دمشق ـ هدى العبود
نشاط ملحوظ تشهده العاصمة السورية دمشق، فما بين لملمة الأوراق الأخيرة استعدادا لاستضافة اجتماع وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي غدا السبت بمشاركة وزراء خارجية أربعين دولة وممثلين عن سبع عشرة دولة أخرى، والاهتمام الدائم والمستمر بعملية السلام الذي استدعى دمشق امس لأن تعلق على تصريحات رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو حول استعداد اسرائيل لبدء محادثات سلام فورا مع سورية دون شروط مسبقة قائلة ان «الحديث عن مفاوضات مع سورية دون الاعلان صراحة ورسميا الاستعداد الكامل للانسحاب من الجولان لن يجدي نفعا ولن يحسن من صورة اسرائيل وحكومتها الجديدة وآمالها في التأثير في الرأي العام العالمي بانها حكومة سلام».
وقالت صحيفة (الوطن) السورية ان تصريحات نتنياهو تبدو انها خضوع لضغوط مارسها الرئيس الأميركي باراك أوباما مورست عليه خلال زيارته الى واشنطن ومحاولة لتحسين صورة حكومته القاتمة والمتطرفة والعنصرية والمعادية للسلام أمام الرأي العام العالمي.
واضافت ان كلام نتنياهو عن السلام لم يكن نابعا عن قناعة أو رؤية أو إرادة لدى رئيس الحكومة الاسرائيلية انما في مسعى للحصول على ترحيب عربي ودولي يخرجه من حالة العزلة التي وضع نفسه فيها حين رفض حل الدولتين ورفض الانسحاب الكامل من الجولان السوري.
وأكدت انه اذا كان نتنياهو يقصد بالشروط المسبقة الالتزام بالانسحاب الكامل من الجولان قبل البدء في أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع سورية، فأفضل رد يمكن ان يحظى به هو العودة الى تجربة رؤساء وزراء اسرائيل الذين سبقوه وحاولوا مثله اضاعة الوقت بإرسال الرسائل الفارغة والحديث عن السلام دون الالتزام بالانسحاب من الجولان، وهو ليس شرطا سوريا، بل أممي مدون في مجلس الأمن بقرارين لم تلتزم بهما اسرائيل منذ عقود (242 و338).
وأكدت ضرورة ان يكون نتنياهو «اكثر جدية وموضوعية في حديثه عن السلام وعن استئناف المفاوضات وعليه ان يثبت للعالم انه يريد وانه قادر على انجاز السلام المبني على اعادة الحقوق العربية لأصحابها وعلى قرارات مجلس الأمن ومرجعية مدريد وليس على المزاجية الاسرائيلية التي تتبدل مع كل رئيس حكومة جديد».
وعودة الى اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية، تبدأ أعمال اجتماع الدورة السادسة والثلاثين غدا تحت شعار: «نحو تعزيز التضامن الإسلامي»بجلسة افتتاحية بحضور الرئيس السوري د.بشار الأسد تلي ذلك جلسة عمل مغلقة تتزامن مع نقاشات على مستوى الخبراء.
ويرأس وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل وفد بلاده إلى الاجتماعات، وأقر الاجتماع التحضيري مجموعة من القرارات السياسية التي تهم الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي منها إدانة العقوبات الأحادية الجانب المفروضة على أعضاء في المنظمة بالإضافة للاوضاع في العراق والسودان والصومال وقضايا نزع السلاح واقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وأيضا اصلاح الأمم المتحدة.
ويتوقع وصول وزراء خارجية الدول غدا، وبينهم وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ووزير خارجية روسيا سيرجي لاڤروڤ (مراقبا) ووزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو وآخرون. ويغيب عن المؤتمر وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط.