انطلقت في منتجع شرم الشيخ المصري امس أعمال القمة الخامسة عشرة لدول عدم الانحياز بحضور ما يقرب من 55 رئيس دولة وعدد كبير من رؤساء الحكومات والأمراء والملوك. في بداية الجلسة الافتتاحية للقمة، المقرر أن تستمر يومين، دعا الرئيس الكوبي راوول كاسترو ـ الذي ترأست بلاده الحركة خلال السنوات الثلاث الاخيرة ـ في كلمته الافتتاحية الى اقامة «نظام مالي واقتصادي دولي جديد اكثر عدلا».
واشار الى ان الازمة المالية العالمية الراهنة «كان مصدرها» دول الشمال الصناعية، الا ان «الدول النامية كانت الاكثر تأثرا» بها. واضاف «نطالب بتأسيس هيكل مالي واقتصادي جديد يستند الى مشاركة فعلية لجميع الدول وخصوصا الدول النامية»، معتبرا ان «الازمة الحالية لا تحل بحلول تجميلية تحاول الحفاظ على النظام الاقتصادي الحالي الذي يفتقر الى العدل وانما الحل يمر بالضرورة عبر اعادة هيكلة النظام المالي والنقدي الدولي». وسلم بعدها مهام رئاسة الحركة إلى الرئيس المصري حسني مبارك، وتستمر رئاسة الحركة ثلاث سنوات.
من جانبه، دعا الرئيس المصري حسني مبارك امس حركة عدم الانحياز إلى التعامل مع الواقع الدولي الراهن على نحو يتسم بالفعالية والمبادرة.
وقال مبارك ـ في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة ـ «إننا ندعو لنظام دولي سياسي واقتصادي وتجارى جديد أكثر عدلا وتوازنا ينأى عن الانتقائية وازدواجية المعايير، يحقق مصالح الجميع ويراعي شواغل الدول النامية وأولوياتها، يرسي ديموقراطية التعامل بين الدول الغنية والفقيرة، ويحقق التمثيل المتوازن للعالم النامي بأجهزة المنظمات الدولية، ومؤسسات التمويل القائمة، وآليات صنع القرار الاقتصادي العالمي، والتجمعات الدولية الرئيسية مثل مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى ومجموعة العشرين».
وأضاف «اننا نتطلع جميعا لحياة أفضل لأجيال الحاضر والمستقبل ونتطلع للسلام والأمن والاستقرار والتنمية ولمزيد من التعاون فيما بيننا ولشراكة حقيقية فعالة مع الدول من خارج الحركة تقرن الأقوال بالأفعال وترسي دعائم تضامن دولي جاد من أجل السلام والتنمية على نحو ما يستشرفه الموضوع الرئيسي لهذه القمة».
وأكد مبارك أن السلام والتنمية في قلب ما تسعى إليه حركة عدم الانحياز من أهداف وغايات، وقال إن «ذلك يقتضي تعزيز التضامن الدولي والتعاون البناء بين جميع الأمم والشعوب من أجل التغلب على ما يواجهه السلم والأمن الدوليان من تحديات وتهديدات ومخاطر، وما تواجهه جهود التنمية من عقبات ومشكلات وصعاب».
ولفت إلى ما يتهدد السلم والأمن الدوليين من مخاطر الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، فضلا عن العديد من النزاعات المسلحة وبؤر التوتر وقضايا طال انتظارها لحل عادل وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية السلام الشامل في الشرق الأوسط.وقال «اننا نعيش جميعا واقع مشكلات النمو والتنمية في مواجهة صعاب الداخل وتحدياته وأزمات عالمية ترد إلينا من الخارج»، مشيرا الى «أزمة ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية العام الماضي والأزمة الحالية للاقتصاد العالمي».
وأضاف مبارك «تأثرنا بتبعات ظاهرة تغير المناخ، ونواجه صعابا في تمويل التنمية وتحديات في تعاملنا مع قضايا إمدادات الطاقة والأمن الغذائي».