- المحكمة العليا ستحسم مصير مرسوم ترامب حول الهجرة
شن الرئيس الاميركي دونالد ترامب هجوما حادا على النواب الديموقراطيين في الكونغرس، محملا إياهم المسؤولية عن الشلل الذي اصاب الادارات الفيدرالية بعد ان فشل المشرعون في التوصل لاتفاق يمنع هذا الأمر.
وقال ترامب في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر» امس ان «الديموقراطيين يولون اهتماما بالمهاجرين الشرعيين أكثر منه بجيشنا العظيم او الامن على حدودنا الجنوبية المحفوفة بالخطر. كان بإمكانهم التوصل لاتفاق بسهولة لكنهم فضلوا على ذلك سياسة الشلل».
من جهته، ألقى البيت الابيض باللوم على المشرعين الديموقراطيين في فشل الكونغرس الذي يقوده الجمهوريون في سن تشريع يحافظ على استمرار عمل الحكومة، واصفا المعارضة بأنهم «فشلة معرقلون».
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن «الديموقراطيين في مجلس الشيوخ هم المسؤولون عن توقف عمل الحكومة، وهم يضعون السياسة فوق امننا القومي وعائلات العسكريين والاطفال المعرضين للخطر، وقدرة بلادنا على خدمة جميع الأميركيين».
وأضافت أن الرئيس ترامب «لن يتفاوض حول وضع المهاجرين غير الشرعيين بينما يحتجز الديموقراطيون مواطنينا الشرعيين رهائن بسبب قرارات متهورة».
جاء ذلك بعدما تبادل الجمهوريون والديموقراطيون الاتهامات بتحمل مسؤولية شلل الادارات الفيدرالية.
وقال زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل متوجها الى الديموقراطيين ان اغلاق الادارات الفيدرالية «كان بالامكان تفاديه 100%».
الا ان زعيم الاقلية الديموقراطية في المجلس تشاك شومر رد عليه بان «الاغلاق سيسمى (شلل ترامب) لانه لا احد سوى الرئيس يمكن تحميله مسؤولية الوضع الذي نحن فيه».
وصرح السيناتور الجمهوري من لويزيانا جون كينيدي «بلادنا أسسها عباقرة لكن يديرها اغبياء»، مختصرا بذلك الاجواء العامة.
وبعد عام تماما على تولي ترامب مهامه الرئاسية، دخلت الولايات المتحدة فترة من الاضطرابات مع اغلاق جزئي للادارات الفيدرالية اثر الفشل في التوصل الى تسوية حول الموازنة في مجلس الشيوخ.
ورغم المباحثات المكثفة في الايام الاخيرة فشلت الغالبية الجمهورية والمعارضة الديموقراطية والبيت الابيض في الاتفاق على موازنة ولو مؤقتة كانت ستتيح تفادي الشلل الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل امس الاول.
ولم يحصل الجمهوريون الذي يشكلون غالبية بـ51 مقعدا في مجلس الشيوخ من الحصول سوى على خمسين صوتا، بفارق كبير عن الاصوات الستين (من اصل مائة سيناتور) الضرورية لتمديد الموازنة اربعة اسابيع حتى 16 فبراير المقبل.
وهذه هي المرة الاولى التي يطبق فيها هذا الاجراء منذ اكتوبر 2013 في عهد الرئيس السابق باراك اوباما. والذي استمر انذاك 16 يوما. وسيترجم هذا الاجراء ببطالة تقنية بلا اجور لاكثر من 850 الف موظف فيدرالي يعتبرون «غير اساسيين» لعمل الادارة.
وستبدأ الاثار الاولى للاغلاق بالظهور فعليا، غدا فنشاطات العديد من الوكالات الفيدرالية كإدارات الضرائب ستصبح محدودة لكن الاجهزة الامنية لن تتأثر بشكل عام. والعسكريون الاميركيون البالغ عددهم 1.4 مليون شخص سيواصلون عملياتهم لكن دون ان يتلقوا اجورا.
وكان الديموقراطيون اكدوا انهم لن يصوتوا على مشروع قانون لا يشمل تمويلا على المدى الطويل لبرنامج «تشيب» للتأمين الصحي الحكومي للاطفال الفقراء.
كما يطالبون بإيجاد حل لنحو 690 ألفا ممن يسمون «الحالمين» (دريمرز) وهم من الشباب والبالغين الشباب الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير شرعي عندما كانوا اطفالا وباتوا مهددين بالطرد بعد إلغاء برنامج «داكا» الذي اقرته إدارة باراك أوباما ومنحهم تصريحا مؤقتا بالاقامة.
ويفكر اعضاء الكونغرس ايضا في انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر المقبل. ويعتبر الديموقراطيون ان الجمهوريين الذين يمسكون بكل مقاليد السلطة من البيت الابيض ومجلسي النواب والشيوخ سيتحملون مسؤولية الشلل وسيدفعون ثمنا غاليا.
اما الجمهوريون فيأملون في استغلال «الاغلاق» لمعاقبة اعضاء مجلس الشيوخ من الديموقراطيين الذين سيترشحون الى ولاية ثانية في عشر ولايات فاز فيها ترامب خلال حملته الانتخابية الرئاسية. وعلى صعيد آخر، اعلنت المحكمة العليا في الولايات المتحدة انها ستنظر في الصيغة الثالثة لمرسوم الرئيس ترامب الذي يحظر مواطني ست دول مسلمة وكوريا الشمالية وفنزويلا من دخول البلاد.
وفي قرار قد يكون حاسما في المعركة القانونية التي شهدتها السنة الاولى من ادارة ترامب، سترى المحكمة ما اذا كان الرئيس قد تجاوز صلاحياته او كان متحيزا دينيا في هذه الصيغة من مرسومه.