بيروت ـ عمر حبنجر
نقلـــت مصـــادر مــوثــوقـــــة لـ «الأنباء» عن مرجع لبناني مسؤول ان جهودا تبذل لانجاز تشكيل الحكومة منتصف هذا الشهر، والا فإن عملية التشكيل ستتأخر الى ما بعد الانتخابات التشريعية العراقية المنتظرة في منتصف يناير المقبل. ورد المرجع توقعه هذا الى ارتباط الوضع اللبناني بالوضع الاقليمي الذي يشكل الموقف السياسي في العراق مرتكزا اساسيا فيه، خصوصا في ظل عزم الاميركيين الانسحاب وتنازع القوى الاقليمية، ايرانية وعربية وتركية، على حجز مواطئ قدم ثابتة لها في مستقبل بلاد الرافدين.
هذا التوقع عاكس رؤية مصادر رسمية امكانية تظهير سريع لنتائج القمة السعودية ـ السورية على مستوى ازمة تشكيل الحكومة اللبنانية، وتأمل ان يتبدى ذلك في التحرك المقبل للرئيس المكلف سعد الحريري استنادا الى معطيات لقاء السيد حسن نصرالله مع النائب وليد جنبلاط المساعدة.
وتوقعت المصادر لـ «النهار» احتمال ابصار الحكومة العتيدة النور الاسبوع المقبل، وان الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى بعبدا ستحمل تطورا على صعيد التشكيلة الحكومية، بيد ان هذه المصادر تحدثت عن فترة انتظار تسبق الشروع في التشكيل الحكومي بهدف تعميم ايجابيات القمة السعودية ـ السورية عربيا.
وفي هذا المجال، اوفد حزب الله المعاون السياسي لامينه العام الحاج حسين خليل وحركة امل المساعد السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل الى دمشق لاستطلاع اجواء القمة وما بعدها على الصعيد اللبناني.
بري: انطباعاتي إيجابية
بيد ان اوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري نقلت عنه امس انه تلقى انطباعات ايجابية من اتصال اجراه معه الرئيس ميشال سليمان، كما ان بري اعطى اشارات ايجابية من خلال تعيينه جلسة لمجلس النواب في العشرين من هذا الشهر دلالة على ضرورة تأليف الحكومة قبل هذا التاريخ.
ويقلل من دلالات هذا التعيين لموعد الجلسة النيابية كونه تعيينا حكميا وليس تقديريا، فالنظام الداخلي للمجلس يلزمه بدعوته الى الانعقاد في دورته العادية الثانية في اول ثلاثاء بعد 15 الجاري لتجديد انتخاب هيئة مكتب المجلس ورؤساء ومقرري اللجان النيابية، الا ان هذا الانعقاد يصبح بلا جدوى مادام ليس هناك من حكومة فعلية. وثمة معطى آخر يدعم التفاؤل بتشكيل قريب للحكومة يتمثل في عزم الرئيس ميشال سليمان زيارة اسبانيا في 18 الجاري مما يؤمل معه ان تتشكل الحكومة قبل هذا التاريخ. وبحسب مصدر رئاسي فإن رئيس الجمهورية مرتاح جدا لما عرضه الرئيس الاسد في اتصاله الهاتفي معه بعد انفضاض قمته مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو ما عزز تفاؤل رئيس مجلس النواب.
ولوحظ بالمناسبة انه لم يجر اتصال علني من الجانب السعودي مع اي طرف لبناني رسمي حول اجواء القمة، الا ان بعض التوقعات المحلية رجحت خروج اللقاء المنتظر بين الرئيس سليمان والرئيس المكلف سعد الحريري بصورة متكاملة للوضع. واعتبرت مراجع سياسية ان تأكيد القمة على حكومة الوحدة الوطنية هو ايجابية كبرى بحاجة الى ترجمة، المراجع قالت لـ «السفير» ان نتائج القمة تلقي على الرئيس المكلف سعد الحريري مسؤولية حسن استقبالها، لاسيما انها تضعه في موقع المعني الاول والمباشر في تظهير تلك الايجابية والبناء عليها بصورة سريعة.
بري إلى قطر فالإمارات
وغادر الرئيس بري الى قطر امس في زيارة رسمية ومنها غدا الاثنين الى الامارات العربية المتحدة، حيث سيشارك في معالجة اوضاع المبعدين الشيعة من هناك.
واعرب بري عن امله ان تأخذ مسألة المبعدين طريقها الى الحل الطبيعي بما يؤدي الى حل جذري ونهائي ينبثق من عرى الصداقة والعلاقة الاخوية القائمة بين لبنان والامارات العربية الشقيقة، سيما انه تبلغ ان الاجراءات توقفت بحق اللبنانيين. الرئيس المكلف سعد الحريري تابع بدوره مسألة المبعدين من الامارات العربية المتحدة والتقى وفد جمعية الصداقة اللبنانية ـ الاماراتية ودعا الى اعتماد الهدوء بعيدا عن المزايدات الاعلامية. وبالعودة إلى ارتدادات القمة السعودية ـ السورية، لاحظ رئيس حزب الكتائب امين الجميل من السراي الحكمي مؤشرات لحلول قريبة على الصعيد الحكومي، مبديا في الوقت ذاته تخوفه من ان منطق السابع من مايو هو السائد لدى البعض. وقال: نحن نعول على كل لقاء عربي، لاسيما لجهة ايجاد حل للازمة الحكومية. وعلمت «الأنباء» ان الجميل قلق من امكانية عدم حصول حزب الكتائب على اكثر من وزير واحد مقابل اثنين للقوات اللبنانية وخمسة للعماد عون.
اما رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع فقد نقل عن الرئيس المكلف سعد الحريري ان أفرقاء 8 آذار يظهرون بعض المرونة في جولة المشاورات الجديدة، لكنه رأى الا مشكلة في الانتظار اسبوعا او اكثر لتشكيل الحكومة، وقال انه بين حكومة وفاق وطني وحكومة اكثرية، يفضل حكومة وفاق وطني لكن بين حكومة اكثرية أو لا حكومة فأفضل حكومة اكثرية.