حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانفصاليين شرق اوكرانيا على التعاون مع المراقبين الدوليين في قضية الطائرة الماليزية المنكوبة، مؤكدا على ضرورة إجراء تحقيق دولي موضوعي وشفاف في أسباب تحطم طائرة فوق دونيتسك.
وطالب بوتين، خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الحكومة الهولندي مارك ريوتي حسبما ذكره الكرملين، بأن تقوم المنظمة الدولية للطيران المدني بمشاركة جميع الأطراف المعنية في هذا التحقيق.
ودعا الرئيس الروسي إلى بذل أقصى الجهود لضمان عمل ممثلي منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في تأمين دخول الخبراء الدوليين إلى منطقة الكارثة.
ويدرس مجلس الأمن الدولي مسودة قرار لادانة الهجوم ومطالبة جماعات مسلحة بالسماح بالوصول إلى موقع تحطم الطائرة ويدعو كل الدول في المنطقة إلى التعاون مع التحقيق الدولي.
ووزعت استراليا ـ التي فقدت 28 شخصا كانوا على متن الطائرة ـ مسودة قرار على الدول الأعضاء بمجلس الأمن ومجموعها 15 دولة، وقال ديبلوماسيون إن مشروع القرار قد يطرح للتصويت عليه اليوم.
وقالت هولندا ـ التي يمثل مواطنوها العدد الأكبر ممن كانوا على متن الطائرة ومجموعهم 298 شخصا ـ إنها «غاضبة» من سحب جثث حول موقع سقوط الطائرة، وطلبت من الرئيس الأوكراني المساعدة في اعادة «مواطنينا» للوطن.
بدورها، عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من غياب الامن في مكان تحطم الطائرة الماليزية الذي يسيطر عليه انفصاليون موالون لروسيا، ودعت مجددا الى حماية الادلة وضمان وصول المحققين الدوليين الى الموقع.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية چنيفر بساكي ان «الموقع ليس مؤمنا وهناك العديد من الافادات بشأن نقل جثث وسحب قطع من الطائرة وهي تترافق مع امكانية تزوير ادلة».
واضافت «هذا امر غير مقبول وهذه اهانة لكل الاشخاص الذين فقدوا اقارب لهم واهانة للكرامة التي ندين بها للضحايا».
ويبدو أن القوى الاوروبية تؤيد اعتقاد واشنطن أن انفصاليين موالين لروسيا مسؤولون عن اسقاط الطائرة. وقد يعجل ذلك من فرض عقوبات تجارية جديدة على موسكو دون انتظار دليل قاطع. وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته بعد مكالمة هاتفية مع بوتين «أمامه فرصة أخيرة لتوضيح أنه يريد أن يساعد».
بدورها، قالت بريطانيا التي فقدت عشرة من رعاياها انه جرى اعداد مزيد من العقوبات على روسيا، وقال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني في صحيفة «ذا صنداي تايمز» انه يجب أن تضع الدول الأوروبية قوتها في الحسبان، مضيفا «ولكن في بعض الأوقات نتصرف كما لو كنا نحتاج روسيا أكثر من احتياج روسيا لنا».
واتصلت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ببوتين هاتفيا وحثته على التعاون، وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير لصحيفة «فيلت ام زونتاج»: «قد تكون هذه هي الفرصة الأخيرة الآن لموسكو لتوضيح أنها مهتمة بحق بالتوصل لحل. الآن هو الوقت المناسب لكي يتوقف الجميع ويفكروا فيما يمكن أن يحدث إن لم نوقف التصعيد».
في هذا الوقت، طالب رئيس الوزراء الماليزي السيد نجيب عبدالرزاق بأن يعود الصندوق الأسود للطائرة الماليزية.
وشدد عبدالرزاق في تصريحات له بهذا الخصوص أدلى بها للصحافيين على أن عملية تسليم الصندوق الأسود يجب أن تتم في إطار القوانين الدولية للمنظمة الدولية للطيران المدني.
وقال ان استعادة الصندوق الأسود يجب أن تتم لماليزيا بوصفها المالكة للصندوق.
الى ذلك، وفيما قالت وزارة الطوارئ في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا امس انه تم العثور على 196 جثة (من اصل 298 راكبا) في موقع تحطم الطائرة الماليزية، اكد صحافي في «فرانس برس» انه لم يعد هناك اي جثة في الموقع الرئيسي لمكان تحطم الطائرة.