بيروت ـ عمر حبنجر
البارز السياسي في بيروت امس تواصل ردود الفعل على زيارة نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن الى لبنان واحاطته رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقوى 14 آذار بعناية لافتة، الى جانب المتابعات الانتخابية المستمرة، فضلا عن رفض مختلف القوى التطاول على مقام رئاسة الجمهورية. وفي هذا الاطار، زار النائب سعد الحريري الرئيس سليمان في بعبدا قبل ظهر امس، حيث شدد بعد اللقاء على عدم جواز التطاول على رئاسة الجمهورية مع التأكيد على انه لا صفقات اميركية على حساب لبنان.
الحريري اشاد بسياسة النمو التي حققها لبنان في عهد الرئيس سليمان، وقال ان الولايات المتحدة تهتم بشعب لبنان قبل اغتيال الرئيس الحريري، ولا شك ان زيارة بايدن مهمة وتاريخية، لكنه زار ايضا رئيس مجلس النواب الذي هو ليس من 14 آذار وايضا رئيس مجلس الوزراء، وصار حوار بيننا كقوى 14 آذار وبينه وابلغناه بصراحة ان السلام في الشرق الاوسط هو الاساس، وايضا تحدثنا معه بصراحة حول مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والخروقات الاسرائيلية وشبكات التجسس. وردا على سؤال، اكد الحريري انه يسعى للحصول على اكثرية نيابية وسيخوض الانتخابات مع حلفائه على اساس الثوابت وغايته استكمال بناء الدولة القومية. وعما اذا كان سيترأس الحكومة المقبلة، قال الحريري: من الآن وحتى ذلك الوقت ان شاء الله.
حزب الله
حزب الله تحدث عن وقائع تكشفت حول زيارة نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن الى بيروت تشير الى مدى التدخل الاميركي في الانتخابات النيابية اللبنانية والذي يجد ارضا خصبة لدى مدعي السيادة في لبنان.
وكان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قال في خطاب متلفز ان هدف المعارضة الفوز بأغلبية مجلس النواب ليس من اجل الحكم وانما لانقاذ لبنان من مشاريع وافكار ودسائس غير وطنية.
بدوره، رأى وزير العمل محمد فنيش (حزب الله) في خطاب له في النبطية ان الزيارات الاميركية المتكررة الى لبنان ليست من اجل دعم لبنان، بل هي استمرار لسياسة التحريض على المقاومة، مؤكدا ان الانتخابات التي ستجرى هي التي تحظى باهتمام السياسات الاميركية وهدفها ممارسة المزيد من الضغط والتحريض ودعم فريق على حساب فريق آخر.
وعن المناورات العسكرية الاسرائيلية، قال فنيش انها تكشف ان العدو قد يقدم خلالها على عمل امني ما يستهدف قيادة المقاومة وتخريب لبنان. ودعا فنيش الجميع الى توفير كل شروط ومناخات التهدئة لأن الخطاب المتوتر لن يزيد من قناعات الناس بهذا الاتجاه او ذاك.
من جهته رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد قال انه ليس هناك في الدنيا من يسقط معادلة المقاومة التي تصنع وتحمي لبنان بالتكامل مع الجيش اللبناني. وقال في الاحتفال بذكرى تحرير الجنوب الذي اقيم في «النبطية الفوقا» ان اليوم هو زمن الانتصارات والاستقلال والسيادة الحقيقية التي يصنعها شعبنا المقاوم. واضاف: لسنا بديلا عن الجيش اللبناني إنما نحن نتكامل في حماية لبنان مع دور الجيش اللبناني، مشيرا الى «الرهانات الغبية» من جانب بعض الجهات، على ما يسمونه «مجتمع الاصدقاء الدوليين» الذين دعموا الحرب العدوانية على لبنان في يوليو 2006.
بري وحرب الجواسيس
الرئيس نبيه بري ركز من جهته على الحرب الجديدة التي تشنها اسرائيل ضد لبنان والمتمثلة بشبكات التجسس، موضحا ان اسرائيل لم تنفذ حتى الآن كامل القرار 425 فكيف بالقرار 1701؟
وفي السراي الحكومي ابلغ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، نائب الرئيس الاميركي تقريره لموقف الرئيس اوباما حيال ايجاد حل للقضية الفلسطينية على اساس حل الدولتين.
وشدد السنيورة على أن لبنان ملتزم بعملية السلام مع اخوانه العرب وهو متمسك بضرورة ان يكون الى الطاولة وليس على الطاولة وعلى ضرورة تطبيق القرار الدولي 1701 والقرار 425، مؤكدا رفض التوطين.
بايدن اجتمع باقطاب 14 آذار في منزل النائبة نايلة معوض في الحازمية بحضور رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس الكتائب امين الجميل ورئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون، وتغيب رئيس حركة التجدد الديموقراطي الوزير نسيب لحود.
والتزم اركان 14 اذار بخط الدولة اللبنانية، وباقامة علاقات طبيعية مع سورية مبنية على التوازن وترسيم الحدود، وانسحاب اسرائيل مما تبقى من ارض لبنان.
ردود على تصريحات فرنجية
المنسق العام لقوى 14 آذار فارس سعيد اعتبر أن سلاح حزب الله أصبح بعد السابع من مايو سلاحا ميليشياويا بامتياز. وقال في عشاء للهيئات التربوية في جبيل انه اذا لم تحظ قوى 14 آذار بالأكثرية فستكون الدولة في موقف الضعيف امام حزب الله.
واضاف في رد ضمني على سليمان فرنجية، الذي اعتبر ان العلاقة مع سورية هي ضمانة المسيحيين، انه لا ضمانة للمسيحيين الا بقيام دولة واحدة بجيش واحد وبقرار واحد، ووضع المسؤولية على المسيحيين في المعارك المفصلية التي تقع في مناطق وجودهم.
بدوره، النائب احمد فتفت رد على كلام النائب السابق سليمان فرنجية عن علاقة الأقليات في لبنان بالنظام السوري والتي اعتبرها فرنجية ضمانة للمسيحيين، فدعاه الى الكف عن شرذمة الصف الوطني من اجل مصلحة انتخابية. وقال فتفت ان ضمير الشعب اللبناني لن يقبل بهذه الأفكار الموتورة.
وفي مهرجان انتخابي في الشمال توجه الى فرنجية بالقول ان التوافق مع سورية يجب ان يكون من اجل جميع اللبنانيين، وان حماية المسيحيين هي فقط للوحدة الوطنية التي تعمل على حماية جميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، مشددا على افضل العلاقات مع سورية، من اجل جميع اللبنانيين والسوريين، وان تكون العلاقة من دولة الى دولة.
انتخابيات
انتخابيا يزور رئيس تيار المستقبل سعد الحريري محافظة الشمال لاستقطاب الدعم للوائح 14 آذار كما سيزور الشمال رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع والعماد ميشال عون كل على حدة، وسيشارك عون في ذكرى اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رشيد كرامي.
الحريري يصل الى طرابلس يوم 27 الجاري وبعده بيومين يصل جعجع الى البترون وفي 31 منه ينتقل العماد عون الى عاصمة الشمال.
وفي السياق الانتخابي ايضا، بدأ رئيس مجلس النواب نبيه بري جولة بقاعية، حيث وضع حجر الاساس لعدد من المشاريع واطلق مواقف داعمة للوائح التحالف بين حزب الله وامل والمعارضين الآخرين. من جانبه استغرب وزير السياحة ايلي ماروني النشاط الانتخابي الذي يقوم به النائب في مجلس الشعب السوري عبدالعزيز طراد الملحم لحساب لوائح 8 آذار في البقاعين الاوسط والغربي حيث يوجد ناخبون من العشائر. واعتبر ماروني ان هذا تدخل من الجانب السوري، وهو امر مستغرب. وليس بعيدا عن الانتخابات يطل مشروع الموازنة العامة من جديد مع صفقة التعيينات الادارية من خلال جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد بعد غد الثلاثاء.