قالت مصادر أمنية اسرائيلية وغربية امس ان اسرائيل تخطط للحد من التوغلات في 4 مدن فلسطينية في محاولة لتعزيز حملة أمنية فلسطينية تدعمها واشنطن.
وتزامن هذا التحرك مع محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاقناع الرئيس الأميركي باراك اوباما بتخفيف مطلبه بالتجميد الكامل لبناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة. وقالت المصادر الإسرائيلية والغربية إن الجيش الاسرائيلي سيمتنع عن دخول بيت لحم ورام الله وأريحا وقلقيلية الا في الحالات التي يعتقد الجيش أن نشطاء فلسطينيين يستعدون لمهاجمة اسرائيليين.
وقال مصدر أمني إسرائيلي ان «قوات الدفاع الإسرائيلية ستعمل بأقل قدر ممكن للسماح للفلسطينيين بتولي المزيد من المبادرة والمسؤوليات بشأن أمنهم»، وكان يشير إلى القوات الفلسطينية التي تتلقى تدريبات وتجهيزات تمويلها أميركي وأوروبي.
وربما يقوي القرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في صراعه على السلطة مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وشنت قوات موالية لعباس غارات مميتة ضد أعضاء بحماس في مدينة قلقيلية في وقت سابق من هذا الشهر.
كما قد يساعد القرار بحسب محللين في رأب الصدع الإسرائيلي - الأميركي قبل زيارة يقوم بها وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إلى واشنطن، ويأمل باراك أن تساهم محادثاته مع المبعوث الأميركي جورج ميتشل في التقليل من الاختلافات بشأن المستوطنات.
نتنياهو لتسوية خلافه مع واشنطن
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال خلال زيارته لفرنسا انه يأمل في التوصل الى تفاهمات مع الولايات المتحدة لتسوية خلافات معها بشأن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع يرافق نتنياهو الى باريس حيث اجتمع مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لكنه ألغى اجتماعا مع مبعوث أميركي كبير «هناك حاجة لكثير من العمل الجاد للتوصل إلى ارضية مشتركة» مع واشنطن بشأن قضية المستوطنات. ويريد الرئيس الأميركي باراك اوباما ان يعلن نتنياهو تجميدا تاما للنشاط الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة بينما يريد نتنياهو مزيدا من البناء في المستوطنات القائمة لاستيعاب ما يسميه «النمو الطبيعي» لأسر المستوطنين.
ليبرمان
من جهة اخرى رفض وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان امس اي وساطة يقوم بها بلد ثالث في اي مفاوضات سلام محتملة مع سورية.
وقال ليبرمان القومي المتشدد في بيان اصدرته وزارته ان «اسرائيل تريد مفاوضات مباشرة في اسرع وقت ممكن، بلا شروط مسبقة ولا وساطة».
واوضحت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان وزير الخارجية رفض عرضا سورية باستئناف المفاوضات غير المباشرة بين البلدين، نقله اليه نظيره الهولندي ماكسيم فيرهاغن الذي انهى لتوه جولة في الشرق الاوسط.
وكان الرئيس السوري بشار الاسد ابلغ فيرهاغن الاثنين الماضي انه «يريد استئناف المباحثات غير المباشرة مع اسرائيل في اسرع وقت ممكن»، بحسب ما ذكر المتحدث باسم وزير الخارجية الهولندي.
بدوره اكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك خلال جلسة لمجلس الوزراء ان «المفاوضات مع سورية يجب ان تكون دوما على جدول اعمال الحكومة».
وكان الرئيس السوري بشار الاسد قال امس الاول ان المنطقة تمر بمرحلة بالغة الخطورة نتيجة استمرار رفض اسرائيل للسلام في حين ان سورية عبرت دائما عن تمسكها بالسلام مقابل اعادة الحقوق الى اصحابها.
مبادرة سلام اميركية
في سياق متصل ذكرت صحيفة هآرتس إلاسرائيلية امس أن الولايات المتحدة تدرس إطلاق مبادرة سلام جديدة بين إسرائيل وسورية، وذكرت الصحيفة أن المبادرة ستكون مبنية على جعل هضبة الجولان منزوعة السلاح وجعلها -إضافة إلى شريط على امتداد غور الأردن- محمية طبيعية.
وقالت: «قرارا إعادة السفير الأميركي إلى دمشق وإيفاد المبعوث الأميركي جورج ميتشل إلى العاصمة السورية يستهدفان التمهيد لاستئناف عملية التفاوض على المسار الإسرائيلي السوري برعاية أميركية وباشتراك تركيا».
ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسي إسرائيلي وصفته بأنه «كبير» القول: «توصلت واشنطن إلى استنتاج أن دمج سورية في العملية السياسية يعد المفتاح لتحقيق مصالحة فلسطينية داخلية».