخي من قبل الفصائل الفلسطينية لمدة 5 ساعات فقط أمس، وذلك التزاما من الجانبين بهدنة انسانية طلبتها الأمم المتحدة للسماح لسكان غزة بجمع الامدادات وإصلاح البنية التحتية التي تضررت بعد عشرة ايام من العملية العسكرية الاسرائيلية التي قتل خلالها ما لا يقل عن 230 قتيلا وجرح 1680.
وقد امتدت الهدنة من الساعة العاشرة الى الثالثة ظهرا ووافقت عليها إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس.
وشهدت الاسواق التجارية والخاصة ببيع الخضراوات والمواد الغذائية ازدحاما شديدا من سكان القطاع الذين توقفت حياتهم على نحو شبه كامل خلال الايام العشرة الاخيرة.
وتزاحم المئات من الموظفين امام مختلف البنوك في مدن القطاع رغبة منهم في الحصول على رواتبهم التي تأخر تسلمها أكثر من اسبوعين بسبب العدوان الذي اوقع حتى الآن اكثر من 230 قتيلا.
وفور انتهاء الهدنة عادت الصواريخ إلى السقوط على اسرائيل وقتل جيش الاحتلال ثلاثة مواطنين وتسبب في اصابة اخرين بجراح في قصف مدفعي استهدف منازل مواطنين شرق مدينة رفح في جنوب القطاع.
وجاءت الهدنة القصيرة بعد ساعات من محاولة مقاومين فلسطينيين التسلل الى إسرائيل من غزة عبر أنفاق.
حيث اعلن الجيش الإسرائيلي انه صد هجوما لأكثر من 12 مسلحا فلسطينيا تسللوا عبر الأنفاق من غزة قرب بلدة إسرائيلية وأن مسلحا على الأقل قتل بعد أن قصفت طائرة إسرائيلية المجموعة.
بدورها، اعلنت كتائب «عز الدين القسام» الجناح المسلح لحركة حماس، ان مقاتليها نفذوا أمس عملية عسكرية استهدفت موقع صوفا العسكري الاسرائيلي جنوب قطاع غزة.
وقالت في بيان صحافي ان جميع المشاركين في هذه العملية عادوا الى قواعدهم سالمين بعد اتمام مهمتهم.
وأوضحت ان مجموعة خاصة من الكتائب نفذت عملية تسلل خلف خطوط العدو في منطقة صوفا عند الساعة الرابعة من فجر أمس وخلال انسحابها بعد استكمال مهمتها تعرضت لنيران طيران الاحتلال الا ان جميع عناصرها عادوا بسلام.
ونفت كتائب القسام في البيان ما اوردته وسائل اعلام اسرائيلية حول مقتل عدد من المتسللين.
وفي إسرائيل قتل مدني في هجوم بصاروخ من بين أكثر من 1300 صاروخ فلسطيني أطلقت على إسرائيل وأصيب أكثر من عشرة أشخاص بسبب الهجمات المتكررة التي جعلت الهرع إلى الملاجئ عادة لمئات الآلاف من الاسرائيليين.
وبعد محاولة التسلل دوت صافرات الانذار في إسرائيل بما في ذلك منطقة تل أبيب لتحذر من إطلاق قادم للصواريخ.
وقال الجيش ان نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ اعترض صاروخا على الأقل بينما سقط آخر في بلدة قرب تل أبيب ولم ترد تقارير عن وقوع خسائر.
كما لم ترد تقارير فورية عن انتهاك للهدنة الانسانية بعد بدء سريانها الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيرد «بصرامة وحسم» إذا نفذ المسلحون في غزة هجمات خلال الهدنة.
لكنه ما لبث ان اعلن عن سقوط ثلاث قذائف هاون اطلقت من قطاع غزة على جنوب اسرائيل بعد اكثر من ساعتين على بدء تهدئة مؤقتة.
وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي لوكالة فرانس برس ان القذائف سقطت في منطقة عسقلان القريبة من جنوب قطاع غزة، دون اعطاء المزيد من التفاصيل.
فيما قالت وسائل اعلام انها سقطت في مناطق مفتوحة.