- استدعاء 18 ألفاً من الاحتياط وسط ترجيحات بتوسيع الهجوم البري
- تركيا تطالب بجلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي
اطلاق الجيش الاسرائيلي عملية عسكرية برية في قطاع غزة، بزعم ضرب الأنفاق التي تخرج من قطاع غزة وتدخل الأراضي الإسرائيلية، جاء ذلك بعد 10 أيام من تواصل عملية «الجرف الصامد» التي أطلقتها إسرائيل ضد القطاع في 7 الجاري.
في المقابل، توعدت حركة «حماس» جيش الاحتلال الاسرائيلي بالغرق في «أوحال غزة»، ورئيس الوزراء الاسرائيلي بدفع ثمن جرائمه بحق المدنيين الفلسطينيين.
وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في تصريح صحافي امس«نتنياهو يقتل أطفالنا وسيدفع الثمن، والعدوان البري لا يخيفنا»، مضيفا «نتعهد بأن يغرق جيش الاحتلال في أوحال غزة».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ان إسرائيل تستعد لتوسيع نطاق هجومها على غزة بعد ارسال قوات برية للقطاع.
واضاف للصحافيين امس إن القوات البرية مطلوبة للتعامل مع أنفاق يستخدمها المسلحون الفلسطينيون.
واضاف «بما انه من المستحيل التعامل مع الانفاق بالطيران فقط، تتعامل قواتنا معها على الأرض. وحتى ذلك لا توجد ضمانات بنجاحه الكامل، لكننا سنبذل ما في وسعنا لتحقيق أفضل النتائج».
وأضاف «تعليماتي وتعليمات وزير الدفاع التي وافق عليها مجلس الوزراء هي الاستعداد لإمكانية توسيع العملية البرية إلى حد كبير والجيش يستعد وفقا لذلك».
وكانت قوات الاحتلال قد قالت قبيل البدء بعملية برية في غزة، مساء اول من امس، ان الهدف هو ضرب الانفاق بالدرجة الاولى.
وقصفت إسرائيل أهدافا بالمدفعية واستخدمت الدبابات وقوات المشاة للاشتباك مع عناصر المقاومة، وأضاء وهج النيران البرتقالي سماء شرق غزة فيما أطلقت زوارق إسرائيلية قبالة ساحل البحر المتوسط قذائف وطلقات مضيئة وأطلقت طائرات هيليكوبتر النار عبر الحدود.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف 103 أهداف في قطاع غزة، منذ بدء العملية البرية المحدودة مقابل إطلاق 50 صاروخا من القطاع على إسرائيل.
واوضح في بيان امس انه «منذ العملية البرية في قطاع غزة، جرى إطلاق نحو 50 صاروخا من القطاع على إسرائيل، من بينها 25 صاروخا سقطت و20 تم اعتراضها من قبل منظومة القبة الحديدية الدفاعية ضد الصواريخ» دون توضيح مصير الصواريخ الخمسة المتبقية.
وأضاف «المؤشرات الأولية تشير إلى أن النتائج تقع ضمن توقعاتنا، إذ نجح الجيش في قتل 14 إرهابيا في حوادث تبادل لإطلاق النار، كما أنه كشف ودمر 20 منصة لإطلاق الصواريخ، ونفذ 9 هجمات على أنفاق، وبالإجمال فقد استهدف 103 مواقع».
ولفت إلى أن «صاروخا مضادا للدبابات أطلق على جرافة ثقيلة تابعة للجيش في جنوبي قطاع غزة، ما تسبب في أضرار دون وقوع إصابات».
وقال جيش الاحتلال انه استدعى 18 الفا من جنود الاحتياط لدعم القوات النظامية إضافة إلى 30 ألف جندي قامت بتعبئتهم بالفعل.
في المقابل، واصلت الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية امس قصف المواقع والبلدات والمدن الاسرائيلية بعشرات الصواريخ، ردا على بدء جيش الاحتلال عملية عسكرية برية ضد قطاع غزة.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» أنها نفذت عملية مشتركة مع «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تم خلالها قصف مدينة عسقلان (شمال القطاع) بسبعة صواريخ غراد.
وقالت كتائب القسام انها قصفت موقع زيكيم العسكري بستة صواريخ 107 ومدينة اسدود الساحلية بعشرة صواريخ غراد، كما قصفت الآليات الاسرائيلية المتمركزة شمال بيت لاهيا (شمال القطاع) بعشر قذائف هاون.
بدورها، أعلنت سرايا القدس انها قصفت اسدود ونتيفوت بـ 6 صواريخ غراد وموقع كيسوفيم العسكري وشرق المطار بـ 4 صواريخ 107 وقوات خاصة اسرائيلية شرق خان يونس بـ 16 قذيفة هاون.
وذكرت الكتائب ان مقاتليها اشتبكوا مع جيش الاحتلال قرب مدرسة الزراعة في بيت حانون ومنطقة الزنة شرق خان يونس.
الى ذلك، قال مسؤولو صحة فلسطينيون ان 26 فلسطينيا قتلوا منذ شنت إسرائيل هجومها البري على القطاع الساحلي مساء أمس الاول، ولقى اربعة فلسطينيين حتفهم امس، بينهم ثلاثة اطفال في قصفين مدفعيين اسرائيليين شمال بيت حانون شمال غزة، بحسبما اعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع اشرف القدرة، وبهذا ترتفع حصيلة الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية ضد قطاع غزة في 8 الجاري الى 269 قتيلا، وإصابة نحو 1990 آخرين بجراح متفاوتة، بعضها خطيرة، بينما قالت إسرائيل ان أحد جنودها قتل عقب بدء العمل البري في غزة، وهذا الجندي هو ثاني إسرائيلي يقتل خلال 11 يوما من القتال، كما اصيب آخر.
وتسببت الغارات العنيفة والكثيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة في تدمير 694 وحدة سكنية بشكل كلي، وتضرر 14500 بشكل جزئي، وفق إحصائية أولية لوزارة الأشغال العامة في الحكومة الفلسطينية.
في سياق متصل، قال عدنان أبوحسنة المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الدولية (الأونروا) في الأراضي الفلسطينية ان عدد الذين أجبروا على ترك منازلهم في قطاع غزة بلغ 30 ألف فلسطيني، تم توزيعهم على 34 مدرسة في رفح وخان يونس والمنطقة الوسطى وشمال قطاع غزة.
وأضاف أبوحسنة ـ خلال اتصال هاتفي مع قناة «العربية الحدث» امس ـ ان أعداد النازحين مرشح للازدياد مع توسع العمليات البرية الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه تم استيعاب 35 ألف شخص، موضحا أن القدرة الاستيعابية القصوى لهم هي 50 ألف شخص فقط.
وأكد أنهم قاموا بإطلاق دعوة استغاثة عالمية للحصول على 60 مليون دولار لمواجهة ما يحدث على المستوى الاغاثي أو التدميري أو الصحي في قطاع غزة.
الى ذلك، طلبت تركيا عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو على موقع «تويتر» امس إنه تحدث مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول هذه الخطوة.
وفي سياق متصل، قالت إسرائيل انها ستقلص وفدها الديبلوماسي في تركيا إلى «الحد الأدنى المطلوب» بعد احتجاجات عنيفة مؤيدة للفلسطينيين ربطتها بانتقادات علنية قاسية من أنقرة.
اتهامات لإسرائيل باستعمال أسلحة كيماوية في غزة
قال سفير المفوضية الدولية لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وأمين عام منظمة حقوق الإنسان الدولية في الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية هيثم أبوسعيد إن إسرائيل استعملت أثناء بدئها العملية العسكرية البرية على غزة، الغاز الأبيض الذي ألحق الأذى البالغ بالعشرات من المدنيين الفلسطينيين.
وذكر أبوسعيد في تقريره أمس أن إسرائيل استخدمت هذه المادة خلال العملية البرية في بلدة بيت حانون ومنطقة الشوكة في رفح.
وأوضح أنه في حال ثبت استعمال ذلك تكون إسرائيل قد خرقت مرة أخرى كل القواعد والأسس المنصوص عليها دوليا والتي تحرم استعمال تلك الأنواع من الأسلحة.