- المخابرات الأميركية تتبنى مواقف متعارضة مع آراء بولتون
ما زالت تتداعى، داخليا وخارجيا، تبعات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتعيين بولتون أحد غلاة المحافظين الجدد، مستشارا للأمن القومي.
ويشير تاريخ الخلافات بين بولتون ووكالات المخابرات في الولايات المتحدة إلى الطريقة التي قد يتعامل بها مع كوريا الشمالية وإيران وهما من التحديات الشائكة التي يواجهها هو والرئيس ترامب.
وتتعارض تصريحات بولتون بشأن هذين الملفين مع تقييمات وكالات المخابرات الأميركية.
وفي مقال نشر خلال عام 2017 في صحيفة (ناشونال ريفيو) ذات التوجه المحافظ، اتهم بولتون إيران «بانتهاكات واضحة» للاتفاق النووي الموقع عام 2015.
لكن مدير المخابرات الوطنية الأميركية دان كوتس قال للكونغرس في فبراير الماضي إن طهران ملتزمة بالاتفاق الذي يمضي كما خطط له. وصنف بولتون برنامج كوريا الشمالية النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية على أنه خطر قائلا إن الطريقة المثلى للقضاء عليه هي ضربة عسكرية استباقية.
وفي المقابل، حذر محللون في المخابرات الأميركية من أن مثل هذه الضربة قد تؤدي لهجوم مضاد من جانب كوريا الشمالية يسفر عن مقتل عشرات الآلاف من القوات الكورية الجنوبية والأميركية والمدنيين وآخرين في أماكن بعيدة مثل اليابان.
وقال مسؤولو مخابرات مطلعون إن بولتون بالغ في معلومات الحكومة الأميركية عن برامج الأسلحة في العراق وكوبا وسورية عندما كان يشغل منصبا كبيرا في وزارة الخارجية بين عامي 2001 و2005 كما انتقد المحللين الذين عارضوه.
وقال مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية تتجاوز خبرته 30 عاما لوكلة «رويترز»: «السؤال هو هل سيكون (بولتون) على نفس المنوال وبالتالي يكون على المخابرات أن تتكيف مع ذلك أم سيتخذ موقفا أكثر توازنا؟».
وأشار المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إلى تخوف الكثير من رجال المخابرات المخضرمين من اختيار بولتون لهذا المنصب.
وفي السياق، يرى ديبلوماسيو الأمم المتحدة الذين يؤيدون التفاوض، ان واشنطن قامت بخطوة جديدة تثبت ابتعادها عن سياسة التسويات بعد تعيين بولتون مستشارا للأمن القومي.
ويسود القلق أروقة الأمم المتحدة مع عودة هذا السفير السابق للولايات المتحدة في المنظمة الدولية في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن الى الواجهة، حيث يعد بولتون احد أنصار اللجوء الى القوة في ملفي كوريا الشمالية وإيران خصوصا.
وفي هذا الصدد، قال ديبلوماسي في مجلس الأمن طلب عدم كشف هويته ان «بولتون هو احد اكثر المتشددين في هذه الإدارة وهو معادٍ بشكل واضح للامم المتحدة»، مشيرا الى ان تعيينه «يفترض ان يدفع الأوروبيين الى التعبئة».
ويثير تعيين بولتون ومعه تعيين مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي اي) مايك بومبيو وزيرا للخارجية، تساؤلات عن هامش التحرك الذي ستمتلكه المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي.
وسيكون الاختبار الاول الاتفاق حول النووي الإيراني الذي يهدف الى منع طهران من امتلاك قنبلة نووية ويعتبره الثلاثي بولتون بومبيو هايلي وكذلك ترامب، ضعيفا جدا.
إلى ذلك، قال مستشار الأمن القومي الجديد إنه على الرئيس ترامب أن يصر خلال أي اجتماع مع زعيم كوريا الشمالية على التركيز بشكل مباشر على كيفية التخلص من برنامج الأسلحة النووية لبيونغ يانغ في أسرع وقت ممكن. وقال بولتون لإذاعة «آسيا الحرة» إن المناقشات في القمة المقترحة مع كيم جونغ أون يجب أن تكون على غرار تلك المناقشات التي أدت إلى شحن مكونات البرنامج النووي الليبي إلى الولايات المتحدة في 2004.
في غضون ذلك، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى «البرلمان» الإيراني علاء الدين بروجردي، انه يتعين على إيران مواجهة العدائية المتزايدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين.
واضاف بروجردي في أول رد فعل رسمي إيراني على تعيين ترامب المتشدد جون بولتون مستشارا للأمن القومي إن «استخدام عناصر متطرفة معادية للجمهورية الإسلامية يثبت أن الأميركيين يحاولون زيادة الضغط على إيران»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الطلابية (ايسنا).
وأضاف «علينا ان نعزز علاقاتنا مع دول لها ثقلها كالصين وروسيا، اللتين تخضعان بدورهما لعقوبات الولايات المتحدة وتواجهان تحديات أميركية كبرى».