أكد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أن المسألة الرئيسية الآن هي «انتخاب الخيار الصحيح والموصل للهدف، وإذا لم ننتخب الخيار الصحيح سنضيع وسيزداد عدونا تجذرا في الأرض وتشبثا بخياره « واعتبر في اطلالته الثانية خلال الأسبوع من خلال مؤتمر «المقاومة في معركة الوعي والذاكرة» أن «من أهم نتائج انتصار عام 2000 قيام انتفاضة الأقصى وحرب يوليو والحرب الأخيرة على غزة».
وشدد على أنه «مهما حاولت وسائل الإعلام العربية أن تخفف من هذا الانتصار فهي لن تقنع لا قادة إسرائيل ولا شعبها بأنهم لم ينهزموا»، وقال «ليس المهم ما تقوله هذه الوسائل بل المهم ما يجري على الضفة الثانية فيما خص وعي العدو وإعلامه».
وقال إن «المقاومة منذ البداية هي التي أحدثت وأوجدت وعيا في مسألة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وأوجدت ذاكرة خصوصا في السنوات الأخيرة»، مشيرا الى «أنها لم تكتف فقط بنشاط أو جهد دفاعي في مسألة الوعي بل دخلت في المرحلة الهجومية على هذا الصعيد عندما بدأت تتدخل في وعي العدو»، ولفت الى أنه «لأول مرة تدخل المقاومة بفعلها الجهادي والإعلامي وحربها النفسية لتقوم بكي الوعي الإسرائيلي كما اعترف قادة العدو بأنفسهم».
ولفت نصرالله إلى ان قوة المقاومة اليوم هي في استحضار مجريات الأحداث وتنشيط الذاكرة بشكل دائم، والعدو دائما رهانه على الوقت حتى ننسى، وقال «ولن ننسى والسما زرقا»، العدو يراهن على أن الوقت ينسي الشعب الفلسطيني أرضه والذين عاشوا في المخيمات يتوفون والأجيال الجديدة لم تزر أرض فلسطين، جزء أساسي من المشروع الصهيوني الذي يساعده فيه بعض العرب هو النسيان.
واعتبر ان «الوعي ليس من عوامل أو أسس أو شروط قيام حركة مقاومة أو استمرارها، إنما هو الشرط الأساسي والأول والأهم وهو شرط وجود المقاومة والثورة والنهضة»، مشيرا الى «أننا نخوض معركة الوعي في أمتنا، والى أن الذاكرة جزء من هذه المعركة التي نخوضها جميعا»، لافتا الى أن «كل قيادات وحركات المقاومة عملت على هذا الأمر لأن استقطاب مجموعة من المقاتلين لا يمكن أن يقوم الا على أساس الوعي والمعرفة من قبل هؤلاء لما يقومون به ويقدمون عليه»، مشددا على «أننا نحتاج الوعي على المستوى الشعبي لاحتضان أي شعب لخيار المقاومة ووعي على مستوى الأمة، لأن طبيعة الصراع القائم لا يمكن أن تحسمه مقاومة في بلد إنما تحسمه الأمة من خلال تضامنها وتضافرها وتوحدها».
ورأى الأمين العام أن «من نقاط القوة التي يجب التركيز عليها، القدرة على التعبئة المتاحة أمام حركات المقاومة، باعتبار أننا حركات مقاومة أبناء هذه الأرض والمنطقة، ننتمي الى حضارتها الى دياناتها السماوية الى ثقافتها الغنية الى شعرها ونثرها الى عاطفتها وحنانها الى أنبيائها ورسلها، وننتمي الى توراتها وانجيلها وقرآنها، وبالتالي لدينا من التراث والغنى والثروة على هذا الصعيد ما يمكننا من خوض معركة قائمة على أسس فكرية وثقافية وأخلاقية وشاعرية بكل ما للكلمة من معنى».
وفي موضوع إيران قال نصرالله هي واضحة، وإمامها أعلن أقدس يوم في السنة هو يوم القدس، وهي التي غيرت التحالفات الاستراتيجية عندما أسقطت الشاه، وهي التي أقامت أول سفارة للفلسطينيين في العالم ولم تتوان في دعم الشعب الفلسطيني، وهي في الزمن الذي يهدد فيه كل من يدعم فلسطين ويوصم بالإرهاب تقف في وضح النهار وتعترف أنها تفتخر بدعم فلسطين والشعب الفلسطيني، لا يجوز لأحد أن يخجل من أن يقول نعم نحن على علاقة مع إيران وتدعمنا إيران ونفتخر بدعمها، ما المخجل في ذلك؟