- مذكرة لحجب الثقة عن زعيم العمال كوربين
- وزيرا الداخلية والصحة مرشحان لخلافة كاميرون
ماتزال ارتدادات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، تهيمن على علاقاتها مع حلفاء الأمس.
ولا يبدو أن محاولات الساسة البريطانيين تطرية الاجواء ستنفع معهم.
الامر الذي دفع واشنطن لتوصي حلفاءها عبر الاطلسي للتريث وعدم اتخاذ قرارات «انتقامية».
فقد طالب برلمان الاتحاد الاوروبي لندن بتفعيل آلية انسحابها من الاتحاد الاوروبي الواردة ضمن معاهدة لشبونة «بأسرع ما يمكن» من اجل «تجنب اي ارتياب قد يكون مسيئا ولحماية وحدة الاتحاد».
وفي قرار اعتمد بغالبية 395 صوتا مقابل 200، اكد النواب الاوروبيون ايضا ان «الرغبة التي عبر عنها الشعب البريطاني يجب ان تحترم بشكل كامل وبدقة».
والقرار الاساسي الصادر عن البرلمان الاوروبي الذي كان اشد لهجة كان يدعو بريطانيا الى ان تبدأ المفاوضات «فورا» لكن تم تخفيفه بفضل تعديل اعتمده غالبية النواب الاوروبين.
وتأتي دعوة البرلمان قبل ساعات من بدء أول قمة اوروبية تعقد بعد خروج بريطانيا.
ورغم أن نيجل فراج زعيم حزب الاستقلال البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي واحد أبرز عرابي الـ«brexit» قال إنه يريد إقامة علاقة صداقة طيبة وشراكة تجارية مع الاتحاد، فإن رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر حث بريطانيا على «توضيح موقفها بأسرع ما يمكن»، مستبعدا اي مفاوضات قبل ان تبدأ لندن اجراءات الخروج.
وصرح يونكر امام البرلمان الاوروبي «لا يمكننا البقاء في الغموض لفترة طويلة.
اريد ان توضح المملكة المتحدة موقفها فورا.
ليس غدا ولا بعد غد».
بدورها، حذرت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، من ان بريطانيا وبعد قرارها الخروج من الاتحاد الاوروبي لا يمكنها «انتقاء» الاحتفاظ بامتيازاتها مع التخلي عن كل واجباتها مشددة على قوة الاتحاد.
وقالت ميركل امام مجلس النواب الالماني «البوندستاغ» إنه ليس بإمكانها انتقاء الأجزاء التي تريدها من الاتحاد الأوروبي مثل السوق الموحدة دون قبول مبادئ مثل حرية الانتقال عندما تتفاوض على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأضافت في لهجة أكثر صرامة مما كانت عليه في الأيام القليلة الماضية «من يرغب في أن يترك هذه العائلة لا يمكنه أن يتخلى عن كل مسؤولياته ويحتفظ لنفسه بالمزايا».
أما فراج فقد قال للصحافيين قبل جلسة البرلمان الأوروبي لبحث استفتاء بريطانيا «كسبنا الحرب.
الآن يتعين علينا أن نكسب السلام» وأضاف «نريد أن نكون أصدقاء وجيرانا وشركاء تجاريين جيدين».
وتابع أن بريطانيا يجب أن تنفذ الخروج من الاتحاد في أسرع وقت ممكن لكن العملية يجب أن تتم بشكل ودي وأضاف أن حجم الاقتصاد البريطاني وروابطه الوثيقة بالاتحاد الأوروبي تعني أنه يجب أن يمنح اتفاقا على أساس معاملة تفضيلية. وقال «نحن أكبر شريك تجاري لمنطقة اليورو.
يمكننا أن نحصل على اتفاق أفضل بكثير من الذي حصلت عليه النرويج».
أما التداعيات الداخلية، فأصبح حزب العمال البريطاني المعارض على حافة الانفجار، في حين يستعد حزب المحافظين لبدء عملية استبدال رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون في رئاسة الحزب.
وواجه زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن الذي تراجع نفوذه الى حد كبير، أمس مذكرة لحجب الثقة عنه بعد ان فقد دعم ثلثي المقربين منه.
ويتهمه المتمردون عليه بانه لم يدافع بما يكفي عن بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الاوروبي ويعتبرون ان وجوده على راس حزب العمال لا يترك اي فرصة للحزب في العودة الى الحكم.
لكن كوربن رفض الانصياع واعلن انه سيترشح مجددا في حال تنظيم انتخابات لاختيار رئيس الحزب.
وتكاد الفوضى في حزب العمال تنسي الجميع ان حزب المحافظين غارق في احدى اكبر الازمات في تاريخه.
فقد اعلن رئيس الوزراء كاميرون استقالته كما اعلن وزير المالية جورج اوزبورن أمس كما كان متوقعا انه لن يترشح لخلافته.
وقال «لست الافضل لمنح حزبي الوحدة التي يحتاجها».
وتتجه الانظار كلها الى بوريس جونسون الذي قاد معسكر مؤيدي الخروج من الاتحاد.
لكن صحيفة تايمز اشارت الى وزيرة الداخلية تيريزا ماي كمرشحة تملك حظوظا ايضا لتولي المنصب، بحسب استطلاع.
ويغلق باب الترشحات لرئاسة حزب المحافظين غدا.
ويمنح بعد ذلك نواب الحزب ثلاثة اسابيع لاختيار مرشحين اثنين يصوت لانتخاب احدهما اعضاء الحزب الـ 125 الفا صيف 2016.
وانضم وزير الصحة جيريمي هانت المؤيد للاتحاد الاوروبي وقال انه يفكر جديا في الترشح.
كما دعا الى تنظيم استفتاء ثان بعد التوصل الى اتفاق جديد بين المملكة والاتحاد.
يونكر يتجنب استخدام الإنجليزية
بروكسل - وكالات: تجنب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر استخدام اللغة الإنجليزية في كلمته أمس أمام البرلمان الأوروبي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وجرت العادة أن يستخدم يونكر الإنجليزية حتى ولو خلال جزء من خطبه البرلمانية غير أنه لم يتحدث خلال كلمة أمس سوى بالألمانية والفرنسية رغم أن الإنجليزية إحدى اللغات الرسمية للاتحاد الأوروبي.
غير أن يونكر استخدم لغة المملكة المتحدة عندما أراد مخاطبة المعارض البريطاني اليميني نيجل فراج، الذي يتصدر قائمة المؤيدين للانفصال قائلا له بالإنجليزية: «فوجئت بوجودكم هنا، لقد كافحتم من أجل الخروج، لقد صوت المواطنون لصالح الخروج، لماذا أنتم هنا؟».
لكن فراج أدلى ببعض العبارات التصالحية لرئيس المفوضية الأوروبية فعندما تجمع نواب الاتحاد الأوروبي في جلسة خاصة للبرلمان الأوروبي تقدم فراج إلى رئيس المفوضية وتحدث إليه لفترة وجيزة بشكل ودي على ما يبدو.
وعندما استدار عائدا جذبه يونكر وطبع قبلة على خده.