Note: English translation is not 100% accurate
رغم رائحة الموت والدمار على طول الحدود تجد أهالي الجنوب في كل مكان يستقبلونك بابتسامة وبفرحة الانتصار
الأربعاء
2006/8/30
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1732
بالقرب من صالون الحلاقة، تنشط الجرافات في إزالة ركام منزل العلامة السيد محمد حسين فضل الله، يستدعي الفعل ردة فعل وتعليقات على لا أخلاقيات الحرب الاسرائيلية على لبنان ومنحاها العنصري.
تضغط الكمامات جراء الروائح المنتشرة على الأنفاس ويسترعي الانتباه إعلانات إما للمساهمة في أعمال التصليح أو لتقاضي تعويضات حيث يدون كل فرد اسمه مذيلا برقم الهاتف، وباغراء ان السعر ممتاز لمن يطلب عملا في تلك الورشة.
صور نصرالله تغمر المكان أيضا، باتت اليوم في براويز أنيقة وعبارات «لا مكان للتراجع ولا مكان للذل». تترادف العبارة مع النشاط المكثف لآليات «جهاد البناء» التابعة لحزب الله ولوزارة الأشغال العامة والنقل اذ «ان الردم بأكمله يجمع في منطقة طريق المطار لإقامة ما سيطلق عليه لاحقا «جبل الصمود والكرامة» بحسب الأحاديث الشائعة. ثمة مشاهد لا تؤطر الحياة في مسراها الطبيعي وتوحي بأن «ضاحية ما بعد العدوان» تختلف عن ملامح «الضاحية ما قبل العدوان»:
الأناس هنا باتوا متشبثين بالعودة وبمفاتيح منازلهم رغم الحديث عن جولة مقبلة من الحرب، ولكنهم يتوقفون عند نقطة واحدة ممازحين: «سنكون نسخة طبق الاصل عن بعضنا البعض» (في اشارة الى المنازل).
فمن عادة منازل الضاحية ان تباع «على العظم» اي بلا ديكور داخلي أو تجهيزات وكل ما يهم هيام عبداللطيف اليعقوب (أم سارة) ان تندثر معالم «انوثتها» المنزلية وزوايا الاناقة التي ابتدعتها في تلك البقعة من عمرها على مدى 40 عاما. تقول ام سارة التي تشهد جرف منزلها بشكل مباشر وحي في مبنى من سبعة طوابق:
«عرفت في اليوم نفسه من القصف ان منزلنا دمّر، كنت يومها نازحة الى طرابلس (شمال لبنان) وقررت وابنتي حلا عدم سماع الاخبار، وما ان صعدت الى المنزل حتى هاتفتني جارتي واخبرتني ان البناية سويت بالأرض».
عائدة من الكويت تستكمل الجرافات عملها عند الزاوية الشمالية لمستشفى «بهمن» تشير ام سارة الى سجادة عجمية من اشلاء منزلها، وهي تعيد الماضي الى راهن المأساة، عدنا من الكويت للإقامة هنا، كان زوجي يعمل في معهد الكويت للأبحاث العلمية، ماذا يمكننا ان نفعل ازاء هذا الواقع وجني أربعين عاما قد ضاع هباء».
تقيم عائلة أم سارة اليوم لدى بيت الجد وقد عوضها «حزب الله» بمبلغ 12 ألف دولار كبدل ايجار وأثاث الى حين اعادة اعمار مبناها المدمر، رغم ذلك، تحن إلى ألبومات الصور لكونها ترجع عمرا بكامله، صور بناتي وهن صغيرات، افتقد كل لحظة قضيتها داخل هذا المنزل.
تستعيد المرأة كل «تاريخها» الحي وكل ماضيها على أنقاض منزلها وتذكر ابنتها سارة التي تكمل تعليمها في ألمانيا، ولم تخبرها بما حدث: «كانت سارة لشدة تعلقها بالمنزل، تهددنا بأنها ستسكن في منزل جارنا في حال قررنا ترك المكان».
فيما الابنة الصغرى حلا ترقب آخر تفاصيل عمرها العشريني، ودفاتر وكتب اختصاصها في التمريض قد ضاعت في هباء الصواريخ والتراب «المتفتت» غبار ماض «سحيق».
أمتار عدة وتطل مستشفى «بهمن» بورشة اعمار مترادفة مع نزوح المرضى عنها مع القصف المكثف لمحيطها. هذا المستشفى أسسه رجل الأعمال الكويتي عبدالحسين بهمن، وتولى رئاسة مجلس ادارته بعد افتتاحه العام 1998.
يتبع...
اقرأ أيضاً