بيروت ـ عمر حبنجر
الانتخابات في لبنان على حرارتها المتصاعدة، وكذلك مطاردة جواسيس اسرائيل، الذين اضيف اليهم ضابط آخر برتبة عقيد امس.
وفي خضم المعمعة الانتخابية والسياسية التي يعيشها لبنان يبقى الهاجس الأمني أولوية عند القوى الأمنية، حيث ذكرت مصادر بالجيش اللبناني امس انه وضع في حالة تأهب قصوى قبل المناورات الواسعة النطاق المتوقع ان يبدأها الجيش الاسرائيلي اليوم.
وقال مصدر امني لبناني انه على الرغم من ان الحكومة اللبنانية تلقت تأكيدات من أطراف عديدة بما في ذلك قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة «يونيفيل» ان المناورات ذات طبيعة دفاعية، إلا ان الجيش وضع في حالة تأهب قصوى على طول الحدود مع اسرائيل. حيث شوهدت امس دوريات عسكرية بالقرب من الحدود. وذكر المصدر أيضا ان مقاتلي حزب الله مستعدون للرد على أي اعتداء محتمل.
وفي الموضوع الانتخابي انتقل رئيس تيار المستقبل سعد الحريري من البقاع الى الشمال امس مستحثا همم الناخبين للانتقال الى اقلام الاقتراع يوم 7 يونيو، فيما توالت ردود الفعل على الخطاب الأخير للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والذي يعد فيه، في حال فازت المعارضة بأن تطلب الحكومة من ايران تسليح الجيش اللبناني، متعهدا بتجاوب طهران مع هذا الطلب.
إده يرفض
وقد سارع عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده الى الرد بالقول ان التسليح الذي وعد به الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للجيش اذا فازت المعارضة، سيأتي مع مدربين يدخلون في الجيش والقوى الامنية ما يؤدي الي تحويل لبنان الى قوة عسكرية ونقطة انطلاق لمعارك ايران، وتطبيق ولاية الفقيه في الداخل ولو على حساب الشعب اللبناني.
بدوره، المطران بشارة الراعي، تحفظ على عرض نصرالله، وقال ردا على سؤال، ان مكامن الخطر على لبنان كيانا ودولة ونظاما وحكما، هي بجعل المقاومة هي الاهم من لبنان وان تكون هي الاولوية، لافتا الى انه من غير المقبول الكلام عن ان الجميع ضرب البلد، وانا الوحيد الذي أستطيع معالجة الوضع.
وقال في حديث لـ «صوت لبنان» ان رفض البعض تدخل البطريرك نصرالله صفير في الشؤون السياسية مناف للتاريخ والواقع، لاسيما ان بكركي هي من قاد المسار التاريخي للبنان عبر العصور. وأسف الراعي لكون الفرقاء الكبار دخلوا في محاور اقليمية ودولية تدعمهم بالمال وبالمعنويات، كما أسف للمصالح الشخصية التي تقود البعض.
وعن قول الرئيس الايراني ان فوز المعارضة سيعزز وضع ايران الاقليمي، أسف الراعي لهذا الكلام رافضا ان تكون المقاومة اهم من لبنان، ونحن نعتبر ان الدولة اللبنانية حامية للجميع، ولا احد قبل لبنان.
الحريري في طرابلس
انتخابيا، تواصلت المهرجانات واللقاءات الانتخابية امس، وابرزها انتقال النائب سعد الحريري من البقاع الى الشمال، حيث اقيم في هذا الاطار مهرجان للائحة التحالف الموالية في كسروان امس.
وسيلقي منسق الامانة العامة لـ 14 آذار خطابا سياسيا يؤكد فيه على ثوابت ثورة الارز في مهرجان انتخابي في جبيل عصر اليوم الاحد.
وفي طرابلس شدد سعد الحريري امام مرشحيه ووفود نيابية وبلدية وشعبية على ضرورة التصويت للائحة التضامن الطرابلسي بكامل اعضائها، دون تشطيب التزاما بتعهداتنا.
وقال ان الشمال عموما استهدف من خلال ما جرى في مخيم نهر البارد، تارة من خلال افتعال مشاكل بين بعل محسن وباب التبانة وطورا من خلال توصيف طرابلس والضنية، واضاف ان اهل طرابلس والشمال هم اشجع الناس واشرفهم واحرصهم على الوطن. وتابع قائلا: ان لبنان كله مستهدف بحريته وعروبته واعتداله واقتصاده واستقلاله من اجل احلال المشروع البديل الذي من اجله اغتيل الرئيس رفيق الحريري.
السنيورة في صيدا
وفي صيدا قال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة: لقد سمعنا الكثير من الكلام حول حق رئيس الحكومة في الترشح، واعتبر في مهرجان انتخابي حاشد ان هذه المدينة لا تأخذ التعليمات من احد بل هي التي تقرر. وقال: نريد ان ننهض بصيدا وان ندافع عن ثوابتها، عن عروبتها واستقلالها والدفاع عن اتفاق الطائف، متوقعا ان تقول مدينة صيدا كلمتها في السابع من يونيو، صيدا الكبيرة الأبية، وليست صيدا التي يصرفونها.
بموازاة المعركة الانتخابية سجلت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني هدفا جديدا في مرمى الموساد الاسرائيلي بتوقيفها ضابطا آخر برتبة عقيد بدا انه متورط في التعامل مع العدو.
وفي معلومات «الأنباء» ان العقيد شهيد توميه اوقف صباح أمس وهو من بلدة بيت ملات في عكار القريبة من عدبل بلدة العقيد الموقوف منصور دياب.
وتوميه واحد من سبعة اشقاء ستة منهم ضباط بين الجيش والدرك والامن العام، والسابع استاذ جامعي، والظاهر ان شبكته مستقلة عن شبكة العقيد دياب.
واصدرت قيادة الجيش على الاثر نشرة توجيهية للعسكريين تحت عنوان «خطر التجسس الإسرائيلي» قالت فيها: ان النصر يصنعه كبار النفوس لا صغارها وان القوة العسكرية الاسرائيلية التي فشلت في تحقيق اي هدف خلال المواجهة مع بلد صغير كلبنان لن تستطيع تعويض هذا الفشل بأساليبها الدنيئة، وختمت النشرة التوجيه بالتركيز على وعي العسكريين، وقالت: ان العدو يحاول اختراقنا لأنه يدرك أننا خطر عليه، وطمأنت بالسيطرة على الموقف.
الادعاء على متعاملين
قضائيا ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على الموقوف بشبه التعامل مع اسرائيل بجرائم تصل عقوبتها الى الاعدام، لإقدامه على التعامل مع العدو الاسرائيلي بدس الدسائس لديه ومعاونته ومراقبة مواقع مدنية وعسكرية.
كذلك ادعى صقر بموجب محضر ثان على العميد المتقاعد في جيش التحرير الفلسطيني الموقوف زياد خليل السعدي من بلدة شبعا وعلى آمال شعيب وجورج حداد مجهولي باقي الهوية بجرم التعامل مع اسرائيل.
إلى ذلك، نفى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي شائعات حول تورط شخصيات سياسية ونيابية في شبكات التجسس، وقال ردا على سؤال: لا يجوز ادخال قضية وطنية كمطاردة الشبكات الاسرائيلية وتفتيتها في الحسابات الشخصية.
وابلغ اللواء ريفي «الأنباء» بأن ما يشاع عن توقيفات على هذه المستويات، هو كلام في الهواء.
وكان تردد ان احد قضاة الشرع في الجنوب ادرج اسمه في خانة المتعاملين كما ان نائبا عن الشمال منع من السفر الى الخارج وآخر عادت الشبهات تحوم حوله.