ألغى الجيش الإسرائيلي، أمس، تصاريح دخول أكثر من 80 ألف فلسطيني إلى مدينة القدس لزيارة عائلاتهم والصلاة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، وذلك بعد هجوم شنه فلسطينيان قرب وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب.
وذكر جيش الاحتلال أن هذه الخطوة جاءت بعد مشاورات أمنية أشرف عليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ووصف نتنياهو الهجوم بأنه «قتل بدم بارد» وتوعد بالرد، وقال: «أجرينا مناقشة بشأن سلسلة الإجراءات الهجومية والدفاعية التي سننفذها للتصدي للظاهرة الخطيرة لإطلاقات النار».
وأضاف: «سنحدد أي شخص تعاون في تنفيذ هذا الهجوم وسنتصرف بحزم وذكاء لمحاربة الإرهاب».
من جهته، قال وزير الدفاع افيغدور ليبرمان إن: «إسرائيل سترد بمنتهى الصرامة على اعتداء تل أبيب ولن تذعن للأمر الواقع».
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس انه سينشر قوات معززة مؤلفة من مئات الجنود في الضفة الغربية إثر الهجوم.
وأوضح في بيان «وفقا لتقييم الأوضاع، سيتم تعزيز القوات في الضفة بكتيبتين إضافيتين». ولم يحدد جيش الاحتلال عدد الجنود في كل كتيبة ولكن مصادر عسكرية قالت إن الحديث يدور عن مئات من الجنود الإضافيين.
وفي السياق، اقتحمت القوات الإسرائيلية عددا من المنازل في بلدة يطا القريبة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية من بينها منزل أحد منفذي عملية تل أبيب.
وقال رئيس بلدية يطا، موسى مخامرة في تصريح لوكالة (كونا) إن قوات «الاحتلال الإسرائيلية اقتحمت منازل البلدة ومنها منزل أحد منفذي عملية تل أبيب وهو الشاب محمد مخامرة».
وأضاف أن القوات اعتقلت شابين من البلدة بالإضافة إلى تخريب محتويات المنازل، لافتا إلى أنها أغلقت مداخل البلدة وأقامت حاجزا عسكريا أمام مدخلها الرئيسي.
وجاء منفذا عملية تل أبيب، اللذين اعتقلتهما سلطات الاحتلال، من منطقة قرب مدينة الخليل بالضفة الغربية، وكانا يرتديان حلتين ورابطتي عنق وتعاملا باعتبارهما من زبائن مطعم راق قبل أن يسحبا سلاحيهما الآليين ويفتحا النار على رواد المطعم.
وقالت شرطة الاحتلال إن الهجوم أسفر عن مقتل 4 إسرائيليين - رجلين وامرأتين - وإصابة 6 بجروح أطلقت ألعاب نارية في أجزاء من الضفة الغربية.
وأعلنت الحركة الإسلامية في بلدة يطا، على موقعها على فيسبوك أن منفذي الهجوم هما «المجاهدان خالد موسى محمد شحادة مخامرة ومحمد أحمد موسى شحادة مخامرة»، مشيرة إلى أنهما من كوادر حركة «حماس».
وقال حسام بدران الناطق باسم «حماس» إن عملية تل أبيب «أولى بشائر شهر رمضان لشعبنا ومقاومته الباسلة وأولى المفاجآت التي تنتظر الاحتلال خلال الشهر الفضيل».
وأشار إلى أن الهجوم «يدل على فشل كل إجراءات الاحتلال الرامية إلى وأد الانتفاضة وقتل روح المقاومة في شبابها».
واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثاني أكبر الفصائل داخل منظمة التحرير الفلسطينية بعد فصيل «فتح» أن العملية «هي رد طبيعي على الإعدامات الميدانية التي نفذها الكيان الصهيوني ضد شعبنا».
وقالت الجبهة إن عملية تل أبيب: «رسالة تحد لوزير الحرب الصهيوني المتطرف أفيجدور ليبرمان وتأكيد على أن خيار المقاومة هو الأسلوب الأنجع في انتزاع الحقوق، ورسالة رفض لكل المبادرات السياسية المشبوهة».