Note: English translation is not 100% accurate
رغم رائحة الموت والدمار على طول الحدود تجد أهالي الجنوب في كل مكان يستقبلونك بابتسامة وبفرحة الانتصار
الأربعاء
2006/8/30
المصدر : الانباء
لتلك المنطقة خصوصية غابرة في الزمن القريب، الشياح خط تماس فاصل بين منطقتين ومنطقين ولكنها همزة وصل بين ضاحية بيروت الجنوبية وضاحيتها الغربية، منفذ آخر من منافذ العاصمة وتاريخ آخر من الدماء التي عايشتها تلك المنطقة على مدى سنوات طويلة.
مازالت الشياح حتى اليوم تعيش نبض دمائها تحت الركام: عناوين الموت المترعة في زوايا المباني «المشلوحة» على «قارعة» الجرافات تعيد الحدث الى بداياته، فتنسل صور حسين ابن السادسة عشرة من العمر الى ذاكرة الوالدة وهو يختنق تحت الرمل ويعود علي ونور الجنينان لتواكب يوميات الأم انعام خير الدين التي فقدتهما بعد سبع سنوات ونصف السنة من الانتظار، ولا تخلو الحكاية من وعد وهي ابنة الاسبوعين التي غادرت وأذرع الوالدين تحتضنها ويغمران ما تبقى من «اوكسجين» عاطفتهما.
كل أمكنة الردم قابلة للجرف في الضاحية الجنوبية، حي معوض التجاري الذي استهدف خلال اليومين الاخيرين من الحرب كومة تراب وتنشط في «خلاياه» بقايا بضاعة المحال التجارية. هذا الحي تجاري ويعتبر الرافد الاقتصادي للضاحية، كل ما فيه من محال تضرر جزئيا أو كليا حيث الوافد اليه يواكب أسماء المحلات ذات الماركة الأجنبية أو المحال العريقة الغارقة في ضبابية الانتظار، في ظل آلية تعويض مؤجلة بعد «احتلال» المنازل الأولوية.
لم تعد الضاحية الجنوبية ملاذا للفقراء ومتوسطي الحال، باتت عبارة عن ضفتين: ضفة للكثافة السكانية وضفة للغصات المتوالية فصولا عند أزمنة الرعب.
تتتابع مشهديات الحياة: جرف وردم وإعادة بناء وقدرة على التماهي مع واقع يبدو مألوفا يوما بعد آخر.
وحدهم الناس الذين ينتظرون موت ذكرياتهم وأعمارهم تحت كل تلك الحجارة، وحدهم لا يعبأون بالمشهد ويحاولون استنساخ حياة اخرى في الضاحية الجديدة.