اعتمد قادة الاتحاد الأوروبي بالاجماع، امس، المبادئ التوجيهية الكبرى التي ستحدد مسار المفاوضين الاوروبيين خلال عملية خروج بريطانيا من الاتحاد «بريكست»، فيما شدد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على ضرورة ان تدفع لندن ثمن خروجها.
جاء ذلك بعد شهر على إبلاغ لندن الاتحاد الأوروبي رسميا بعزمها الخروج من صفوفه وبعد عشرة اشهر على الاستفتاء البريطاني.
وأعلن رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك عقب افتتاح أول قمة استثنائية في بروكسل للدول الاعضاء الـ27 حول «بريكست» انه «تم تبني المبادئ التوجيهية للمفاوضات بالإجماع.
التفويض الحازم والمنصف لاعضاء الاتحاد الـ27 حول مفاوضات بريكست جاهز». ولفت توسك بهذا الصدد إلى أن المفوضية الأوروبية التي تشرف على المفاوضات وضعت قائمة بالحقوق الواجب حمايتها للمواطنين الذين سيتضررون جراء بريسكت، وهم ثلاثة ملايين أوروبي يقيمون أو يعملون في بريطانيا ويخشون على إقاماتهم، وكذلك مليون بريطاني يقيمون في باقي الاتحاد الأوروبي. ولفت بالقول «نريد جميعا علاقة مستقبلية قوية مع المملكة المتحدة»، مشددا على أنه قبل الكلام عن المستقبل، على الأوروبيين تسديد حسابات الماضي مع بريطانيا التي ظلت شريكة لهم على مدى أربعين عاما.
وسترسي «توجيهات المفاوضات» النهج «التدريجي» الذي يدعو إليه الأوروبيون، والمبدأ القاضي بإحراز «تقدم كاف» في المفاوضات حول النقاط الثلاث الأساسية التي حددها الاتحاد الأوروبي، وهي حقوق المواطنين والفاتورة المترتبة على بريطانيا والمسألة الإيرلندية، قبل الانتقال إلى بحث «العلاقة المقبلة» بين الطرفين. من جهته، أكد الفرنسي ميشال بارنييه، كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي حول «بريكست» ان وحدة الدول الاعضاء الـ27 «ليست موجهة ضد بريطانيا».
بدوره، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قبيل القمة الاوروبية، ان بريطانيا ستضطر لان تدفع «بالطبع» ثمنا لخروجها من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف هولاند: «يجب ألا يكون هذا الثمن عقابيا ولكن في نفس الوقت، من الواضح أن أوروبا يجب أن تدافع عن مصالحها، وأن المملكة المتحدة ستكون لها مكانة أضعف غدا خارج أوروبا من التي تملكها اليوم داخل أوروبا».
وقال متحدثا عن بلاده، إن خروج فرنسا من التكتل «مجازفة» في حال فازت المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبن في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية الفرنسية.