ليلى نور
بعد التحذيرات المشددة التي اطلقتها منظمة الصحة العالمية لجميع الدول خوفا من انتشار انفلونزا h1n1 والمعروفة بالعديد من المسميات الاخرى كالمكسيكية والخنازير، سارعت جميع البلدان حاليا الى اخذ الاجراءات الاحترازية لمنع دخول المرض الوبائي الىاراضيها، وخاصة بعد اجتياحه 46 دولة حتى الآن، وبالطبع كما تداول وعرفنا جميعا سارعت الحكومة المصرية بإعدام جميع الخنازير كحل اولي لمواجة انفلونزا h1n1، وباتخاذ اجراءات احترازية مع العائدين من الخارج او السائحين عبر جميع المنافذ.
وعن هذه الاجراءات، قال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية د.عبدالرحمن شاهين لـ «الأنباء» ان هناك اجراءات تم اتخاذها لفحص جميع القادمين عبر المنافذ ونفى شاهين التشدد مع العائدين من الكويت فقط، مؤكدا ان هذه الاجراءات الاحترازية لا تختص بدولة بعينها وانما تشمل كل القادمين سواء من الكويت أو أي مكان آخر عبر المطارات خاصة ان موسم الاجازات على الأبواب وعودة المغتربين وكذلك توافد السائحين حيث يخضع الجميع للاجراءات الطبية المقررة دون استثناء.
لجنة لإدارة الأزمة
وفيما يتعلق بالاجراءات التي اتخذتها الوزارة لمواجهة انفلونزا الخنازير قال: تم تشكيل لجنة بوزارة الصحة لادارة الأزمة، بالاضافة لتشكيل لجان بجميع مديريات الشؤون الصحية بالمحافظات واعلان حالة الطوارئ القصوى وإلغاء إجازات العاملين بالقطاع الصحي بجميع المحافظات، وانشاء غرفة عمليات مركزية للاستعداد لمواجهة الوباء، واستمرار الترصد لمرض انفلونزا الطيور بجميع المنشآت الصحية على مستوى الجمهورية وبلغ إجمالي عدد الحالات المشتبه بها 1289 منها 6 حالات مؤكدة خلال الفترة من الرابع والعشرين من أبريل الماضي حتى 25 مايو الجاري وعن مرض انفلونزا الخنازير قال: بلغ اجمالي الحالات المشتبه بها 89 حالة وجميعها سلبية خلال الفترة من 24 ابريل حتى 25 مايو الجاري وأما الامراض الشبيهة بالانفلونزا وحالات الالتهاب الرئوي فقد بلغ اجمالي عدد الحالات المشتبه بها 20485 حالة خلال نفس الفترة السابقة، واضاف: عمدنا الى تطوير الخدمات المعملية عن طريق توفير الكواشف اللازمة للتشخيص وزيادة كفاءة المعامل القائمة وانشاء وتشغيل معملين بمحافظتي الاسكندرية والمنيا بالاضافة الى المعامل المركزية بوزارة الصحة، كما يجري انشاء 4 معامل بمحافظات الغربية وأسوان وكفرالشيخ وأسيوط، وتوفير الأدوية والطعوم والمستلزمات والتجهيزات حيث تم التعاقد على 2.5 مليون جرعة من عقار التاميفلو ويجري التعاقد لتوفير 2.5 مليون أخرى بالاضافة الى توفير المطهرات والمستلزمات الأساسية.
واضاف: ايضا تم تطوير الحجر الصحي عن طريق تزويد جميع المنافذ بالقوة البشرية اللازمة «اطباء ـ تمريض ـ مراقبين صحيين» وتدريب جميع العاملين بالحجر الصحي على الاستعداد لمواجهة اي طارئ وتطبيق الاجراءات الوقائية للقادمين من البلاد الموبوءة وكذلك تلك التي ظهر فيها المرض، حيث انه تم مناظرة عدد 4204 طائرات و151 سفينة باجمالي عدد الركاب 331013 وتم الاشتباه في عدد 32 حالة وجاءت نتائج العينات سلبية لڤيروس الانفلونزا h1n1 وجار تجهيز معزل للحجر الصحي بميناء القاهرة الجوي الدولي لعزل الحالات المشتبه بها، كما تم تركيب وتشغيل عدد 20 جهاز مسح حراري بمنافذ الحجر الصحي.
خطة المستشفيات
وحول تفعيل خطة المستشفيات واجراءات مكافحة العدوى قال شاهين: تم عمل خطة لكل مستشفى وتفعيل اجراءات وزارة الصحة عن طريق تنشيط الترصد لحالات انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير والالتهاب الرئوي والامراض الشبيهة بالانفلونزا وتشارك في ذلك المستشفيات العامة والمركزية والتخصصية والتأمين الصحي والتعليمية ويتم تفعيل خطة وحدات الرعاية الصحية الاساسية وتنشيط الترصد والابلاغ عن الحالات وتطبيق نظام الاحالة ورفع درجة الوعي والتخطيط والتنسيق مع الوزارات الاخرى «الداخلية ـ الطيران المدني ـ التعليم العالي ـ النقل ـ الاسكان ـ الاتصالات» لتنفيذ خطة الاعلام والتعامل مع المواطنين اعلاميا مع الوضع الوبائي في مصير بشفافية وزيادة الخطوط الساخنة الخاصة بمرض الانفلونزا (105) الى 30 خطا للرد على استفسارات المواطنين على مدار 24 ساعة، وتنفيذ حملة اعلامية لرفع وعي المواطنين وتوزيع 2 مليون بوستر ومطوية وملصقات لافراد المجتمع.
وقال د.شاهين بالنسبة لڤيروس إنفلونزا الخنازير فقد شدد د.احمد نظيف رئيس الوزراء على ضرورة ان تشهد المرحلة المقبل نقلة نوعية واهتماما واضحا بإزالة المخلفات الصلبة والتخلص من القمامة في جميع انحاء الجمهورية وذلك من خلال منظومة جديدة تتلافى السلبيات التي تشوب الوضع الحالي في اطار نموذج اقتصادي موحد يضمن الاستمرارية وقال ان وزير البيئة د.ماجد جورج عرض تفاصيل المنظومة النموذجية الموحدة المقترحة وجوانبها الاقتصادية والتي تقوم على زيادة طاقة تجميع المخلفات وتوفير منظومة نقل متطورة وقد اشار وزير الصحة الى توفير الوزارة لعدد 135 سيارة.
مصر في دائرة الخطر
ويؤكد وزير الصحة د.حاتم الجبلي ان مصر مازالت خالية تماما من انفلونزا الخنازير، ولكن ـ بحسب الوزير ـ هذا لا يمنع من اتخاذ جميع الاجراءات الوقائية لمنع دخول المرض في ظل الانتشار العالمي الشديد للڤيروس ودخول دول جديدة الى سجلات الدول المصابة كل ساعة تقريبا.
واضاف الجبلي ان مشكلة مصر هي صغر الرقعة السكانية وارتفاع الكثافة التي يعيش عليها الشعب المصري والتي تبلغ 7% فقط من اجمالي المساحة الكلية، ومن هنا تكمن خطورة انتشار الڤيروس بسرعة في حالة دخوله الى مصر واشار الجبلي الى الاجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها في مصر لمواجهة وباء الانفلونزا وكذلك التنسيق مع جميع الدول التي ظهر بها الڤيروس او لم يظهر لاجراء الفحوصات الضرورية المطلوبة في المطارات.
في سياق متصل قال د.نصر السيد مساعد وزير الصحة للرعاية الأساسية والطب الوقائي ان وفد مصر المشارك في اجتماعات منظمة الصحة العالمية طلب توضيحا من المنظمة حول السبب وراء تضخيم وباء h1n1 والصعود من المرحلة الرابعة الى الخامسة في اقل من 4 ايام وهل تم ذلك لصالح بعض شركات الادوية العالمية؟ واشار الى ان المنظمة اعطت حق انتاج الدواء «التاميفلو» لشركة ادوية هندية وذلك لكسر احتكار الشركة الاميركية.
تأثير الوباء على السياحة في مصر
وعن تأثير انفلونزا الخنايز على السياحة اكد عضو اللجنة الاقتصادية بالمجالس القومية المتخصصة د.ابراهيم المزلاوي ان منطقة الشرق الاوسط تعتبر حتى الآن شبه خالية من انتشار المرض لوجود غالبية السكان من الذين لا يعتمدون في غذائهم على لحم الخنزير الذي ينتشر المرض بسببه بسرعة مثل اوروبا واميركا مما يرشح منطقة الشرق الاوسط وعلى رأسها مصر لأن تكون الوجهة السياحية الاولى للقارة الاوروبية والاميركية خلال الموسم المقبل وقال على مصر ان تستفيد من تلك الظروف، واضاف: نتوقع موسما صيفيا وشتائيا عاليا جدا ولم يبد المزلاوي اي تخوف من استوطان انفلونزا الطيور قائلا ان المرض له ثلاثة اعوام ولم يتحول الى وباء، ولكن لابد من ان يكون هناك جهد كبير من وزارة الصحة بالتعاون مع السياحة للسيطرة على جموع السياح القادمين مع اتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة وعدم تنظيم الاجراءات بالشكل الذي ينفر السياح منه ولا مانع من ابداء الصرامة خاصة مع السياح القادمين من الدول التي ينتشر بها الوباء.
واذا كان ڤيروس «الخنازير» استطاع ان يدخل السياحة الى البيات الشتوي في الوقت الذي تعلن فيه بعض الشركات التحدي بخصومات تصل الى 35% فإن المخاوف تزداد بين المواطنين الذين اقدموا على إلغاء رحلات العمرة خاصة بعد تصريح شيخ الازهر د.سيد طنطاوي بامكانية اصدار فتوى من مجمع البحوث الاسلامية بتأجيل العمرة، وقد لاحت ملامح الازمة في قطاع السياحة فهناك 1750 شركة سياحية يعمل بها ما يزيد على 35 الف موظف والجميع تضرر بهذه الازمة.
وبرغم انخفاض اسعار الطيران 20% بسبب تعديل سعر النفط وكذلك النقل البري والبحري الذي يشهد خصومات تصل الى 30% الا ان الاقبال لايزال ضعيفا وذلك بحسب الخبير السياحي ناجي عادل الذي يمتلك اكثر من شركة سياحية، والسؤال الحائر الدائر اليوم: هل ستتأثر السياحة الدينية؟ وهل سيتم إلغاء العمرة والحج في حال تحول الڤيروس الى وباء عالمي كما حدث من قبل في عام 1918 وراح ضحيته قرابة الاربعين مليون شخص؟
ولم يستبعد الشيخ عبدالصبور شلبي عضو لجنة الفتوى بالازهر الشريف ان يصدر قرار بمنع الحج هذا العام كما فعلها سيدنا عمر بن الخطاب عندما ظهر وباء الطاعون في بعض الامارات الاسلامية وتحديدا فلسطين فقرر منع الحج وسمح لحج باقي الامارات.
صفحة شؤون مصرية في ملف ( pdf )