ثمة من يرى ان الحريري أمام خيارين في سياق اعادة ترسيم علاقته بحلفائه، فإما في اتجاه جذب هؤلاء الحلفاء نحو خياراته الجديدة التي يمليها موقعه الجديد كرئيس لحكومة وحدة وطنية مقبل على خطوات لم تكن في حسبان 14 آذار، أو في اتجاه النأي بنفسه وبخياراته عنهم. وتقول مصادر في المعارضة أن مسيحيي 14 آذار الذين يريدون فتح معركة حول سلاح المقاومة سيجدون أنفسهم معزولين لأن الحريري نفسه لن يقدر على مجاراتهم حتى لو كان موافقا على جزء من موقف هؤلاء أو على الموقف كله، لأن الحريري يعرف أن أثمان مشاركة المعارضة في الحكومة لا تتصل فقط بالحقائب وأسماء الوزراء. وحزب الله الذي ساعد كثيرا في تسهيل التأليف ودفع من حقه فيما يتعلق بالحقائب، كان يهدف أيضا إلى مقايضة ولو غير معلنة، باعتبار أنه يسهل قيام حكومة لا تكون خصما له في ملف المقاومة.
وفي اعتقاد هذه المصادر ان البيان الوزاري سيكون اختبارا جديا، حيث مسيحيو 14 آذار يعرفون أنهم لا يؤثرون على مسار البحث في سلاح المقاومة.