بيروت ـ عمر حبنجر
في الزحمة الانتخابية تتطرف المواقف ويحتد الخطب، وتُستنبت الشعارات السياسية المستفزة، بهدف استقطاب الناخبين، الذين يصغون السمع أكثر لذوي الاصوات العالية عادة. العماد ميشال عون اضطر بالأمس الى القسم بالسماء، لإقناع ناخبي الأشرفية المسيحيين الشديدي التعلق بلبنان، بأن سورية ليست عائدة الى هذا البلد. ومن جهته، النائب وليد جنبلاط، اقترب اكثر من نهج الرئيس ميشال سليمان والبطريرك الماروني نصرالله صفير عبر انضمامه الى المطالبين بتعديل صلاحيات رئاسة الجمهورية، وبإعطائه «الثلث الضامن» في مجلس الوزراء الذي سيجري تشكيله بعد انتخابات السابع من يونيو، كي يستطيع ان يحكم. وقال جنبلاط: «هناك مكونات معينة تريد المثالثة، فقط للهروب من اتفاق الطائف، ونحن نعتبر الطائف ضمانة لكن لابد من بعض التعديلات لإعطاء الرئيس صلاحيات ما ضمن الوفاق الوطني، وهناك إصرار على أن يبقى الحوار مفتوحا الى جانب عمل الحكومة ومجلس النواب.
جنبلاط تحدث للمؤسسة اللبنانية للإرسال عن قرارات مجلس الوزراء في الخامس من مايو 2008، والتي تناولت شبكة اتصالات حزب الله ومراقبة المسافرين في المطار، وقال انه جرى التوافق على إلغائهما مع النائب سعد الحريري لكنه لم يعرف لماذا استغرق التوافق حولها 6 ساعات.
القرار 1559 اغتال الحريري
واعتبر ان فوز 14 آذار في الانتخابات سيؤخر تكريس لبنان كساحة للصراعات، وقال ان القرار 1559 الصادر عن الأمم المتحدة هو الذي اغتال الرئيس رفيق الحريري ونحن نرفض اغتياله مرة ثانية بمقال مجلة «دير شبيغل».
واضاف: «عندما يصدر حكم المحكمة نجتمع وفي مقدمتنا سعد الحريري، واذا كان يرى ان حكم المحكمة أيا كان قد يقرب البلاد الى فتنة، فعلية ان يقول اكتفيت بالحقيقة، لأن العدالة تقف عند الحقيقة، القرار اللعين 1559 هو الذي قتل رفيق الحريري، وهو ما كان يخاف منه، وقد قال للكثير من الشهود، لو استطعت ان انبه السوريين لخطورة هذا القرار لفعلت، لكنهم لم يسمحوا لنا، لأنه كان هناك املاء بالتمديد» (لاميل لحود).
واعترف بالتسرع في اتخاذ قرارات الخامس من مايو، انما على اساس ان الجيش يرى امكانية تنفيذهما ام لا.
وفي لفتة تضامنية أبرق جنبلاط امس الى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد معزيا في ضحايا التفجير الذي استهدف مسجدا في مدينة زاهدان ومعربا عن استنكاره لهذا العمل الإجرامي.
عون في الأشرفية
وكان العماد عون توجه الى الجمهور الانتخابي للائحة المعارضة في دائرة بيروت الاولى بالقول: «أقسم بالسماء أن سورية لن تعود الى لبنان».
واضاف: «الى من يقولون ان المسيحيين منقسمون، وهذه اكبر كذبة في لبنان، انهم اما يريدون الديموقراطية بأكثرية واقلية او انهم يريدون الفكر الواحد، الفكر الاوتوقراطي الدكتاتوري».
ودعا عون ناخبي المعارضة في هذه الدائرة الى الانتخاب على قاعدة 5 على 5 اي اللائحة المؤلفة من خمسة مرشحين كاملة.
لماذا لم يحاكموا قتلة بشير؟
وفي غمز من قناة حزب الكتائب والرئيس السابق امين الجميل قال عون: القوميون السوريون هم قتلة الشيخ بشير الجميل «رئيس الجمهورية المنتخب» فلماذا لم يحاكم قتلة الشيخ بشير في عهد اخيه امين؟ وتساءل: من اقر القانون رقم 84 تاريخ 26/8/1991، قانون العفو؟ أليس هؤلاء الذين قتل بعضهم بعضا وتسامحوا والآن جاء اولادهم ليطالبونا بالثأر؟ لقد سامح بعضهم بعضا لكنهم لم يعتذروا من الضحايا البريئة، المجرمون الحمد لله انهم لم يتأهلوا بنا في الاشرفية.
العماد عون وفي اول خطاب له في دائرة بيروت الاولى (الاشرفية) رفض اتهام تياره بالتطاول على رئيس الجمهورية، وقال في خطاب عالي النبرة «فليقولوا لنا كيف تطاولنا عليه، يرمون كلمة التطاول لأنهم هم المتطاولون علينا وعلى كل الناس».
واضاف: يقولون اننا نتطاول على البطريرك نصرالله صفير وهم الذين رفضوا توقيع ميثاق الشرف الذي صدر من عنده، وعلى الثوابت المسيحية ووصفوا ميثاق الشرف بالميثاق الـ «بلا شرف».
صفير: الانتخابات مصيرية
هذا ووصف البطريرك الماروني امام وفد من زواره في بكركي امس الانتخابات بالمصيرية وقال ان على كل ناخب ان يعرف لمن سيصوت لانه سيصوت لمستقبل بلده واولاده.
وتطرق عون الى صيغة «المثالثة» في الحكم وقال هذه الكلمة ارادوا بها التضليل واثارة المخاوف عند المسيحيين وهي كلمة غير موجودة الا في اذهانهم.
النائب ميشال موسى
من جانبه النائب د.ميشال موسى عضو كتلة التنمية والتحرير، تطرق الى الكلام المتصاعد عن شكل حكومة ما بعد الانتخابات، ومطالبة الرئيس سليمان بحكومة ضامنة بكل اطيافها، وحديث البعض عن ازمة حكومية فور انتهاء الانتخابات، فقال: «المفترض ان ننتظر نتيجة الانتخابات، التي تقرر حجم الكتلة النيابية لكن الاكيد ان هناك تلاقيا في الطروحات حول حكومة الوحدة الوطنية، التي هي طرح المعارضة في الاساس، لكن الاهم ان يكون هناك حوار جدي بعد الانتخابات حول شؤون الناس ومصالحهم». وعن الامن الانتخابي في الجنوب وخصوصا في جزين تحدث عن وعي سياسي يحول دون اي تدهور امني الى جانب التدابير الامنية المتخذة. وقال: الخوف كان من الشبكات التجسسية الاسرائيلية التي كان من شأنها افتعال الاحداث، اما وقد كشف امرها فلا اظن ان الوضع سيتدهور.