هيمنت قضايا إيران وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست» وعلاقة لندن المستقبلية بشركائها الأوروبيين، ومستقبل حلف شمال الأطلسي «الناتو» على فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر ميونيخ للأمن أمس.
فقد قال مستشار الأمن القومي الأميركي إتش.آر مكماستر، في كلمته امام المؤتمر امس، إن إيران تبني وتسلح شبكة قوية على نحو متزايد من الوكلاء في دول مثل سورية واليمن والعراق.
وأضاف: «ما يثير القلق بشكل خاص هي شبكة الوكلاء هذه التي تكتسب المزيد والمزيد من القدرة فيما تزرع إيران المزيد والمزيد من الأسلحة المدمرة في هذه الشبكات».
وتابع مكماستر: «ومن ثم حان الوقت الآن في اعتقادي للتصرف ضد إيران».
من جهة أخرى، استبعدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إجراء استفتاء آخر بشأن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي وقالت إنه لا تراجع عن نتيجة الاستفتاء الذي أجري في يونيو عام 2016.
وقالت ماي خلال فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر ميونيخ للأمن: «سنخرج من الاتحاد الأوروبي ولا يوجد تساؤل بشأن استفتاء ثان أو التراجع واعتقد أن هذا مهم».
وتحدثت ماي أيضا عن التزام بريطانيا بأمن أوروبا بعد انفصالها عن الاتحاد الأوروبي ودعت لاتفاقية أمنية جديدة مع التكتل تدخل حيز التنفيذ العام المقبل وذلك لضمان التعاون في المجال العسكري ومجال المخابرات ومكافحة الإرهاب.
وحذرت ماي من أنه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق أمني في الوقت الذي تنسحب لندن رسميا من التكتل في مارس 2019، «ستتوقف» عمليات تسليم الموقوفين السريعة بموجب مذكرات الاعتقال الأوروبية.
من جهته، دعا رئيس الوزراء الفرنسي ادوار فيليب الى «تعهد عملاني» افضل للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لكي لا يبقى الدفاع في اوروبا مجرد «موضوعا للندوات».
وأضاف: «ان لم تهتم اوروبا بالحرب فإن الحرب ستهتم بالتأكيد بأوروبا».
وجدد فيليب الاقتراح الذي قدمه الرئيس ايمانويل ماكرون بمبادرة تدخل اوروبية ترمي الى «تقريب انشطة جيوش الدول الأكثر نشاطا».
ولفت الى الدور الناشط لفرنسا في حلف شمال الأطلسي في وقت تخشى واشنطن من ان تؤدي عملية تحريك مبادرة الدفاع الاوروبية الى حرمان الحلف من موارد، وقال: «علينا التوقف عن الاختلافات العقيمة. حلف اطلسي قوي يترجم بأوروبا دفاعية اقوى واتحاد اوروبي مسؤول. انه مكسب لحلف عسكري كالأطلسي».
الى ذلك، اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حلف (الناتو) والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بممارسة الدعاية المناهضة لروسيا، ما أدى إلى «شلل» في الاتصالات المتبادلة ودعا إلى إظهار قدر أكبر من الاحترام لروسيا.
وقال لافروف في كلمته امام المؤتمر امس إن روسيا كانت تعامل مثل التلميذ في تسعينيات القرن الماضي، بينما اليوم فالحديث عن «تهديد روسي». وأضاف: «نحن مستعدون لدخول حوار مفتوح يتسم بالاحترام».
ودعا وزير الخارجية الروسي إلى تعاون أكبر مع الاتحاد الأوروبي في الصراعات الدولية، مثل تلك في الشرق الأوسط وقال: «نود أن يكون هناك اتحاد أوروبي يمكن التنبؤ به وقوي يكون لاعبا مسؤولا في ساحة السياسة الخارجية».