لمح سيف الاسلام نجل الرئيس الليبي معمر القذافي الى ان الافراج عن المدان في قضية لوكيربي عبد الباسط المقرحي تم بموجب صفقة تجارية بين لندن وطرابلس لكن وزارة الخارجية البريطانية سارعت الى نفي ذلك.
وقال سيف الإسلام في مقابلة تلفزيونية بثت على قناة المتوسط امس الاول ان ملف المقرحي الذي افرجت عنه اسكوتلندا الخميس الماضي لدواع صحية، كان في صلب العقود التجارية التي تم توقيعها مع بريطانيا.
وأضاف ان الملف «كان دائما على طاولة كل المفاوضات السرية والعلنية مع بريطانيا وتم استغلاله في كل الصفقات التجارية».
لكن وزارة الخارجية البريطانية سارعت الى نفي هذه التصريحات وقال متحدث باسمها لوكالة فرانس برس «ليس هناك صفقة».
وأضاف المتحدث ان «كل القرارات المتصلة بقضية المقرحي كانت محصورة بالوزراء الاسكوتلنديين والسلطات القضائية الاسكوتلندية».
وتابع «لم تتم اي صفقة بين الحكومة البريطانية وليبيا على صلة بالمقرحي وبأي مصالح تجارية في هذا البلد» في اشارة الى ليبيا.
وكان وزير الخارجية البريطاني ديڤيد ميليباند نفى في وقت سابق ان تكون حكومته سعت الى اطلاق سراح المقرحي لتحسين العلاقات التجارية بين لندن وطرابلس.
وقال ميليباند «ارفض هذا الأمر تماما، انها إهانة بحقي وبحق الحكومة (البريطانية) في الوقت نفسه».
لكن سيف الإسلام القذافي أكد ان الافراج عن المقرحي كان حاضرا ايضا «على طاولة المفاوضات مع كل زيارة لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير» الذي يقف العام 2007 وراء توقيع اتفاق للتنقيب عن الغاز في ليبيا.
وخلال المقابلة، خاطب سيف الاسلام المقرحي الذي كان جالسا الى جانبه على متن الطائرة التي اقلت الرجلين الى طرابلس مؤكدا ان «امر الافرج عن عبد الباسط مر بظروف قاسية وصعبة للغاية، ولم يكن سهلا على الليبيين ان يعترفوا بأنه ضحى من اجلهم لفك الحصار الذي كان مفروضا عليهم من الدول الكبرى».
من جهته، قال المقرحي في المقابلة «تفاءلت عندما تولى ملفي سيف الاسلام لما له من مكانة دولية، ولم اكن أتصور انني سأرجع الى بلدي ويطلق سراحي لأنه كان امرا في غاية الصعوبة».
القذافي: هل نحن حمير وهم أوادم؟
كما حظي المقرحي وأفراد من أسرته بلقاء مع الرئيس القذافي رغم الاستياء الذي أعربت عنه كل من لندن وأميركا على الحفاوة التي استقبل بها المواطن الليبي في بلاده.
وأعرب القذافي عن أسفه لتعالي الأصوات والتي وصفها بـ «غير المنطقية» والتي تشير إلى أن الإفراج عن المقرحي يجرح مشاعر أسر ضحايا لوكيريي.
وتساءل «لماذا لم يتم الكلام على أن العفو عن الطاقم البلغاري الطبي حتى قبيل نزوله في بلغاريا واستقباله من قبل رئيسها بأنه يجرح مشاعر أسر الضحايا الليبيين».
وكانت ليبيا قد افرجت عن ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني بعد ان أدينوا من قبل القضاء الليبي بحقن مئات الأطفال بڤيروس الايدز.
وقال القذافي إن ليبيا عندما تحملت المسؤولية وبدلت عقوبة الإعدام على الطاقم الطبي البلغاري إلى السجن المؤبد استجابة لطلب «صديقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومن أجل فرنسا حولنا الطاقم المدان بجريمة القتل الجماعية الى أن يقضوا الحكم المؤبد في بلغاريا».
وأضاف «للأسف الشديد يستقبل البرلمان الأوروبي هذا الطاقم القاتل المدان بالتصفيق وقوفا وكأنهم أبطال».
وتابع «هل نحن ليس لدينا مشاعر وهم عندهم مشاعر؟ هل نحن حمير وهم أوادم؟» معتبرا أن سياسة الكيل بمكيالين والتطاول والاستكبار والاستخفاف بالأمم الأخرى وبمشاعرها وبرأيها العام وبإنسانيتها هو الذي ولد الغبن وولد الإرهاب الذي يعانون منه الآن.
هذا ورحب الرئيس الليبي بقرار الحكومة الاسكوتلندية بالإفراج عن المقرحي لأسباب إنسانية نظرا لمعاناته من سرطان البروستاتا.
رسالة شكر لإسكوتلندا وبريطانيا
وقال القذافي «في هذه الساعة أريد أن أبعث برسالة إلى أصدقائنا في اسكوتلندا أهنئهم فيها على شجاعتهم وعلى أنهم برهنوا على استقلال قرارهم رغم الضغوط غير المقبولة وغير المنطقية التي عارضتهم، ولكنهم اتخذوا هذا القرار الشجاع السليم والإنساني».
كما وجه القذافي الشكر الى رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون والملكة اليزابيث ملكة بريطانيا لتشجيعهما السلطات الاسكوتلندية على الافراج عن المقرحي.
وقال إن هذه الخطوة في مصلحة العلاقات بين البلدين وفي مصلحة الصداقة الشخصية بينه وبين بريطانيا كما ستنعكس بشكل ايجابي بالتأكيد على كل مجالات التعاون بين البلدين.
المقرحي: إدانتي خطأ قضائي
الى ذلك، اكد المقرحي انه سيبرز أدلة تثبت انه كان ضحية خطأ قضائي، وذلك في مقابلة مع صحيفة «تايمز» تنشر السبت.
وقال المقرحي كما نقلت عنه الصحيفة «لو كان ثمة عدالة في بريطانيا، لكنت برئت او لكان الحكم ألغي لأنه كان غير قانوني. لقد كان خطأ قضائيا».
واضاف «يعتقدون انني مذنب لكنني لست كذلك. يوما ما ستظهر الحقيقة، الحقيقة لا تموت».
وردا على ادانة الرئيس الاميركي باراك اوباما للاستقبال الحافل الذي لقيه في طرابلس، قال المقرحي للصحيفة «انه (اوباما) يعلم انني مريض جدا. تعلمون ماهية المرض الذي أعانيه. المكان الوحيد الذي علي التوجه اليه هو المستشفى لتلقي علاج طبي. لا اهتم بالذهاب الى أي مكان آخر». وتابع «لا تقلق سيد اوباما. انها 3 أشهر فقط».