إسقاط الحريري: حذر رئيس عربي من ان عدم تشكيل حكومة في لبنان مرتبط في جزء واضح منه بالرئيس المكلف نفسه، حيث ان جهات محلية واقليمية تريد ان تجوّف القوة النيابية والتمثيلية والشعبية للنائب سعد الحريري، لتبهت صورته في رأي ناخبيه وفي الوسط الذي يمثله لإضعافه تمهيدا لإسقاطه.
ورقة تفاوض: ترى أوساط الرئيس المكلف انه إذا كررت المعارضة خلال مشاورات التأليف المقبلة الشروط السابقة التي رفعتها، فهذا سيثبت ان قرار تعطيل تشكيل الحكومة هو قرار إقليمي بامتياز، لافتة الانتباه الى ان من بين رزمة الاقتراحات الايرانية المرفوعة الى الدول الست بخصوص الملف النووي بندا يحمل عنوان «تسهيل الأوضاع في لبنان»، ما يؤشر بوضوح الى ان طهران تستخدم الوضع اللبناني كجزء من الأوراق التفاوضية مع الغرب.
وضع مقلق: في الأكثرية من راهن على «وسطية» الرئيس نبيه بري مرتكزا على خطابه الوسطي. وذهب بعضهم الى حد ربط انتقال النائب وليد جنبلاط الى «منزلة بين منزلتين» على انه ملاقاة لبري في منتصف الطريق ليشكلا قوة نيابية ضاغطة ومقررة في الحياة السياسية اللبنانية تكسر الاصطفافات الحادة.
والحال، في رأي مصادر الأكثرية، ان جنبلاط انتقل الى المنزلة الجديدة، في حين ان بري ظل مكانه في صلب فريق وانتهى به الأمر بتغطية مناورة «حزب الله» ـ عون التي أحبطت قيام الحكومة، ثم بالاسهام في كشف زعيم سنّة لبنان سعد الحريري في التكليف الثاني ميثاقيا. ومع أن لا قيمة قانونية للامر، إلا انه يعكس وضعا مقلقا للغاية على الصعيد الوطني.
العقبة الأهم: رد اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة الاعتبار لعدة أصوات أو نواب في كتلته كان رأيهم متفقا بعد الانتخابات على ألا يقبل بالتكليف لأنه لم يحن الأوان ليكون رئيسا للوزراء، وان هذا الأوان لن يأتي الا بعد الانتهاء من المحكمة الدولية. وقد وصف هؤلاء النواب في حينه بالمتشائمين، لكن الحريري كان يذكرهم عند كل عقبة، ثم اكتشف ان المحكمة هي احدى العقبات الأهم لتشكيل الحكومة.
التكليفان الأول والثاني: في رأي مصادر معارضة ان الحريري لا يدخل الى «التكليف الثاني»، على الحصان ذاته الذي دخل فيه الى «التكليف الأول» تحت عنوان «رئيس حكومة كل لبنان»، الذي عرضه الاعتذار ومقدماته لأكثر من تصدع، وربما أنهى مفاعيله، وبالتالي فإن النسبة النيابية المتواضعة الصافية أكثريا، لا تلبي ذاك العنوان، وبالتالي أفلتت من يد الحريري فرصة ثمينة ليتربع على عرش السلطة التنفيذية كرئيس حكومة مترامي الاطراف السياسية. كما ان هذه النسبة التي سمت الحريري قد لا تلبي اصلا ما يطمح إليه «الرئيس الشاب»، فهي كيفما قلبها ومهما حاول الهروب من وقعها، نسبة غير مرضية للحريري وتؤشر الى حقيقة التراجع الذي مني به، بالفشل أولا في الامتحان في تشكيل حكومة، وثانيا بانخفاض مستوى المرشحين له من 86 نائبا في «التكليف الأول» الى 73 نائبا في «التكليف الثاني».
زحلة بالقلب: الخلاف بين النائبين ايلي ماروني ونقولا فتوش يعود الى فترة الانتخابات، ذلك ان ماروني نال 49328 صوتا وهو أعلى رقم حققه عضو في لائحة «زحلة بالقلب»، في حين ان فتوش نال 47709 أصوات ولم يكن الأول في المرشحين الكاثوليك لأن طوني أبو خاطر نال 48019 صوتا. ويقول المطلعون على مسار الخلافات ان فتوش سجل على ماروني حجب أصوات الكتائبيين عنه بدليل الفارق في الأصوات الذي بلغ 1619 صوتا، تقول مصادر ماكينة فتوش انها تعود في معظمها لمحازبين كتائبيين، هذا الخلاف أدى عمليا الى تفكك وترنح كتلة «زحلة بالقلب» مع بداية الاستعدادات للانتخابات البلدية في الربيع المقبل، لأن من شأن تفكك الكتلة ان تكون له انعكاسات ميدانية ولدى الناخبين الأكثريين، لا سيما ان ثلاثة من أعضاء الكتلة باتوا عمليا في حضن «القوات اللبنانية»، وموقع ماروني مضمون لدى كتلة نواب الكتائب، فيما اختار العضوان الآخران عقاب صقر وعاصم عراجي «لبنان أولا» وتيار «المستقبل» مكانا للتموضع فيه، ولم يبق سوى النائب نقولا فتوش في «قلب» زحلة.
خطاب أرسلان غدا: يلقي الوزير طلال ارسلان غدا الأحد خطابا سياسيا شاملا في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال رفيقه القيادي في الحزب اللبناني الديموقراطي صالح العريضي الذي يقام في بلدة بيصور. في كلمته سينعى ارسلان النظام اللبناني ويقول انه «سقط بكل المقاييس ولا أفق له الا الفتنة»، وسيدعو بالتالي الى صياغة نظام جديد لا يهجر الأجيال الشابة من وطنهم الأم. كما سيتناول الوضع الحكومي ويكرر موقفه الرافض لصيغة 15-10-5 لأنه طرح الصيغة البديلة في لقائه مع الرئيس الحريري خلال زيارته له في «بيت الوسط» )تذويب 8 و14 آذار). وتطرق الى هيئة الحوار الوطني، مطالبا بتوسيعها لتشمل جميع الأقطاب، مشددا عل التفاهم اللبناني - اللبناني قبل الاعتماد على معادلات عربية واقليمية.