عواصم ـ وكالات: هزت باكستان امس ثلاثة اعتداءات دامية اوقعت 23 قتيلا على الاقل وعشرات الجرحى، في حين تواصل هجوم الجيش ضد طالبان لليوم السادس على التوالي في جنوب وزيرستان مؤديا الى مقتل 160 شخصا.
ومنذ اطلاق العملية السبت الماضي قتل 13 مقاتلا متطرفا بينهم ستة اوزبكستانيين وجنديان في الساعات الـ 24 الأخيرة ليرتفع عدد القتلى في صفوف المتمردين منذ بدء العملية الى 142 وفي صفوف الجيش الى عشرين.
ويحظر دخول اي جهة مستقلة منطقة النزاعات من اجل التحقق من المحصلات التي تصدر عن القيادة العسكرية على الارض.
وتتركز المواجهات في محيط قرى سراروغا وجندولا حيث اكتشفت مجموعة من الخنادق والمخابئ وفي محيط كوتكاي، مسقط رأس زعيم طالبان باكستان حكيم الله محسود ونزح نحو 120 الف مدني من منطقة النزاعات.
حفل زفاف
وعودة الى اعتداءات الامس، قتل 15 شخصا على الاقل كانوا متوجهين للمشاركة في حفل زفاف في المناطق القبلية شمال غرب باكستان، في انفجار لغم عند مرور حافلتهم.
ووقع الانفجار في سوراندارا في اقليم مهمند على طريق تسلكه القوات شبه العسكرية المحلية التي تكافح مقاتلين اسلاميين مرتبطين بحركة طالبان وتنظيم القاعدة.
وقال المسؤول في الادارة المحلية مقصود خان ان «انفجر لغم لدى مرور حافلة تقل مدعوين الى حفل زفاف ما ادى الى مقتل 15 شخصا وجرح ستة آخرين».
واكد المسؤول المحلي رسول خان هذه الحصيلة، موضحا ان معظم الضحايا من النساء والاطفال.
وكانت باكستان تعرضت في وقت سابق امس لاعتداءين جديدين يندرجان في موجة الهجمات التي أوقعت 200 قتيل في غضون 19 يوما.
والاعتداء الاول استهدف نقطة مراقبة على مقربة من قاعدة جوية مهمة في قمرة غرب اسلام اباد، ومطعما في بيشاور، كبرى مدن شمال غرب البلاد.
واعلن قائد الشرطة المحلية فخر سلطان «ان ستة مدنيين وعنصرين من القوات الجوية قتلوا في الاعتداء الانتحاري في قمرة»، معلنا ارتفاع حصيلة سابقة اشارت الى مقتل سبعة اشخاص وأصيب خمسة عشر جنديا في سلاح الجو بجروح ايضا.
ووقع الهجوم عند نقطة مراقبة قرب القاعدة الجوية على الطريق الرئيسي بين بيشاور والعاصمة اسلام اباد.
وبعد بضع ساعات، انفجرت سيارة مفخخة امام مطعم في بيشاور، في حي فخم بحياة اباد، مما اسفر عن خمسة عشر جريحا، بحسب حصيلة جديدة اعلنها المسؤول في الادارة المحلية صاحب زادة محمد انيس.
وتقع بيشاور على حدود المناطق القبلية حيث يتحصن عناصر طالبان الباكستانية والمقاتلون الموالون لتنظيم القاعدة. وتعرضت المدينة لست هجمات في الاشهر الاربعة الاخيرة.
ولم تتبن اي جهة مسؤولية الاعتداءات التي تندرج في اطار سلسلة هجمات تشنها حركة طالبان الباكستانية وتستهدف خصوصا القوات المسلحة.
النفقات العسكرية
الى ذلك، وافق اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي امس الاول على مشروع قانون حول النفقات العسكرية بقيمة 680 مليار دولار للسنة المالية 2010 اعده الپنتاغون ويشمل شروطا جديدة وصارمة على المساعدة العسكرية لباكستان، فيما لايزال المسؤولون الباكستانيون مستائين من الشروط السابقة.
وصوت مجلس الشيوخ بـ 68 صوتا لصالح مشروع القانون مقابل 29 صوتا معارضا له. وكان مجلس النواب صوت لصالح مشروع القانون بـ 281 صوتا مقابل 146 صوتا معارضا في الثامن من اكتوبر، وستتم احالته الان الى الرئيس باراك اوباما للتوقيع عليه.
وتشمل هذه القيود متابعة وجهة استخدام المعدات العسكرية التي ترسل الى باكستان والحرص على الا تتسبب المساعدات الاميركية بتغيير في ميزان القوى في المنطقة، في اشارة الى توتر العلاقات مع الهند.