وسط تساؤلات عما إذا كان سيواجه مصير سلفه ايهود اولمرت، حاول رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أن يبدو متماسكا، مشيرا إلى أن الائتلاف الحكومي الذي يقوده، مستقر ولا توجد نية للتوجه إلى انتخابات مبكرة، رغم تأكيد الشرطة أنها تملك من الأدلة ما يكفي لإدانته بتهم تلقي الرشى وخيانة الأمانة.
وقال نتنياهو في كلمة أذاعها التلفزيون «أود أن أطمئنكم بأن الائتلاف مستقر. ليس هناك أحد لا أنا ولا أي شخص آخر يخطط لإجراء انتخابات.. سنواصل العمل معكم من أجل مصلحة مواطني إسرائيل حتى نهاية الفترة».
وأضاف في مؤتمر «السلطات المحلية» أمس: «أيها الوزراء والنواب ورؤساء السلطات المحلية، إننا نعمل معا لصالح دولة إسرائيل ومواطنيها وأريد أن أطمئنكم بأن الائتلاف مستقر».
محاولات نتنياهو التطمينية، جاءت عقب توصية الشرطة الإسرائيلية بتوجيه اتهامات لنتنياهو بتقاضي رشى والاحتيال وخيانة الأمانة، ممهدة الطريق لما قد يكون أكبر تحد حتى الآن لبقاء الزعيم اليميني على الساحة السياسية، لكن تبقى مسألة توجيه الاتهام فعليا بيد المدعي العام. وقد يستغرق مثل هذا القرار أسابيع أو شهورا. علما أن ولاية نتنياهو تنتهي أواخر عام 2019 موعد الانتخابات البرلمانية.
وكانت هذه التوصيات التي أعلنتها الشرطة أول من أمس الأكثر خطورة في سلسلة الاتهامات التي كان من المتوقع توجيهها لنتنياهو في إطار تحقيقين جنائيين مستمرين منذ أكثر من عام الأول يعرف باسم «القضية 1000» والثاني «القضية 2000».
وذكرت الشرطة في بيان مفصل اسمي أرنون ميلتشان وهو منتج سينمائي في هوليوود ومواطن إسرائيلي ورجل الأعمال الاسترالي جيمس باكر قائلة إنهما «قدما على مدى سنوات أنواعا مختلفة من الهدايا الفاخرة» من بينها شمبانيا وسيجار وحلي لنتنياهو وأسرته.
وقال البيان إن قيمة هذه الهدايا بشكل عام تجاوزت مليون شيكل (280 ألف دولار).
ومن المرجح أن تركز أي إجراءات قانونية على ما إذا كان رجلا الأعمال سعيا من خلال تقديم هذه الهدايا إلى الحصول على مميزات سياسية وما إذا كان نتنياهو قدم هذه المميزات.
وقال محامو نتنياهو إن هذه الهدايا كانت ببساطة رمزا للصداقة.
وتشير القضية الثانية إلى ارتكاب نتنياهو لجرائم «رشى واحتيال وخيانة الأمانة» ومعه أرنون موزيس ناشر صحيفة يديعوت أحرونوت أوسع صحف إسرائيل انتشارا. وتقول الشرطة إن الرجلين بحثا سبل عرقلة توسع صحيفة إسرائيل هيوم المنافسة «من خلال تشريعات وطرق أخرى».