فيما اكد المدعي العام الايراني قربان علي دري نجف ابادي امس ان قسما كبيرا من المتظاهرين الذين اعتقلوا خلال الاضطرابات، التي تلت اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد، سيفرج عنهم بحلول غد الجمعة، اعلنت وكالة الانباء الايرانية الرسمية امس ان حوالي عشرين شخصا اوقفوا خلال الاضطرابات التي تلت اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد سيحاكمون اعتبارا من بعد غد السبت بتهمة المساس بالامن القومي.
وقالت الوكالة انهم متهمون «بالخلل بالنظام والامن وباقامة علاقات مع المنافقين (التعبير الذي يستخدم لجماعة مجاهدي خلق) والاعتداء بالقنبلة وحمل الاسلحة النارية وقنابل وشن هجمات على قوات الامن والميليشيات الاسلامية وارسال صور (عن التظاهرات) لوسائل اعلام العدو».
وبالتوازي قال المدعي العام الايراني قربان علي دري نجف ابادي ان «قسما كبيرا من المعتقلين افرج عنهم امس الاول وسيتم الافراج عن اخرين في الايام المقبلة وبحلول نهاية الاسبوع (الايراني، اي الجمعة) سيتم الافراج عن قسم كبير من المعتقلين الاخرين».
الى ذلك مازال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يتعرض لانتقادات معسكره الذي يأخذ عليه تأخره في تطبيق الامر الذي اصدره المرشد الاعلى باستبعاد نائبه الاول اسفنديار رحيم مشائي، ودعت صحيفة اسبوعية محافظة متشددة امس الرئيس الايراني الى «تقديم اعتذارات الى الشعب» لانه تأخر في تنفيذ اوامر المرشد الاعلى.
وكتبت صحيفة «يا لثارات الحسين» في عنوانها الرئيسي «يجب ان يقدم احمدي نجاد اعتذاراته للشعب»، معتبرة ان «الرئيس يجب ان يرد على التساؤلات ونقاط الغموض التي يطرحها الناخبون المذهولون».
وقالت الصحيفة «ادلينا باصواتنا لكم بسبب وفائكم الثابت للمرشد الاعلى لكننا رأينا في الاسابيع الاخيرة من تصرفات من قبلكم يثير الشكوك في كل ذلك».
وانتقدت الصحيفة تعيين مشائي واقالة وزيري الاستخبارات والثقافة مشيرة الى انهما «معروفان بولائهما للمرشد».
وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها متوجهة بالحديث الى احمدي نجاد «فضلتم محبة شخص كمشائي على محبة المرشد الاعلى، اذا استمر ذلك سنطلب منكم اعادة اصواتنا لنا لاننا لم نصوت لشخص بل لمبادىء الثورة والوفاء للمرشد الاعلى».
ومنذ 48 ساعة انضم التلفزيون الحكومي الى جوقة الاحتجاجات لانتقاد «التعيينات والصداقات الغريبة التي تربط بين احمدي نجاد واشخاص مثل مشائي»، على حد تعبير صحيفة «سرماية».
على صعيد متصل كشف مصدر قريب من المحافظين في إيران عن أن المرشد الأعلى لإيران على خامنئي «منزعج ومستاء» من الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد على خلفية الطريقة التي تعامل بها الأخير مع رسالة المرشد الأعلى بخصوص إقالة نائبه الأول وصهره اسفنديار رحيم مشائي.
وقال المصدر الإيراني الذي عمل سابقا في الحرس الثوري في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية امس إن المرشد الأعلى «شعر بالصدمة ولم يتصور أن يمتنع أحمدي نجاد عن إطاعة أمر علني للقائد لمدة أسبوع».
وتابع المصدر الذي لا يستطيع الكشف عن هويته بسبب حساسية الوضع في إيران: «تشاور المرشد مع مكتبه حول الطريقة التي يعالج بها الحرج بعد تحديد أحمدي نجاد له، ثم قرر مكتبه بث خطابه للرئيس على الهواء مباشرة الجمعة الماضية كرسالة أخيرة لاحمدي نجاد».
وقال المصدر الإيراني إن المرشد والمقربين منه «سيضعون تحركات احمدي نجاد تحت المجهر خلال الفترة المقبلة.. المرشد مستاء من احمدي نجاد ويعتقد أنه تصرف بطريقة عصبية تدل على قصر نظر».
كما كشف المصدر الإيراني عن أن المحافظين «منقسمون» إزاء التعامل مع احمدي نجاد، موضحا أن هناك تيارا وسط المحافظين طلب من المرشد الأعلى أن «يرفع حمايته» عن احمدي نجاد ما يفتح الباب أمام مساءلته على قراراته وسياساته في ولايته الثانية مما يعني إمكانية إقالته»، فيما يرى تيار آخر من المحافظين المتشددين أنه «لا يمكن التخلي عن أحمدي نجاد الآن لأنه لابديل له، كما أن إجراء انتخابات جديدة قد يحمل معه مخاطر على النظام غير معروفة العواقب».