أعلن الرئيس الغامبي المنتهية ولايته، يحيى جامع، امس، موافقته على التنحي عن السلطة حقنا للدماء، وذلك بعد ان اكد الرئيسان الموريتاني والغيني من قبل انهما حصلا على موافقة جامع المبدئية على ان يغادر غامبيا.
وأسفرت المفاوضات حول شروط رحيل جامع الى تمديد تعليق العملية العسكرية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا «إيكواس» من اجل اجباره على مغادرة منصبه.
وقالت مصادر سياسية انه عرض على الرئيس المتنحي، اللجوء الى غينيا او المغرب، كما ورد الحديث عن موريتانيا وغينيا الاستوائية كدول مرشحة لاستقباله.
وطرح جامع شروطا لمغادرته بما في ذلك الحماية من الملاحقة القضائية المستقبلية، وطلب أيضا السماح له بالمنافسة في انتخابات مستقبلية في غامبيا.
وأوضح محمد ولد عبدالعزيز الرئيس الموريتاني الذي قام بوساطة أخيرة لإنهاء الأزمة سلميا في غامبيا، أن «الاتفاق تضمن مغادرة جامع إلى دولة افريقية (لم يسمها) مع كامل الضمانات له ولأسرته ولمناصريه، وأن بوسعه الرجوع إلى بلده متى شاء وكيف شاء».
ولفت إلى أن ما أسماها «حكمة وتضحية» جامع، والجهود المشتركة للوساطة، أفضت إلى التوصل إلى هذا الاتفاق الذي وصفه بـ «التاريخي»، مشيرا إلى أن «الاتفاق انتصار للسلم والتنمية والاستقرار، ليس في غامبيا وحدها وإنما في المنطقة برمتها».
ونقل التلفزيون الرسمي في غامبيا عن جامع قوله، امس، إنه «فضل التنحي عن الحكم من أجل حل الأزمة السياسية في البلاد، حقنا للدماء».
وأضاف: «أثبتت غامبيا رغبتها في تحديد مستقبلها ومصيرها، من خلال الضحايا التي قدمناها نحن وأسلافنا من أجل الوطن».
وأكد جامع انه اتخذ بنفسه قرار مغادرته السلطة بعد ازمة استمرت اسابيع، على الرغم من الضغوط القوية التي مارسها قادة دول غرب افريقيا لدفعه الى الانسحاب وحملة عسكرية لهذه المجموعة داخل الأراضي الغامبية، وقال «لم يمل علي احد قراري الذي اتخذته اليوم من اجل مصلحتكم العليا، انتم الشعب الغامبي وبلدنا العزيز».
وكان الرئيس الغامبي الجديد أداما بارو، قد اعلن أمس الأول، أن «المنتهية ولايته يحيى جامع، وافق على التخلي عن السلطة ومغادرة البلاد».