في محاولة على ما يبدو لامتصاص فتيل التوتر مع الغرب، أكد يوسف صوان المدير التنفيذي لمؤسسة القذافي للتنمية والتي يرأسها سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي أن تصريحات الأخير اسيء فهمها، مشيرا إلى أنه كان يتحدث عن تاريخ العلاقات الليبية الحديثة مع الغرب.
ونفى صوان - في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس - أن يكون هناك نية لربط الافراج عن المواطن الليبي «عبد الباسط المقرحي» المدان في تفجير لوكيربى عام 1988 على أسس إنسانية بأي قضية أخرى. في اشارة الى ما نقل عن سيف الاسلام في حديث لاحدى القنوات التلفزيونية أن ملف المقرحي كان دائما على طاولة كل المفاوضات السرية والعلنية مع بريطانيا وفي كل الصفقات التجارية معتبرا الافراج عنه انتصارا لجميع الليبيين. وهو ما نفته وزارة الخارجية البريطانية.
من جهة أخرى، وجه مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة روبرت مولر رسالة إلى وزير العدل الاسكتولندي كيني ماكاسكيل يصف فيها قراره بالافراج عن المقرحي، لدوافع انسانية بأنه «سخرية من حكم القانون والعدالة، ومن مشاعر الاسر التي فقدت أعزاءها»، واضاف مولر أن هذا القرار «يبعث على الارتياح في نفوس الإرهابيين حول العالم».
وجاء رد الحكومة الاسكوتلندية سريعا برفض ما جاء فيها، واعتبرت انه في حين ان الدوافع الانسانية لا تشكل جزءا من القضاء الأميركي لكنها تدخل في صلب القضاء الاسكوتلندي.
وفي ذات السياق كشفت صحيفة الأوبزرفر أمس أن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ناقش مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تفاصيل شروط إعادة عبد الباسط المقرحي إلى طرابلس قبل أسابيع من إخلاء سبيله.
قالت الصحيفة إن مكتب رئاسة الحكومة البريطانية (داوننغ ستريت) نشر نص الرسالة التي وجهها براون إلى العقيد القذافي يوم إخلاء سبيل المقرحي في العشرين من أغسطس الجاري ودعاه فيها إلى عدم المبالغة في استقبال المقرحي لتجنب التسبب في إزعاج عائلات ضحايا لوكيربي البالغ عددهم 270 شخصا بعدما حذرت شخصيات بارزة في حزب العمال الحاكم «من مضاعفات اقتصادية من الأميركيين الغاضبين من إخلاء سبيل المقرحي ستكلف بريطانيا ثمنا باهظا».
وأضافت أن رسالة داوننغ ستريت أوردت أيضاع أن براون والقذافي التقيا قبل ستة أسابيع على هامش قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في إيطاليا و«شدد رئيس الوزراء البريطاني خلال اللقاء على ضرورة التعامل مع قضية المقرحي كمناسبة عائلية وليس احتفالا شعبيا بعد أن تقرر السلطات الاسكوتلندية إخلاء سبيله».