دخلت حملة التحالف الدولي - العربي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية «داعش»، شهرها الثاني أمس ومازالت مدينة عين العرب، تخطف الاهتمام عما سواها من المناطق الساخنة في سورية، حيث استعاد التنظيم امس بعضا من مواقعه التي خسرها بفضل غارات التحالف الجوية، فيما اكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن بلاده وافقت على عبور 200 فقط من المسلحين الاكراد العراقيين «البيشمركة» الى عين العرب المعروفة بـ«كوباني» لمساعدة المسلحين الاكراد الذين يقاتلون التنظيم هناك.
وقال الرئيس التركي ان سلطات كردستان العراق حددت بمئتين عدد المقاتلين الذين سيتوجهون لمساعدة مايسمى بـ«وحدات حماية الشعب الكردية» في كوباني.
واضاف ان الادارة الكردية في شمال العراق وحزب الاتحاد الديموقراطي، الذي يمثل الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، يجدان صعوبة في الاتفاق على عدد المقاتلين الاكراد البيشمركة الذين يجب ارسالهم الى سورية.
واضاف «في نهاية المطاف تم الاتفاق على ارسال مئتين من البيشمركة الى هذه المنطقة».
وجدد اردوغان انتقاداته لواشنطن بشأن المساعدة الاميركية التي تلقاها مقاتلو حزب الاتحاد الديموقراطي، مؤكدا انه قال في اتصال هاتفي مع الرئيس باراك اوباما ان «اي مساعدة لحزب الاتحاد الديموقراطي ستكون مساعدة تقدم لمنظمة ارهابية».
ميدانيا، احتدمت المعارك في عين العرب أمس ودوت أصوات القذائف وسمعت من الجانب التركي من الحدود.
وافادت تقارير أن مسلحي التنظيم اعادوا السيطرة على تل شعير، والتي تبعد نحو 5 كيلومترات إلى الغرب من مدينة عين العرب - كوباني بعد اشتباكات استخدمت خلالها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة واستمرت أكثر من ساعة.
وشهدت ساعات الصباح الأولى أمس هجوما جديدا شنه مسلحو تنظيم «داعش» على مواقع المقاتلين الأكراد داخل كوباني استمر أكثر من ساعتين.
وأفادت قناة «سكاي نيوز - عربية» بأن الهجوم بدأ من عدة محاور هي الشمال الشرقي عند حيي عربينار والصناعة والجنوب الشرقي، حيث حي المقتلة باتجاه الغرب لمحيط دوار إكسبريس والجنوب الغربي عند مدخل المدينة على طريق حلب.
وسبق ذلك هجوم آخر لـ«داعش» لإعادة فرض السيطرة لهم على «تل شعير»، لكنهم فشلوا وتراجعوا إلى قرية «جقر غول»، وذلك قبل أن يعودوا لاحقا ويستعيدونه من مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية.
وفي خطوة لعرقلة وصول قوات البيشمركة، ذكر ناشطون على الحدود التركية ان «داعش كثف قصفه للمنطقة التي من المفترض ان تدخل منها هذه القوات من جهة المعبر الحدودي في وقت استقدم التنظيم تعزيزات عسكرية من الجهة الغربية من عين العرب اثر اخفاقه في تحقيق اختراق في الجبهتين الشرقية والجنوبية التي استعادت الوحدات المدافعة عن المدينة زمام المبادرة فيها وحققت انجازات ملموسة.
في هذه الاثناء، وثق المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 553 شخصا على الاقل في الغارات الجوية للحملة العسكرية الدولية التي تقودها الولايات المتحدة في سورية ضد تنظيم الدولة منذ بدء الحملة في النصف الثاني من سبتمبر الماضي.
وذكر المرصد في بيان صحافي ان «من بين المجموع العام للخسائر البشرية منذ بدء التحالف ضرباته في الـ23 من سبتمبر الماضي حتى منتصف ليلة امس الاول 32 مدنيا من ضمنهم ستة اطفال وخمس سيدات جراء غارات التحالف».
واوضح ان هذه الغارات استهدفت مناطق نفطية يوجد فيها مصافي نفط محلية وآبار نفطية في الحسكة ودير الزور والرقة وفي مناطق بحلب.
كما وثق مصرع ما لا يقل عن 57 مقاتلا من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) جراء ضربات صاروخية نفذها التحالف على مقرات لجبهة النصرة في ريف حلب الغربي وريف ادلب الشمالي.
ورصد مقتل 464 مقاتلا من تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) غالبيتهم من جنسيات غير سورية جراء غارات التحالف وضرباته الصاروخية على تجمعات وتمركزات ومقار للتنظيم ومحطات نفطية في محافظات حمص وحماة وحلب والحسكة والرقة ودير الزور.
واعرب المرصد عن اعتقاده ان العدد الحقيقي للخسائر البشرية في صفوف عناصر (داعش) هو اعلى من العدد الذي تم توثيقه حتى الآن وذلك بسبب التكتم الشديد من قبل التنظيم وبسبب صعوبة الوصول الى بعض المناطق التي تعرضت للقصف من قبل التحالف.
وفي مجال متصل ذكرت مصادر طبية من داخل مدينة عين العرب ان تنظيم (داعش) استخدم في قتاله هناك غاز الكلور حيث ذكر اطباء يعملون في احد المستشفيات ان اصابات وصلتهم تدل اعراضها على تعرضهم للغاز.
من جهة اخرى، حقق تنظيم الدولة الاسلامية مكاسب جديدة في محافظة الانبار غربي العراق أمس باستيلائه على ثلاث بلدات صغيرة في المدينة في الوقت الذي باشر فيه الجيش العراقي بتنفيذ عملية عسكرية واسعة لضرب مواقع التنظيم في منطقة جرف الصخر في محافظة بابل المجاورة.
وقال مصدر في قيادة عمليات الانبار لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان تنظيم داعش تمكن من الاستيلاء على ناحية الفرات وقرية زوية غرب مدينة هيت غربي المحافظة بعد انسحاب مسلحي العشائر منها.
واوضح ان التنظيم تمكن كذلك من احتلال قرية البوحديد غربي مدينة الفلوجة شرقي المحافظة بعد تراجع وصف بـ«التكتيكي» للجيش العراقي الى معسكر المزرعة القريب.
ولم يكشف المصدر عن حجم الخسائر الناجمة عن العمليات العسكرية هذه مكتفيا بالاشارة الى ان المئات من عناصر الصحوة المنسحبين توجهوا الى قضاء حديثة المجاور فيما قتل آخرون منهم في ناحية الفرات.
على صعيد متصل اعلن رئيس مجلس محافظة بابل رعد الجبوري امس انطلاق عملية عسكرية كبيرة لتحرير ناحية جرف الصخر شمالي المحافظة والمحاذية لمحافظة الانبار.
وقال الجبوري ان العملية العسكرية انطلقت امس بمشاركة العديد من وحدات الجيش العراقي والقوات المسلحة وباسناد مدفعي وغطاء جوي، مرجحا تطهير المدينة بالكامل في وقت قريب.