أبلغت الإدارة الاميركية حليفتيها في شرق اوروبا الحكومتين التشيكية والپولندية بالتراجع عن نشر عناصر من منظومة درع الدفاع الصاروخية في تشيكيا وپولندا مما أثار على الفور ارتياح موسكو.
وابلغ الرئيس الاميركي باراك اوباما هذا القرار الى رئيس الوزراء التشيكي يان فيشر خلال اتصال هاتفي اجري بينهما امس الاول.
ونقلت وكالة الأنباء التشيكية عن فيشر قوله انه بالرغم من هذا القرار فإن أوباما وعد خلال الاتصال بأن الولايات المتحدة لن تغير مقاربتها للاتفاقات حول التعاون العلمي مع تشيكيا. وقال «لقد اتصل بي الرئيس الاميركي باراك اوباما بعيد منتصف الليل(امس الاول) ليبلغني بان ادارته عدلت عن مشروعها نصب قاعدة رادار على الاراضي التشيكية».
پولندا: التراجع إخفاق سياسي
كذلك أجرى مسؤولون اميركيون وپولنديون محادثات في وارسو امس اذ قال مصدر پولندي بارز مقرب من المفاوضات ان واشنطن أخبرت پولندا بأنها لن تنشر عناصر درع صاروخية دفاعية مقررة في الاراضي الپولندية «في الوقت الحالي».
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لرويترز بعد محادثات بين مسؤولين أميركيين وپولنديين في وارسو «سلم الأميركيون لنا رسالة مثل التي أعطوها للتشيكيين. لن تنشر صواريخ اعتراضية في أراضينا (پولندا) في الوقت الحالي».
هذا واعتبر مسؤول امني رفيع المستوى في پولندا ان تخلي الولايات المتحدة عن مشروع الدرع إخفاق سياسي لادارة اوباما في اوروبا الوسطى.
وقال الكساندر زيغلو وهو مسؤول مكتب الامن القومي التابع للرئاسة الپولندية عبر قناة «تي في ان 24»: «ان تأكد ذلك فسيكون اخفاقا للمخطط الاميركي البعيد الامد لهذه المنطقة من اوروبا».
وذكر ان مشروع الدرع المضادة للصواريخ لم يكن له اهداف عسكرية فحسب بل كان له بعد «سياسي واستراتيجي» في اوروبا الوسطى ايضا.
نظام متحرك بديل للثابت
إلى ذلك، قال مسؤول دفاعي أميركي إن الولايات المتحدة قررت تعديل برنامجها للدرع الصاروخية في شرق أوروبا بحيث يتمكن بصورة أفضل من التصدي لخطر الصواريخ الإيرانية القصيرة والمتوسطة المدى.
وقال المسؤول إن النظام سيبتعد عن فكرة وضع نظام رادار ضخم ثابت وسيركز على وضع نظام متحرك متعدد الطبقات قابل للتكيف حسب الاحتياجات مشيرا إلى أن معلومات المخابرات تظهر أن إيران تركز الآن على الصواريخ القصيرة المدى أكثر من تركيزها على الصواريخ العابرة للقارات.
ارتياح في موسكو
وأثار القرار الأميركي ارتياحا في موسكو، اذ قال مصدر في الخارجية الروسية ان بلاده تملك جميع الأسباب للإعراب عن ارتياحها إزاء ذلك. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن المصدر قوله «اذا كانت لدى الولايات المتحدة فعلا النية في التخلي عن خططها بنشر مكونات الدرع الصاروخية في پولندا وتشيكيا فهذا نبأ سار بداهة».
ونقلت وكالة ايتار ـ تاس من جهتها عن مصدر في الخارجية الروسية قوله «نحن ننتظر تأكيدا رسميا من واشنطن. وفي حال تم اتخاذ مثل هذا القرار فان مخاوف الجانب الروسي تكون قد أخذت في الاعتبار وسيكون من شأن ذلك الإسهام في تطوير العلاقات الروسية ـ الاميركية».