بعد انجاز البيان الوزاري للحكومة وبانتظار نيلها الثقة، تتواصل الاتصالات والمساعي المتعلقة بإتمام زيارة الرئيس سعد الحريري الى سورية. وفي هذا المجال: يقول مصدر سوري ان دمشق التي استمعت باهتمام الى كل ما قيل عن شخص الرئيس الحريري تنظر باهتمام الى ترجمة هذه الأمور على الأرض فيما يتعلق بالعلاقات اللبنانية - السورية، وهي نالت تطمينات من الوسيط السعودي الى ان الزيارة الى سورية باتت مسألة وقت ريثما يرتب الرئيس الشاب أمور حكومته ونيلها الثقة. وفي الانتظار راقبت القيادة السورية من كثب النقاشات المتعلقة بالبيان الوزاري لاسيما البند المتعلق بالعلاقات اللبنانية - السورية من ضمنه، على اعتبار ان ما قاله البيان الوزاري سيكون مؤشرا أوليا الى نوايا رئيس الحكومة الجديدة ونظرته اليه.
ويقول المصدر ان سورية لا تريد تكرار تجربة الرئيس السابق فؤاد السنيورة حيث «كانت مواقفه من العلاقات مستفزة ورفض اكثر من دعوة لزيارتها، وحين ذهب في زيارته الاولى حمل ورقة عمل ضمنها بنودا عن العلاقة الثنائية اراد مناقشتها مع القيادة السورية، فسرت على انها شروط مسبقة اراد السنيورة مناقشتها من باب ندية العلاقة».
والندية هي التعبير الذي لا يليق لسورية في وصف علاقات بين بلدين يحكمهما تداخل جغرافي واجتماعي يفرض تعاطيا مميزا فيما بينهما.
بدورها اذاعة النور الناطقة بلسان حزب الله أكدت عن انطلاق التحضيرات لزيارة الحريري لدمشق بعيد اقرار البيان الوزاري ونيلها الثقة ومن المرجح أن تتم في مطلع يناير ضمن جولة عربية.
القريبون من الرئيس الحريري يقولون انه سيزور العاصمة السورية، وهذه الزيارة طبيعية، باعتبار انها تسهل عمله في تعزيز الوحدة الوطنية الداخلية لما تملكه سورية من حلفاء في لبنان، وفي داخل الحكومة التي يرأسها الحريري، كما انها جزء من مفتاح في العلاقة العربية - العربية، بالاضافة الى انها مدخل للتسوية الداخلية.
يقول محلل سياسي خبير في شؤون العلاقات اللبنانية - السورية: يذهب الحريري إلى دمشق مكتفيا بالمنصب الذي يشغله كرئيس للحكومة. لم يفصح حتى الآن، منذ أول تكليف وحتى إبصار حكومته الأولى النور، عن عزمه على زيارة سورية، ولم يكشف عن تعهده القيام بها، ولا أتى على ذكر مصالحة سياسية وشخصية وطي صفحة الماضي. ويعبّر صمته هذا عن المغزى المزدوج للزيارة المفترضة: انها ثمرة تعهد قطعه للرياض بزيارة دمشق بعد مصالحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله والأسد. بذلك تكون الزيارة ثمرة تفاهم سعودي - سوري أكثر منه خيارا شخصيا استخلص الحريري عبرته.
ان المسؤولية المترتبة عليه في رئاسة الحكومة تحمله على التحاور مع دولة جارة، ولا يكون على طرف نقيض مع رئيس الجمهورية في موقف كهذا.