بيروت ـ عمر حبنجر
بعد استشارات التكليف، بدأت مشاورات التأليف وتوزيع الحقائب والاسماء، فقد انتقل الرئيس المكلف سعد الحريري امس الى جولة مشاورات جديدة محصورة برؤساء الكتل وهدفها توزيع الحقائب وتعيين الاسماء، وقد التقى لهذه الغاية رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، ويلتقي تباعا الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون والرئيس امين الجميل ود.سمير جعجع والحاج حسين خليل، وقبل هذا وذاك وضع الرئيس ميشال سليمان بأجواء الطروحات النيابية والمطالب.
الحريري لحكومة كل لبنان
وقال الحريري، ردا على سؤال حول الصيغة الحكومية التي يرى: انا مع حكومة كل لبنان، الا انه لم يفصح عن شكل الحكومة التي يرى، مصغرة هي، او كما هي، حكومة ميثاقية، ام حكومة وحدة وطنية، حكومة اقطاب ام حكومة تكنوقراط، او حكومة اقطاب مطعمة بالتكنوقراط.
لا وضوح في هذا الشأن بعد، رغم تقارب المناخات الدولية والاقليمية، فاجتماع الدول الست في جنيڤ لم يخرج بما يستفز الطرف الايراني، وزيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى دمشق وحلب لازالت قيد التحضير، وبالتالي لا مبرر لمواصلة الدوران في الدوامة او لتمضية الوقت اللبناني في قياس المعادلة السياسية الراهنة، بين التفاؤل والتشاؤم، ومن هم اكثر ومن هو اقل، علما ان مختلف الفرقاء في لبنان يدركون ان لبنان ليس وحده في جعبة الملفات السعودية ـ السورية، ولا هو كذلك في سلة القضايا العالقة بين الدول الغربية وايران.
حكومة مختلطة
الا ان اسهم «الحكومة المختلطة» هي المتقدمة، والمختلطة تعني حكومة اقطاب وتكنوقراط، الاقطاب لتغطية المواقف السياسية للدولة، بوصف مجلس الوزراء السلطة السياسية الجامعة والتكنوقراط او الخبراء لادارة عجلة الدولة المالية والاقتصادية والخدماتية وكل ما له علاقة بمصالح الناس.
ومن المؤكد ان الصيغة النهائية ستتبلور في ضوء المشاورات الجديدة التي باشرها الرئيس المكلف مع رؤساء الكتل النيابية وذوي الوزن السياسي في البلد. وفي هذا السياق، كرر نائب بيروت محمد قباني ما اكد عليه الرئيس سعد الحريري بخصوص بناء الثقة، معتبرا في تصريح له امس ان المشاورات الراهنة ستشكل اختبارا للثقة بين جميع الاطراف، داعيا الى «المرونة في التعاطي».
قباني قال عن توزير الخاسرين في الانتخابات: هذا الامر قد يطرح اشكالية، رغم تقبله من جانب بعض المراجع، واكد ان هذا الامر لن يكون محصورا بالوزير جبران باسيل.
نصف انتصار
وعلى ذكر الوزير باسيل، فقد علمت «الأنباء» ان التفاهم تم على توزير باسيل، انما بعيدا عن وزارة الاتصالات، وهكذا يكون العماد عون حقق نصف انتصار بتوزير صهره مقابل نصف انتصار للرئيس الحريري يتمثل بابعاد باسيل عن حقيبة الاتصالات ذات الاهمية الامنية والمالية.
رفض الخاسرين
النائب احمد فتفت (المستقبل) تحدث امس عن معطيات متناقضة بعض الشيء، هناك كلام ايجابي في الداخل يتناقض مع كلام سلبي في الخارج وعلى صفحات بعض الصحف، والتي تحدثت عن نظام لبناني ميت سريريا.
واضاف: اذا كانت الاطراف المعنية متجهة جيدا لتشكيل حكومة فإنها لا تحتاج الى وقت طويل، لكن اذا طال الوقت فمعنى ذلك اننا عائدون الى التشاؤم.
وتوقع فتفت ان تصدر تشكيلة الحكومة خلال ايام، واذا تجاوز الامر الايام المعدودة فهذا يعني ان العراقيل مستمرة، وقد كان الرئيس المكلف سعد الحريري بالغ الحذر عندما قال انه يسعى لحكومة وحدة وطنية، انما اذا عادت العراقيل مع الدخول في التفاصيل فسيكون هناك امر آخر.
مخرج حكومي
وعن موضوع توزير الراسبين، قال ان العرف يمنع توزير هؤلاء في اول حكومة بعد الانتخابات، ثم ان الامر ليس موجها ضد الوزير جبران باسيل شخصيا، بل ان هناك عددا من الراسبين يريدون ان يوزروا وهذا يطلق معادلات نصعب معالجتها سياسيا ومنطقيا.
وتحدث فتفت عن «مخرج» حكومي يقوم على تشكيل حكومة اقطاب مطعمة بتكنوقراط، وقال ان هذا الموضوع مطروح منذ فترة، وهو نوع من حل وسط، يخرجنا من المعادلات الرقمية، نافيا ان يكون الرئيس المكلف طرح مثل هذا الامر.
مرحلة جديدة
عضو كتلة الوفاء للمقاومة د.علي فياض قال تعليقا على التطورات الحكومية: لا شك اننا امام مرحلة جديدة، وان البحث يتناول البحث عن مخارج بحيث لا يكون هناك خاسر ورابح.
وعن صحة المعلومات عن امكان اعطاء حقيبة وزارة الاتصالات للوزير الوسطي عدنان السيد حسين، قال د.فياض: هذه الفكرة جرى تداولها، لكن لم يتم الاتفاق على شيء بعد، انما اتفق على البحث عن المخارج التي لا تحرج احدا وتحفظ ماء وجهه.
الجميل قلق
رئيس حزب الكتائب امين الجميل قلق على مستوى تمثيل الكتائب في الحكومة العتيدة، وقد شدد في تصريح له امس على ضرورة انصاف حزبه في التمثيل الحكومي، وقال ان استحضار التعطيل الخارجي يتم من قبل حزب الله وسلاحه المرتبط بايران.
واضاف: لكن ما اخشاه الا يتغير شيء في حال شكلت الحكومة، فغدا سنقع في خلاف كبير بالبيان الوزاري طالما ان هناك فريقا قادرا على التعطيل، عند اي خلاف على تعيين مدير عام، هناك تهويل بالوجود على الارض بالسلاح، الامر الذي يجعل حكم البلد شبه مستحيل.
حكومة ميثاقية
رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية د.سمير جعجع رأى ان المعارضة لا تتصرف بجدية لأنها لا تريد حكومة وتضع العماد عون في الساحة وتتلطى وراءه.
جعجع اعتبر في تقييمه لنتائج المشاورات النيابية حول الحكومة ان قوى 8 آذار اطلقت اجواء ايجابية وتفاؤلية لكن لا شيء جديدا على صعيد تسهيل تشكيل الحكومة.
وكان النائب انطوان زهرة قد دعا بعد لقاء كتلة القوات الرئيس المكلف سعد الحريري الى تشكيل حكومة ميثاقية في حال استمرت المعارضة في سياسة المماطلة. وتعني الحكومة الميثاقية احترام المادة 95 من الدستور باشراك كل الطوائف، وليس بالضرورة اشراك كل التيارات والاحزاب، وقال زهرة موضحا: اننا لا ندعو الى استبعاد احد انما ندعو الى عدم الوقوف امام شرط احد بمن فيهم نحن.