- تحالف القوى السنية يرشح أسامة النجيفي لنيابة الرئيس
كشف مسؤول سياسي بارز في التحالف الوطني العراقي الشيعي عن موافقة رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته نوري المالكي على ترك منصبه، شرط عدم ملاحقته قضائيا، واختيار رئيس حكومة بديل من داخل حزبه «الدعوة».
ونقل موقع تحالف «متحدون» الذي يضم كبرى الكتل السنية على الانترنت، عن المسؤول العراقي أن قادة التحالف أبلغوا المالكي، رفضهم توليه ولاية ثالثة، خلال اجتماع عقد بحضور الأخير في منزل رئيس التحالف إبراهيم الجعفري في وقت متأخر من ليلة الجمعة الماضية.
وقال المسؤول الذي يشغل منصب عضو اللجنة السياسية للتحالف، ورفض الكشف عن اسمه، إن المالكي ألقى كلمة مع بدء الاجتماع تعهد فيها بإصلاح جميع الأمور خلال أول سنة من ولايته الثالثة، ووعد بفتح حوار شامل مع السنة والأكراد، فضلا عن إعداد حقيبة وزارية ممتازة تضم وزراء متخصصين لا يخضعون لأي ضغوط حزبية أو سياسية.
وأشار المصدر نفسه إلى أن قادة التحالف أبلغوا المالكي بعد إكمال كلمته رفضهم الحديث عن أي ولاية ثالثة ويجب عدم إضاعة الوقت بهذا الجدال، والاهتمام بالاتفاق على الشخص الذي يتم الخروج به إلى العلن الأسبوع المقبل.
وأوضح أن «المالكي أبدى بعد حوار واسع مع باقي قادة التحالف موافقته على تسليم المنصب بشرطين، الأول الحصول على تعهد مكتوب بعدم ملاحقته أو أي من أفراد عائلته قضائيا بتهم موجهة إليه حاليا تتعلق بجرائم قتل وأخرى بملفات فساد مالية، فضلا عن الشرط الثاني المتضمن أن يكون رئيس الوزراء البديل من داخل كتلة دولة القانون التي يرأسها، ومن حزب الدعوة بشكل خاص، وهو ما وافق عليه قادة التحالف وقرروا البدء بطرح الأسماء البديلة».
بدوره، قال القيادي في التيار الصدري، حسين البصري، إن «التحالف حقق تقدما في اجتماعه الأخير، إذ أنهى نقطة المالكي وبدأ البحث عن توافق على شخصية رئيس الوزراء الجديد».
من ناحيته، أكد المتحدث باسم التحالف الوطني العراقي بليغ أبو كلل، أن التحالف يبدأ بمناقشة الأسماء البديلة عن المالكي بشكل رسمي من دون المالكي أو معه، وقال لدينا ثلاثة مرشحين عن كتلة المالكي لا يمكن تجاهلهم، وهم حسين الشهرستاني وطارق النجم وهادي العامري، ولدينا ثلاث أسماء أخرى مرشحة عن باقي كتل التحالف وهم أحمد الجلبي وعادل عبدالمهدي وبيان جبر الزبيدي، وأعرب عن أمله في التوصل إلى مرشح رسمي خلال فترة أقصاها أسبوع أو اثنان، ليتم بعدها مناقشة توزيع مناصب أخرى كالوزارات ووكلائهم وفقا للاستحقاق الانتخابي، مشددا على أن التغيير بات أمرا حتميا وغير قابل للرجوع إليه أو النقاش بشخص المالكي ، وأضاف الوقت ليس في صالحنا أو صالح البلاد على الإطلاق.
من جهة أخرى، أعرب تحالف «متحدون» للإصلاح عن «عدم تخوفه» من قيام دولة كردية، مضيفا أنه لا يمكن الوقوف أمام «حلم أمة»، بالتزامن مع انتقاد زيارة مسؤول إيراني إلى بغداد والحديث عن إمكانية تدخل طهران في اختيار رئيس للوزراء.
ونقل موقع التحالف، الذي يعتبر أحد أكبر الكتل السياسية التي يغلب عليها الطابع السني، عن الناطق باسم «متحدون للإصلاح» ظافر العاني، قوله إن ائتلافه «غير متخوف من إنشاء دولة كردية إذا كانت تلك رغبة الكرد»، مضيفا: «لا نستطيع نحن أو غيرنا الوقوف أمام حلم أمة، إلا أننا نتحفظ على الطريقة التي يطرح بها الانفصال» ودعا العاني إلى «أخذ آراء السكان في المناطق المتنازع عليها، من التركمان والعرب في ظروف طبيعية، قبل إنشاء هذه الدولة، لأنه لا يمكن لطرف أن يتصرف دون رأي المكونات الأخرى» على حد تعبيره، مشددا على ضرورة أن «يجرى استفتاء للمناطق المتنازع عليها بشأن انضمامهم إلى اقليم كردستان من عدمه، في ظروف طبيعية وعادلة».
كما أعرب «متحدون» عن تخوفه من تدخل إيراني في عملية تشكيل الحكومة المقبلة، وفرض إملاءات على الحكومة العراقية من خلال زيارة مسؤول إيراني رفيع المستوى للعراق مؤخرا، وقال عضو الائتلاف خالد المفرجي، إن زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني إلى بغداد بشكل مفاجئ «يثير مخاوف من أن يكون هناك تدخل إيراني في عملية تشكيل الحكومة وفرض إملاءات على الحكومة العراقية».
وكان الائتلاف السني الاكبر اعلن ترشيح رئيسه أسامة النجيفي لمنصب نائب رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن اتحاد القوى سيعقد اجتماعا اليوم الثلاثاء لتقديم اسمه بصورة رسمية.
وقال النائب عن ائتلاف متحدون خالد المفرجي لوكالة الأناضول إن الائتلاف رشح النجيفي للمنصب، واشار إلى قبول الكتل السياسية لهذا الترشيح، وإلى أن النجيفي لديه خبرة بحكم علاقاته التي يتمتع بها أثناء توليه منصب رئيس البرلمان في الدورة السابقة.
وأوضح المفرجي أن هناك اجتماعا سيعقده اتحاد القوى السنية اليوم لطرح اسم النجيفي بصورة رسمية، ولفت الى انه مرشح هذه القوى الوحيد لهذا المنصب.
ويضم اتحاد القوى العراقية مجموعة من الكتل السنية هي (متحدون، ديالى هويتنا، الوفاء للأنبار، العربية وبعض المستقلين).
ومن المقرر أن يقدم الكرد مرشحهم لمنصب رئيس الجمهورية غدا الاربعاء ليتم بعدها اختيار منصب النائب الاول والثاني لرئيس الجمهورية.