بيروت ـ عمر حبنجر
بلغت الحرارة الانتخابية ذروة متقدمة من الحماوة في لبنان امس، نتيجة تعدد الاطلالات السياسية للاكثرية والمعارضة من خلال المهرجانات الانتخابية أو اعلان اللوائح، الى جانب زيارة نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن للبنان، والتي مازالت قيد المتابعة السلبية من جانب المعارضة.
الكف عن الشحن
وفي هذا السياق، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري قوى 14 آذار للكف عن التعبئة والشحن واستدراج السفارات والسفراء الى العناوين المحلية.
وخلال لقاء مع فعاليات بعلبك الهرمل في البقاع، دعا بري الفريق الآخر الى الكف عن تصوير العملية الانتخابية كمصيرية ومفصلية وآخر الدنيا، والاصرار، على ذلك وعلى القول ان فوز المعارضة يعني القضاء على فرص الاستثمار في لبنان والقضاء على لبنان، ليس مقبولا، واضاف موجها كلامه للاكثرية قائلا: كفى فت مصاري، كفى تلويحا بالفوضى، كفى استدراجا للسفراء والسفارات للتدخل في شؤوننا المحلية، الصغيرة والكبيرة.
وقال بري: قلت وأكرر باسم كل المعارضة بدون استثناء، نحن نريد الدولة اللبنانية لكننا لا نريد السلطة، وهناك فارق كبير بين السلطة والدولة، نحن نريد الدولة ارتكازا على اتفاق الطائف وتنفيذ هذا الاتفاق كاملا ونريد حماية حدود الوطن وحماية حدود المجتمع من الاستئثار.
لا مثالثة ولا تقصير ولاية الرئاسة
واتهم بري الاكثرية باتهام المعارضة بتقصير ولاية الرئيس ميشال سليمان، مشيرا الى انه هذه الفكرة منعدمة الوجود ولم ترد على بال اي منا على الاطلاق.
ونفى قطعيا اي كلام حول المثالثة أو المرابعة أو المخامسة، كما نفى مطلقا ان تكون فكرة تقليص ولاية الرئيس موجودة.
الحريري: نحتاج الى عقلاء
سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل، والذي يقود الحملة الانتخابية لقوى 14 آذار، رأى في لقاء انتخابي، انه كي يحكم لبنان فإنه بحاجة الى وجود الجميع جنبا الى جنب. وبحاجة الى اشخاص عقلاء يملكون مشروعا لهذا البلد، لأن لبنان لا يمكن ان يبنى على مشروع واحد أو ثقافة واحدة. وقال الحريري خلال استقباله وفودا من عائلات بيروت: يجب أن يعلو صوت اهل بيروت خلال هذه الانتخابات للرد على كل ما تعرضت له العاصمة واهلها طوال السنوات الاربع الماضية، منذ اغتيال الرئيس الحريري.
العودة إلى لبنان أولاً
رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، رفع «الدوز» في عاليه، عندما خاطب الآخرين بالقول: احترموا شهداءنا كما نحترم شهداءكم، ودون ان يشير الى مقالة دير شبيغل الالمانية قال: نقبل بحكم المحكمة، هذا صحيح، لكننا لن نسقط الاتهام السياسي، بل سنتركه للتاريخ.
وكرر القول «لن ننسى» ثلاث مرات وحينها هتفت الجماهير «بالروح بالدم نفديك يا وليد»، فرد عليهم قائلا «بالروح بالدم نفديك يا لبنان»، ثم عاد الى شعار «لبنان اولا».
وفي لقاء انتخابي آخر ولكن في المختارة، أكد الحريري استمرار التحالف بينه وبين جنبلاط، وقال في كلمته: «منذ سنوات جاء صديقك يا وليد بك، الشهيد رفيق الحريري الى هنا ولاقى الاستقبال نفسه، ومشيتما معا في طريق وعرة لتحقيق السيادة والاستقلال والعروبة. هذه الطريق كان لابد لأحدكما ان يدفع ثمنها، فدفعه رفيق الحريري».
وتابع «هذا البيت الكريم، بيت كمال جنبلاط، الذي استشهد كما رفيق الحريري، وهما ينظران الينا اليوم يا وليد بك، ويقولان لنا لأن نكمل الطريق مع بعضنا البعض، يا سعد ويا وليد. مشوارنا طويل ولكننا صامدون» وجدد تمسكه «بفلسطين وبهذه الارض وهذا الجبل وهذا السهل، ومتمسكون بعلمنا اللبناني الذي يرتفع فوق كل الاعلام. متمسكون ايضا بثوابت 14 آذار. وأريد ان اقول لكم كلمة اخيرة: انا ووليد بك سنبقى جنبا الى جنب مع بعضنا والسما زرقاء». وقبل الحريري، حذر رئيس «اللقاء الديموقراطي»، من الشائعات والأخبار والتسريبات التي تنشرها بعض الصحف، منتقدا ان بعض أخبار الصحف يسبق حكم المحكمة لزرع الفتنة والضغينة والتفرقة بعيدا عن العدل والوئام، مجددا «الحذر من لعبة الأمم التي قد تريد تحريف العدالة واستخدامها بغير ما آمنا به»، داعيا وفي ظل المرحلة الحالية لطي صفحة ماض ساده الظلم والانتقام.
خصومنا جهلة وأميون
العماد ميشال عون وفي مهرجان انتخابي لمرشحي تياره في دائرة بعبدا، اقيم في بلدة الحدث، اعتبر بدعة البدع القول ان فوز المعارضة يعني استيلاء السيد حسن نصرالله على الحكم في لبنان.
واضاف: اتهمونا بالمثالثة فيما لم يتكلم احد عنها، وهذا نتيجة الفراغ لديهم، انهم يرفضون الجمهورية الثالثة ولكن نحن ستكون لدينا جمهورية ثالثة ورابعة وخامسة، لان سنة الحياة التطور، ومن حقنا تصويب المسار عندما نراه خاطئا.
عون اعلن انه لم يتعرض للبطريرك الماروني نصرالله صفير مطلقا، واضاف: اعلنا سابقا اننا نختلف مع البطريرك سياسيا، ويحق لنا ان نختلف معه في السياسة، وبالامس توسط صورة تذكارية للائحة انتخابية في اشارة الى لائحة «14 آذار» في كسروان.
عون اتهم خصومه في 14 آذار بالامية والجهل، وقال نحن نتواجه الآن مع اناس اميين لا يفهمون، اذا حاولنا التغيير يصفوننا بالانقلابيين، ان لديهم فراغا في ادمغتهم، اننا نواجه غابة من طواحين الكذب.
وخـلص عون الى القول: اقسم بالســماء مهما كان لونها اننا وإياكم منتصرون.
حكومة على اسم سليمان
بالمقابل اقامت لائحة 14 آذار في ذات الدائرة دائرة بعبدا مهرجانا انتخابيا في ضاحية الشياح، اعلن فيه المرشح باسم السبع «المستقبل» ان لائحة «القرار المستقبل» ستمشي خلف الناس لا امامهم.