هيمنت المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والدولة الفلسطينية على الاجتماع الأول الذي جمع الرئيس الأميركي باراك أوباما بنظيره الفلسطيني محمود عباس في البيت الأبيض أمس الاول، والذي انتهى بالاتفاق على «التواصل الدائم»، وفق تعبير الرئيس الفلسطيني.
اللقاء الذي جاء بعد 10 أيام من استقبال أوباما لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شهد تأكيد الرئيس الأميركي على وقف التوسع الاستيطاني، مع سعيه لطمأنة ضيفه على مساندة واشنطن لقيام دولة فلسطينية.وقد حظي عباس بمعاملة خاصة في البيت الأبيض، على غرار ما حظي به نتنياهو، حيث عقد لقاء منفردا مع أوباما دام زهاء ساعة، تلاه اجتماع موسع في المكتب البيضاوي، حضره الوفد الفلسطيني المرافق، ونائب الرئيس جو بايدن مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، إلى جانب مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جيمس جونز، والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل.
استمرار الضغط
وفي لقاء الرئيسين، أوضح أوباما أنه سيستمر في الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لفرض تجميد كامل على بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وتأييد هدف إقامة دولة فلسطينية، وقال للصحافيين وعباس إلى جانبه: «لا يمكن أن نستمر في السير على غير هدى، يجب أن نعيد هذا الأمر إلى مساره».
كما شدد على أن التزامات إسرائيل بموجب خطة «خارطة الطريق» للسلام في الشرق الأوسط لعام 2003 تتضمن «إيقاف بناء المستوطنات، وضمان أن توجد دولة فلسطينية لها مقومات البقاء».
وقال إنه يجب على الفلسطينيين تحقيق مزيد من التقدم نحو تعزيز قواتهم الأمنية، والحد من «التحريض» المعادي لإسرائيل الذي قال إنه ينتشر في المدارس والمساجد.
من جهته، أكد الرئيس الفلسطيني الذي وصل القاهرة امس ليطلع الرئيس المصري على نتائج مباحثاته في واشنطن، في مقابلة مع «العربية» تلت لقاءه بأوباما، أنه «ينبغي التوقف عن الحديث عن شروط مسبقة لبدء المفاوضات مع الإسرائيليين»، معتبرا أنه توجد «طلبات والتزامات يجب الوفاء بها من قبل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي».
وثيقة السلام
وقال إنه سلم أوباما وثيقة تتضمن أفكارا لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، وهذه الوثيقة «لا تخرج عن إطار خريطة الطريق، ولا عن مبادرة السلام العربية، وتحوي أفكارا حول آليات لتنفيذ هاتين الخطتين».
ويرى أوباما أن الانخراط في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية ضروري لتحسين صورة أميركا في العالم الإسلامي، لكن رفض نتنياهو تبني حل الدولتين الذي ظل لفترة طويلة حجر الزاوية للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، أضاف عقبة جديدة أمام جهود أوباما الديبلوماسية، وهو ما دفعه لطمأنة عباس بالقول: «أؤيد بقوة حلا يقوم على دولتين» مع دولة فلسطينية تتعايش مع إسرائيل.
النفط السعودي
في شأن آخر وصف الرئيس الأميركي باراك اوباما السعودية بـ «الشريك الاستراتيجي المهم» مؤكدا ان بلاده لن تتوقف عن استيراد النفط من السعودية في المستقبل القريب.
وقال اوباما قبل زيارته المتوقعة الاسبوع المقبل الى السعودية انه سيؤكد خلال لقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ان «الولايات المتحدة لن تتوقف عن استيراد النفط من السعودية في المستقبل القريب».
وتابع قائلا ان «التوقف عن استيراد النفط في المستقبل القريب ليس هدفنا ولكن ما يأتي في مقدمة اولوياتنا تطوير حلول الطاقة النظيفة لتقوية اقتصادنا وتوفير فرص عمل وتنويع مصادر الطاقة».
واعتبر اوباما ان لا مصلحة لكل من الولايات المتحدة والسعودية ان يكون الاقتصاد الأميركي «ليس معتمدا فقط ولكن متأثرا بشكل مستمر بالارتفاعات الكبيرة في اسعار النفط» كما انه ليس من مصلحة اي احد على المستوى الدولي مواصلة الاعتماد على النفط الذي يتسبب في انبعاث الغازات السامة التي تهدد كوكب الارض.
واكد الرئيس الأميركي ان «استمرار الجميع بالاعتماد على النفط كمصدر وحيد للطاقة واغفال مصادر اخرى كالطاقة الشمسية والرياح والفشل في التوصل الى وسائل لعزل الكربون لاستخدام الفحم بطريقة غير مضرة بالبيئة سيجعلنا جميعا في ورطة».يذكر ان احد الوعود التي قطعها اوباما خلال حملته الرئاسية تمثلت في الحد من اعتماد الولايات المتحدة على النفط الاجنبي ويبدو ان الرئيس الأميركي ينوي التأكيد لخادم الحرمين عدم نيته تطبيق هذا الامر في المستقبل القريب بل السعي لتطبيق استراتيجية طويلة المدى في مجال الطاقة.