خبرة الرئيس السياسية: الدخول الرئاسي على خط تشكيل الحكومة ومن باب الاشارة الى ان «عدم توزير الراسبين ليس دستورا، واذا كان عرفا فإنه خرق اكثر من مرة»، أعجب المعارضة بالمؤكد فلاقاه العماد عون بالقول انه موقف صحيح، لكنه لم يعجب قيادات 14 آذار التي تخوض اعنف المعارك ضد توزير جبران باسيل، والواضح ان هذه القيادات فضلت عدم الدخول في سجال من اجل عدم التعرض لرئيس الجمهورية وعدم تعريض العلاقة معه. ولكن أوساطا مطلعة ترى ان رئيس الجمهورية اختار عدم الانحياز لأي فريق او جهة سياسية، وهذا الخيار خبره الرئيس ونجح به في المؤسسة العسكرية التي نأى بها سليمان عن السياسة وتجاذبات السياسيين. وترى الأوساط ان ما قاله الرئيس اخيرا ينم عن خبرة سياسية وله دلالات في عدة اتجاهات:
عون في التكليف الثاني: العماد ميشال عون الذي لم يكن يبدي التجاوب الملحوظ في اللقاء المباشر مع الحريري وكان يفضل ان يرسل صهره لعقد اللقاءات الثنائية في مرحلة التكليف الاول عدل موقفه بشكل ايجابي في الاستشارات الاخيرة وبدا اكثر انفتاحا من السابق. ووفق الاوساط السياسية المراقبة، فإن هناك اعتبارات عززت هذا المنحى لدى عون لعل ابرزها:
1 ـ ان الاسلوب الجديد الذي اتبعه الحريري في الاستشارات قد لاقى استحسانا وتأييدا من العماد عون.
2 ـ إن اهتمام الرئيس الحريري بمناقشة عون وكتلته بشكل دقيق ومفصل عكس ما يمكن وصفه باحترام الرئيس المكلف لخصوصية وموقع عون وتكتله.
أسئلة وتقديرات: اسئلة كثيرة، وتقديرات متباعدة، لا ثابت فيها على المستوى المحلي، سوى أمرين: الاول انه في حال لم تشكل الحكومة في الايام المقبلة، فالقناعة لدى الجميع بأنه لن تكون هناك حكومة في المدى المنظور، في أحسن الاحوال حتى الانتخابات العراقية المقبلة نهاية العام الحالي. والثاني ان سعد الحريري لن يعتذر هذه المرة.