دمشق ـ هدى العبود
شــهــدت الــعــلاقــات السورية ـ الكويتية خلال السنوات الأخيرة، التي تلت احتلال العراق، والتدخل الأميركي المباشر في المنطقة العربية تطورا متسارعا ولافتا، والى ذلك ازدادت متانة وتماسكا رغم ما راهن البعض عليه.
لكن سيرورة هذه العلاقات بتصاعدها ومتانتها فاجأت الجميع نظرا لما هي عليه من الصعود والرسوخ والفاعلية سواء على مستوى العلاقات العربية ـ العربية أو العلاقات العربية ـ الإقليمية أو العلاقات العربية ـ الدولية.
ولعل من نافلة القول أن القيادتين السورية والكويتية ممثلتين في صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والرئيس بشار الأسد قد عززتا فاعلية التواجد السوري ـ الكويتي على مختلف الساحات رغم أنهما انطلقتا من مدرستين فكريتين متقابلتين لكن توجههما القومي المشترك وصدقية توجههما مكناهما من تحقيق نتائج غاية في الأهمية لما فيه مصلحة العرب والمنطقة والسلام.
«الأنباء» تلقي الضوء على متانة هذه العلاقات وعلى جديد السياسة السورية والهموم الإعلامية المحلية من خلال الحوار التالي مع وزير الإعلام السوري د. محسن بلال:
العلاقة مع الكويت
يصف المحللون السياسيون العلاقات السورية ـ الكويتية بأنها نموذجا يقتدى في العلاقات العربية – العربية، كيف يقـــــرأ وزير الإعلام السوري د.محسن بلال هذه العلاقة؟
تربطنا بالكويت علاقات وطنية وقومية وأخوية تعززها إخوة صادقة بين القائدين، وكذلك تربطنا علاقات بدولة الإمارات العربية المتحدة وعمان وسائر دول الخليج العربي، وكذلك بين الشعوب، ما انعكس على العلاقة بين الحكومات.. والكويت بلد شقيق له صدقيته ومكانته في كل أنحاء العالم، ودولة الكويت تلعب مع سورية دورا رائدا وبارزا في العمل العربي القومي والإسلامي من أجل إحياء وتعزيز التضامن العربي والإسلامي، وخير مثال على هذا قمة الكويت الاقتصادية، والقمة العشرين في سورية والقمة العربية الطارئة في الدوحة، قمة غزة والنجاحات الكبيرة التي تحققت، والمصالحات
العربية ـ العربية بدأت من الكويت برعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والكل يعلم أن الجمود في العلاقات العربية ـ العربية كسر في تلك القمة التاريخية والكل يعلم أن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بذل جهودا جبارة لتحقيق المصالحة العربية.
وكذلك اتفاق الدوحة بين الأشقاء اللبنانيين ما كان ليتحقق لولا الجهود السورية والقطرية بسعي حثيث من زعيمي البلدين، حيث تم التوصل برعاية قطرية ومساعدة ودعم سوري إلى الاتفاق التاريخي المشكورة عليه قطر وأميرها.
كيف ترون تأثير العلاقات السورية ـ الكويتية على العلاقات العربية ـ العربية بشكل عام، لاسيما ان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أول من دعا إلى المصالحة خلال القمة الاقتصادية في الكويت؟
سورية والكويت تعملان على تعزيز التضامن العربي، وهذا بدا واضحا في قمة الكويت الاقتصادية ومن قبلها في قمة دمشق العادية، وللكويت بصماتها في تعزيز التضامن العربي، وقد شهدنا دور الكويت في التأسيس للمصالحة العربية ـ العربية إذ تم على أساسها عقد قمة رباعية في الرياض جمعت الرئيس بشار الأسد والرئيس حسني مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بالإضافة الى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي أسس لها في قمة الكويت الاقتصادية، وسورية ترحب بأي عمل من شأنه أن يعزز التضامن العربي سواء كان من قبل الكويت أو غيرها من الدول العربية، وكان هذا شعارنا في مؤتمر القمة العربية العشرين ومؤتمر وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي الذي عقد مؤخرا في دمشق وشاركت في أعماله 57 دولة، وحضره 43 وزير خارجية، وقد استمعنا إلى كلمة مهمة جدا للرئيس الأسد حيث ركز على تعزيز التضامن الإسلامي والعربي الإسلامي وعلى العمل من أجل تقديم الإسلام للعالم على أنه دين المحبة والتسامح والتنوير والنور.
على صعيد اختيار القدس وبعدها قطر عاصمة للثقافة العربية ما الذي يمكن أن تقدمه سورية للدول العربية في المجال الثقافي كون دمشق كانت عاصمة الثقافة العربية خلال العام 2008؟
نحن جاهزون لتقديم كل ما هو مطلوب بلا شروط وبلا حدود نقدم كل ما نملكه وكل ما تطلبه قطر من خبرات من أجل أن تظل الدول العربية قلاعا للثقافة العربية والعمل العربي المشترك والسلام في المنطقة، ولذلك ما تملكه دمشق من إمكانات في هذا المجال سنقدمه بكل محبة وروح أخوية رائعة، ولن نبخل بأي أمر يطلب منها، خاصة أن دمشق تملك ارشيفا تاريخيا عريقا جدا نضعه تحت تصرف أشقائنا في الدول العربية كافة.
ضغوط دولية
مورست على سورية خلال السنوات الماضية كثير من الضغوط ولكن سرعان ما انفتح العالم عليها، كيف تفسر ذلك؟
نحن عانينا من محاولات محاصرتنا وعزلنا وإرباك هذا البلد المحوري جغرافيا وسياسيا واقتصاديا وقوميا والصاعد استثماريا وعلميا من كل النواحي، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل، ووقفنا في وجه الإعصار الهائج واستطعنا التغلب عليه بفضل المبادئ وثبات الموقف واستراتيجية الرؤية وصدقية التوجه وبدت دمشق بحلتها العربية الحضارية والتاريخية والإسلامية والعلمية والنهضوية والثقافية، وبرهنت للعالم أن دمشق لا يمكن أن تحاصر أو تطوق وأنها مفتاح المنطقة ومفتاح السلام فيها وفي العالم، ومؤخرا كنت استقبل وفدا أميركيا جامعيا وقد أكدوا قناعتهم بأن سورية بلد مهم وكبير ومفتاح لهذه المنطقة ولا أحد يستطيع أن يتجاوزها، وعادت دمشق لتكون محجا للسياسيين والباحثين والعلماء والمستثمرين من كل أصقاع الأرض، والرئاسة والحكومة لا يمضي يوم دون أن تستقبل ضيوفا مهمين من المستويات العليا إلى المستويات السياسية والفكرية والاقتصادية والعلمية والثقافية والطلابية وغيرها، فلذلك ليس مفاجئا أن يغير الغرب الآن مقولة الإدارة الأميركية السابقة عن «أن سورية هي المشكلة»، إلى مقولة «إن سورية هي الحل»، وهي كانت كذلك دائما فإدارة بوش المتصهينة المنصرفة الى غير رجعة هي التي وجهت ذلك الاتهام لكن سورية بوقفتها الحكيمة والشجاعة استطاعت أن تبطل هذه المقولة الخاطئة وأن تؤكد للعالم أن سورية هي مفتاح الحل.
كيف تقرأ انفتاح الإدارة الأميركية مقابل وجود حكومة إسرائيلية متطرفة؟
تفاءلنا بشعار الإدارة الأميركية الجديدة، لاسيما أن شعار الحملة الانتخابية للرئيس أوباما كان «التغيير» وتفاءلنا أكثر عندما طرح الرئيس اوباما شعار الاحترام المتبادل والحوار مع العالمين الإسلامي والعربي، فهو إذا مد يده فنحن سنقابله بالمثل ومستعدون للعمل الصادق، في حال انتقل من الأقوال إلى الأفعال والى الناحية العملية، سورية جاهزة للعمل وكانت جاهزة من أجل إنجاز السلام العادل والدائم والشامل لهذه المنطقة الحساسة والمهمة من العالم، وشعار السلام العادل والشامل تكون محصلته استرجاع الجولان كاملا إلى السيادة السورية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة السيدة وعاصمتها القدس الشريف والحق غير القابل للتصرف للاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم، وباختصار انسحاب اسرائيل الكامل إلى خطوط الرابع من يونيو 1967، وهذه الأسس ليست جديدة وهي مستندة إلى قرارا ت الشرعية الدولية، وهذه الحزمة من متطلبات السلام تصطدم برفض الحكومات الإسرائيلية لاسيما الأكثر تطرفا في تاريخ اسرائيل وعلى رأسها نتنياهو وليبرمان، ونحن نعلم جيدا ولدينا خبرة بالسياسيين الاسرائيليين ونعرف عن نتنياهو بعده الشديد عن متطلبات السلام ولذلك مطلوب من الادارة الأميركية التي طرحت موضوع السلام والحوار والاحترام المتبادل وهي التي تطرح الآن على لسان رئيسها ووزيرة خارجيتها تفكيك المستوطنات دون استثناء، لأن اسرائيل تراوغ بين مستوطنات شرعية وغير شرعية، علما أن اسرائيل كلها مستوطنة مفروضة بالقوة بمساعدة الولايات المتحدة والغرب عموما.
نحن في سورية نعلم جيدا حدود استطاعة الادارة الأميركية بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لكي تنسحب إلى حدود الرابع من يونيو هذا هو مفتاح السلام في المنطقة وإلا لن يكون السلام متعايشا مع احتلال أي شبر من الأرض العربية، السلام يعني انتهاء الاحتلال وعودة الأرض إلى أصحابها. تلك هي عناصر السلام، والحكومة الإسرائيلية لن تنصاع لشروط السلام، ومن هنا نطالب إدارة اوباما بأن تكون وفية لشعاراتها بالتغيير ومد يديها للعالم العربي والإسلامي من أجل إنهاء الاحتلال ومن أجل إقامة السلام العادل والشامل والدائم في هذه المنطقة الحساسة من العالم والتي هي قلب العالم ومصدر طاقته.
اتفاق الدوحة
هل نحن بحاجة إلى اتفاق دوحة آخر حول مشكلة السودان؟
الأشقاء في قطر هم أصحاب الدور الكبير والأساسي في مسألة حل مشكلة دارفور ويترأسون لجنتها، وكما لعبوا الدور الناجح بشأن لبنان وانتخاب رئيس جمهورية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتوفير الجو الممهد للانتخابات اللبنانية التي ستجرى في السابع من يونيو، ونحن واثقون وسنكون معهم كتفا إلى كتف من أجل حل الإشكالات الصعبة بين الأشقاء العرب وحل الخلافات حتى نتوصل إلى التضامن العربي المنشود.
كيــــف تقرأ العلاقات العربية ـ العــربية بعد قمة الكويت الاقتصادية وقمة الدوحة؟
نحن نشهد مزيدا من التقارب، والعلاقات العربية ـ العربية صحيح أنها ليست في المستوى المطلوب والمرغوب، ولكن بعد قمم دمشق والكويت والدوحة، وبعد العمل الديناميكي للكويت وقطر وسورية الأمور أخذت تتحسن وأعيدك إلى التصريح الايجابي الذي صدر عن الأمير سعود الفيصل حيث وصف كلمة الرئيس بشار الأسد بأنها تشكل منهجا وبرنامجا للعمل الإسلامي وكان مسرورا للتحليل المنهجي وللتوجهات التي وردت في خطاب الرئيس الأسد أمام مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية ونحن نثمن هذا التصريح، والعلاقات
السورية ـ السعودية جيدة والصلات بين الرئيس وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عـــــبدالعزيز علاقات متينة وأخوية ولا مشكلة بين سورية والمملكة العــــربية السعودية.
هل تؤيد القول ان العلاقات السورية ـ المصرية طبيعية؟
علاقاتنا طبيعية مع مصر الشقيقة ونتمنى أن تكون أكثر حرارة، نحن نراها طبيعية ونأمل أن تكون أكثر دفئا وطبيعية.
كيف ترى دور الإعلام في العلاقات العربية ـ العربية؟
أود أن أوجه شكرا بلا حدود إلى أشقائنا في الكويت وتحديدا إلى صاحب السمو الأمير صباح الأحمد على ما قدمه من روح ودعم وبذل طاقة لخدمة المصالح العربية ـ العربية، حيث وجدنا إعلاما في الكويت يعد نموذجا للإعلام العربي، لديهم فضائيات وصحف محترمة تغطي الوطن العربي وخارجه، ولديهم مركز مهم للتدريب الإعلامي وهذه النهضة العلمية والإعلامية في الكويت لاشك أننا ننظر إليها باحترام كبير ونتمنى أن تحذو الأقطار العربية حذوهم بتقديرهم للإعلام ولدور الإعلاميين، لأن من يجهل دور الإعلام يكون خارج السرب والعصر، الإعلام اليوم هو الذي يبني ويقدم ويعمق المعرفة والتعارف بين الشعوب وهو الذي يروج للرقي وللتعارف بين الشعوب والتواصل بين الناس وإذا خرج الإعلام عن رسالته المتمثلة في البحث الدائم عن الحقيقة والموضوعية والنزاهة، إذا خرج عن هذه العناصر التي تشكله يصبح إعلاما هداما وكارثيا، ونحن نرى بعض وسائل الإعلام التي كانت في نظر الناس مرموقة كيف تبث أحيانا شرارات خبيثة قد تشتعل بسببها حروب أهلية لاسيما تلك الدول التي يكون فيها السلم الأهلي هشا، وأضرب هنا مثالا بمجلة دير شبيغل التي نقلت مقالا مفبركا لا أساس له من الصحة، وبنيت على هذه المعلومة قلعة من زيف لكن لحسن حظ الأشقاء في لبنان ولكفاءتهم ونضجهم اليوم نرى أن جميع العقلاء استنكروا المقال ووصفوه بأنه مشروع فتنة، وفبركة عدو للبنان يريد الشر بهذا البلد الشقيق، وكان الأشقاء ارفع وأعلى من مستوى هذه الدسيسة الرخيصة وإن أتت عبر وسيلة إعلامية يفترض تاريخها أنها وسيلة مقروءة ومأخوذة بعين الاعتبار.
هل تعتقدون أن تركيا بدأت بمحاولة العودة إلى المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل؟
الحكومة الإسرائيلية لم تلفظ كلمة واحدة بخصوص السلام ومتطلباته، هي تقول إنها لن تعيد الجولان، وتتشبث بالمستوطنات، ولا تذكر اسم الدولة الفلسطينية، وهي بدل أن تتحدث بالسلام بدأت مناورات عسكرية غير مسبوقة في تاريخ المنطقة، نحن طلاب سلام، وأصدقاؤنا الأتراك جاهزون للمساعدة والأميركان يتحدثون عن السلام ويريدون أن يتحدثوا للعالم العربي والإسلامي ونبذ فكرة الحروب، ولكن الحكومة الإسرائيلية يبدو أنها لم تضع على جدول أعمالها لا سلاما ولا تفاوضا، علما أننا في سورية بالرغم من هذه السياسة الإسرائيلية الظلامية، مازلنا جاهزين لإنجاز السلام العادل ولكن عندما يكون الطرف الآخر جاهزا ويملك الإرادة والقدرة على صنع السلام.
إسرائيل وايران
كيف تقرأ الوضع في المنطقة في حال هاجمت إسرائيل إيران؟
تكون إسرائيل غبية إذا ما حاولت أن تقوم بمغامرة كارثية بهذا الشكل، نحن نعتقد أن هذا تهويل، لكن إسرائيل لا يؤمن جانبها، والجمهورية الإسلامية قوة لا يستهان بها، قوة تتحدى أي عدو يريد بها شرا.
نحن ننظر إلى الإدارة الأميركية الجديدة على أنها عملية وصادقة في تخليص العالم من آثار ما قامت به الإدارة الأميركية السابقة من حروب، وأن تنسحب من الدول التي احتلتها ودمرتها وتستبدل ذاك المنطق التدميري ليس فقط للدول التي غزتها، بل للولايات المتحدة نفسها، وللنظر للأزمة المالية التي عمت العالم بأسره.
نحن نأمل أن تكون هذه الحقبة حقبة سلام واحترام متبادل، والرئيس الأسد منذ مدة طويلة وهو يدعو الى الحوار المتكافئ ليكون الصلة الواصلة بين الشعوب.
العاهل الأردني قال إن لم يكن السلام خلال اثني عشر شهرا فستكون الحرب، كيف تقرأون هذه المقولة؟
نحن نعمل من أجل السلام ونحن ضد الحروب ونعتبر الحروب شرا على البشرية ولذلك نحن طلاب سلام، والرئيس الأسد يؤكد ان السلام خيار سورية، ولكن إذا تمادى العدو في العربدة واستمرار الاحتلال فلا شك في أنه سيفتح الباب على مصراعيه للمقاومة لتكون الخيار الوحيد لإنهاء الاحتلال.
كيف يرى الدكتــــور محسن بلال واقع الإعلام السوري؟
الإعلام السوري ملتزم بقضية نبيلة وهي قضية تحرير الأرض وقضية إيصال الحقيقة للمجتمع وللرأي العام، الإعلام السوري ينقل المعلومة بشفافية ونزاهة وصدقية محترما شعبه ومجتمعه، والإعلام السوري مكون من شقين رسمي وخاص، وكلا الجناحين يعملان لخدمة القضية الوطنية الحقة والنبيلة وهي أنبل قضية ومتفق عليها.
هل إعلامنا يوصل الصوت كما نريد؟
طموحاتنا أكثر بكثير مما نقدمه اليوم ونحن نسعى لتطويره دائما ولنا في تجربة الأشقاء في قطر قدوة حسنة.
هل ستشهد سورية تشريعات جديدة في مجال الإعلام؟
بكل تأكيد قريبا سنرى قانونا جديدا للمطبوعات وآخر للإعلام ونعمل بصدد انجازهما في المستقبل القريب.
قبل ان ننهــي حوارنــا هــذا كيف ترون العلاقات السورية ـ الكويتية؟
على امتداد الزمن ومنذ استقلال الكويت عام 1960 كانت العلاقات الأخوية بين سورية والكويت غاية في التعاون والشفافية، بل كانت حقيقة وواقعا علاقات أكثر من وطيدة، وأقوى من قوية علاقات راسخة وثابتة مبنية على أسس الاخوة والتعاون والمصير المشترك ولا أقدم جديدا إذا قلت إن محك قوة هذه العلاقات ومتانتها كان في مرحلتين اثنتين على الأقل: الأولى عام 1961 ولم يكن قد مضى على استقلال الكويت سوى شهور قلائل حين تعرضت للتهديد بالابتلاع من قبل النظام العراقي آنذاك.
والثانية: يوم الغزو المشؤوم عام 1990، حينما اتخذت سورية الموقف القومي الأصيل والمفترض حينما دانت الاحتلال وأسهمت بقواتها المسلحة في تحرير الكويت واستعادة استقلالها وقدراتها ودورها الوطني والقومي والإنساني في الوقت ذاته كان للكويت دائما ومازالت مواقف قومية مشرفة في التعاون والمؤازرة لسورية في جميع الظروف، وإسهام الكويت في التنمية عبر الصندوق الكويتي مشهود ومعروف والعلاقة التاريخية بين الكويت وسورية تحتاج للكثير من الزمن والصفحات لقد كانت ومازالت وستبقى علاقات أخوية مميزة ومنزهة عن كل غرض لا يخدم المصالح الوطنية والقومية ولعل فيما بين صاحب السمو الأمير صباح الأحمد والرئيس بشار الأسد من إخوة وصداقة وصراحة وشفافية وحرص وثبات حافزا لمزيد من تطوير هذه العلاقات.