صدق مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة امس على تقرير اتهم اسرائيل وحركة حماس بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب التي دارت في قطاع غزة في ديسمبر ويناير الماضيين.
وفي جلسة خاصة وافق 25 من اعضاء المجلس على القرار الذي وبخ اسرائيل لاخفاقها في التعاون مع بعثة الامم المتحدة التي قادها القاضي ريتشارد غولدستون وهو من جنوب أفريقيا بينما صوت ضد القرار 6 اعضاء وامتنع 11 آخرون.
ويتألف المجلس من 47 دولة عضوا علما ان المشروع اقترحته في جلسة استثنائية السلطة الفلسطينية بدعم من المجموعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ودول عدم الانحياز والدول الافريقية التي تشكل غالبية في المجلس. ويدعو التقرير مجلس الامن الى احالة القضية الى المحكمة الجنائية الدولية اذا لم يحقق الاسرائيليون والفلسطينيون في الانتهاكات المزعومة بأنفسهم. وتأمل لجنة غولدستون بعد اعتماد التقرير ان يحيله الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى مجلس الامن لاتخاذ الاجراءات اللازمة والتي يمكن ان تكون الاحالة الى المحكمة الجنائية الدولية. كما دان القرار الاجراءات الاسرائيلية الاخيرة في القدس الشرقية المحتلة مطالبا تل ابيب باحترام الحقوق الدينية والثقافية في الاراضي الفلسطينية المحتلة كما هو منصوص عليه في الاعلان العالمي لحقوق الانسان والمواثيق الدولية المعنية واتفاقيات لاهاي وجنيڤ.
ويطالب القرار اسرائيل بالوقف الفوري لعمليات التنقيب تحت المسجد الاقصى الشريف وما حوله او تغيير المعالم المقدسة اسلامية كانت او مسيحية في الاراضي الفلسطينية المحتلة وفي القدس الشرقية.
ودان القرار كذلك عدم تعاون سلطة الاحتلال الاسرائيلي مع بعثة تقصي الحقائق وأيد التوصيات الصادرة عن تقرير القاضي غولدستون وطالب جميع الاطراف بما فيها منظمة الامم المتحدة بتطبيق توصيات التقرير.
حماس والسلطة ترحبان
ازاء ذلك، رحبت السلطة الفلسطينية بقرار مجلس حقوق الانسان الموافقة على تقرير غولدستون وعبرت عن املها في متابعته في مجلس الامن الدولي. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس ان «السلطة الفلسطينية ترحب بقرار مجلس حقوق الانسان» الموافقة على تقرير غولدستون. واضاف «نامل الا يكون قرار المجلس مجرد قرار» و«نأمل متابعته وفق اليات تنفيذ في مجلس الامن الدولي واعتماده من قبله ضد الجرائم الاسرائيلية لضمان وقف تكرارها».
كما عبر عن امله في «اعتماد القرار في الجمعية العامة للامم المتحدة».
ومن المقرر أن يحال تقرير غولدستون الى الجمعية العامة للأمم المتحدة. كذلك رحبت الحكومة الفلسطينية المقالة بقيادة حركة حماس في غزة باعتماد مجلس حقوق الانسان لتقرير غولدستون. وقال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة لوكالة فرانس برس «الحكومة الفلسطينية ترحب بالموافقة على التصويت على تقرير غولدستون وتشكر الدول المصوتة لصالح التقرير». وتابع «ندعو لان يكون التصويت على القرار بداية لمحاكمة قادة الاحتلال».
فشل حملة إسرائيل الديبلوماسية
وكانت اسرائيل قد شنت حملة ديبلوماسية لاقناع حلفائها في مجلس حقوق الانسان بالتصويت ضد التقرير. وافادت صحيفة التايمز الصادرة امس بأن اسرائيل هددت بالانسحاب من مفاوضات السلام مع الفلسطينيين بعد رفض بريطانيا ودول أوروبية أخرى دعمها في التصويت.
كذلك ذكرت صحيفة هآرتس أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خصص معظم وقته في الأيام الأخيرة للموضوع لكنه فشل في إقناع نظرائه الأوروبيين خصوصا بالتصويت ضد التقرير كما أنه كان يعقد عدة اجتماعات يوميا خلال الأيام الثلاثة الماضية للتداول في موضوع التقرير.
وبعد ان فشلت في اقناع بريطانيا بالتصويت ضد التقرير ركزت إسرائيل جهودها الاخيرة لإقناع فرنسا وهولندا والدنمارك واسبانيا لمعارضة التقرير.
وذكرت «التايمز» ان بريطانيا تريد الامتناع عن التصويت على التقرير حرصا على موقع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي تعرض لضغوط داخلية بسبب طلب مندوبه في الجلسة السابقة لمجلس حقوق الانسان التأجيل على التصويت.